المسيح هو صديقنا المقرَّب
يقول القديس أغسطينوس: [إنه هو أُذن الآب الذي يميل إليّ أنا شخصيًا ليصغي إليّ بتجسده وصلبه. أية رحمة أعظم من أن يعطينا ابنه الوحيد الجنس، لا ليعيش بيننا فحسب، وإنما ليموت لأجلنا؟! "أمِل إليّ أذنك"[2]].
إمالة الأذن تعني الاستعداد لسماع حتى الهمسة. يسمع الآب تنهدات القلب الخفية ويستجيب بكلمته المتجسد المبذول على الصليب.
لقد ظن الفلاسفة أن الله خلق الكون وحركه، تركه يتحرك طبيعيًا خلال قوانين الطبيعة، ليبقى في سمواته معزولًا عن خليقته. أما المرتل فيرى الله يميل بأذنه إلى قلب كل إنسان ينصت إليه ويستجيب بالحب العملي. إنه لن يتأخر لحظة عن الإنصات إلى أنَّات كل مسكين.