|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنذار بني يهوذا: 5 ثُمَّ عَادَ الرَّبُّ يُكَلِّمُنِي أَيْضًا قَائِلًا: 6 «لأَنَّ هذَا الشَّعْبَ رَذَلَ مِيَاهَ شِيلُوهَ الْجَارِيَةَ بِسُكُوتٍ، وَسُرَّ بِرَصِينَ وَابْنِ رَمَلْيَا. 7 لِذلِكَ هُوَذَا السَّيِّدُ يُصْعِدُ عَلَيْهِمْ مِيَاهَ النَّهْرِ الْقَوِيَّةَ وَالْكَثِيرَةَ، مَلِكَ أَشُّورَ وَكُلَّ مَجْدِهِ، فَيَصْعَدُ فَوْقَ جَمِيعِ مَجَارِيهِ وَيَجْرِي فَوْقَ جَمِيعِ شُطُوطِهِ، 8 وَيَنْدَفِقُ إِلَى يَهُوذَا. يَفِيضُ وَيَعْبُرُ. يَبْلُغُ الْعُنُقَ. وَيَكُونُ بَسْطُ جَنَاحَيْهِ مِلْءَ عَرْضِ بِلاَدِكَ يَا عِمَّانُوئِيلُ». بعد أن أعلن الله خلاصه لمدينة أورشليم محطمًا آرام وإسرائيل اللذين تحالفا ضدها بدأ يسرد خطايا بني يهوذا وما سيحل عليهم من تأديبات. إن كان يدافع عنهم لكنه لا يدافع عن خطاياهم ولا يتستر عليها بل يطلب التوبة عنها والرجوع إليه. يقول: "لأن هذا الشعب رذل مياه شيلوه الجارية بسكوت وسُرّ برصين وابن رمليا" [6]. "شيلوه" مجرى مائي اسمه يعني "المرسل"، دُعِيَ في العهد الجديد "سلوام". نُحت هذا المجرى في الصخر، طوله بضعة آلاف من الأقدام، يقع جنوب غربي أورشليم، تنساب المياه فيه في هدوء، عليه تعتمد المدينة، كان رمزًا لبيت داود. ماذا يعني رذل الشعب مياه هذا المجرى؟ لقد قارنوا بينه وبين نهري دمشق إبانه وفرفر، فرذلوه واستهانوا به. هذا يُشير إلى استخفافهم بما وهبهم الله "مملكة يهوذا" متطلعين إلى ما هو لدى الغير "الأذرع البشرية". لقد فقدوا إيمانهم بالله واهب النصرة وخشوا رصين وابن رمليا الغريبين والمقاومين ليهوذا ملتجئين إلى من ينقذهم منهما. مياه شيلوه تُشير إلى قوة الروح الهادئ والوديع، مصدر التقديس وينبوع البر. أيضًا "شيلوه" تعني "المرسل"، تُشير إلى السيد المسيح الذي أرسله الآب لخلاصنا، فرذله اليهود ورفضوا عمل روحه القدوس. هم رفضوا مجرى الماء الهادئ طالبين المياه الغامرة القوية، لذلك يؤدبهم الرب بأن "يصعد عليهم مياه النهر القوية والكثيرة، ملك أشور وكل مجده" [7]. إن كان يهوذا يتكئ على أشور، فإنه سيأتي فعلًا ويخلصه، لكنه يعود فيما بعد يندفق عليه كنهر الفرات الذي أعجبوا به واشتهوه، يفيض على يهوذا ويغرقه [7]. لقد أنقذ تغلث فلاسر الآشوري يهوذا، لكن سنحاريب الآشوري هجم بقوة على يهوذا وبلغ إلى العنق وحاصر الرأس أورشليم، وكادت أن تسقط لولا تدخل الله: "يفيض ويعبر يبلغ العنق ويكون بسط جناحيه (فرعي نهر الفرات) ملء عرض بلادك يا عمانوئيل" [8]. هكذا يسمح الله بالتأديب فتحل التجارب كالسيل الجارف لكي تبلغ إلى أعناقنا، لكنه يحفظ الرأس (إيماننا بالسيد المسيح رأسنا) فوق سيول التجارب حتى لا يفنى إيماننا فنهلك (لو 22: 32)، لأننا أرض عمانوئيل، ملك الرب. |
|