لمن يظهر الرب قيامته ؟!

[مورا مرمر]

للمن يظهر الرب قيامته؟
+ القيامة والصعود لم يحظ برؤيتهما إلا قلة من التلاميذ والأحباء لماذا؟
لقد كان الصليب في وضح النهار وفي إمكان أي إنسان أن يذهب إلى الجلجثة ليعاينه، أما رؤية
الرب قائم فكانت عطية من االله لأناس محدودين يذهب لهم الرب خصيصا في أماكنهم.
الصليب : له مكان محدد خارج أورشليم يمكن لكل إنسان أن يذهب إليه، أما القيامة فليس لها مكان لأن
الرب هو الذي يأتي ويظهر
المذود: له مكان محدد، من يريد يستطيع أن يذهب إليه عن طريق الاتضاع
جبل التجلي: مكان محدد من يريد أن يصعد عليه يستطيع أن يرتفع إليه بالصلاة.
وللصليب: مكان محدد من يريد أن يدخل في شركة حب المسيح وآلامه يقدر أن يذهب إليه ويجد أذرع
يسوع مفتوحة تقول: تعالوا إليَّ، وفمه الطاهر يقول اغفر لهم، والجنب مفتوحا يخرج منه دم وماء لحياتنا
وشفائنا وغسلنا .
كل هذه الأماكن في مقدورنا أن نذهب إليها في أي وقت لكن القيامة ليس لها مكان محدد وليس لها
وقت محدد لأنها هي ظهور االله في حياتنا حسب غنى نعمته .
ربما يظهر االله في بيوتنا والأبواب مغلقة أي حيث لا نتوقع أبدا رؤيته، وربما في الشارع، في
الطريق، ونحن نعاني آلام ترك الرب لنا وغيابه عنا كتلميذي عمواس، وربما في وسط تعب النهار حيث لم
نقدر أن نصطاد شيئا. وكون الرب هو الذي يظهر ونحن ليس في مقدورنا أن نحدد مكان ظهوره أو ميعاده
هذا لا يعني أن رؤية الرب القائم أمر صعب جدا وحكر على بعض الناس المحظوظين بل على العكس فهو
أمر ميسور لأن الرب نفسه هو الذي سيتحمل مشقة الحضور إلينا والظهور لنا في الحالات التالية:
الرب يظهر للنفوس التي جازت المعمودية ودفنت معه:
فالقديس بولس الرسول يعلن أن الذي اعتمد ليسوع للموت يظهر له الرب في جده الحياة "أم تجهلون
إننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته فدفنا معه بالمعمودية للموت حتى كما أقيم المسيح من الأموات
بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضا في جد " الحياة (رؤ 6 :3-5.(
فالذي يؤمن من كل قلبه أنه دفن مع المسيح بالمعمودية وأن إنسانه العتيق قد دفن إن إنسانًا حديثًا ولد
فيه. فالذي له هذا الإيمان يعيش دائما في حال الموت عن الخطية التي صارت فينا بالمعمودية . والذي يعيش
هذا الإيمان بقوة كل يوم فإن يسوع القائم سيظهر له دائما في حياته ويجعله قائما في النعمة بقوة قيامته
فظهور الرب القائم هو حدث إيمانى صار لنا بالمعمودية ونعيشه بالإيمان كل أيام غربتنا على الأرض
والرب يظهر بذاته للنفوس التائبة ليقيمها:
فالذي عاش حياة التوبة وجاز صليبها وترك كل ما يعوق سيره مع المسيح، هو الذي يحق له أن
يظهر له الرب يسوع في فجر قيامته. فكل نفس جاهدت ضد الخطية وأحبت المسيح استحقت أن يظهر لها
بمجده ويأخذها إلى أحضانه كالابن الضال. الرب يرى أن من حق النفوس المجاهدة رغم ضعفها وسقوطها
أن يأخذ بيدها ويقيمها ويعلن لها ذاته. النفوس التقى صلبت أهواءها يحق لها أن تقول: "مع المسيح صلبت
فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ "
والرب يظهر للذين يسيرون معه حتى الجلجثة:
فالذي سار مع المسيح حتى الجلجثة مثل إسطفانوس وذاق آلام كراهية العالم له وأوجاع الرجم هو
الذي يستحق أن تنفتح له السماء ويرى ابن الإنسان القائم عن يمين الآب. لذلك كان الفرح والتهليل هو طبيعة
الشهداء رغم شدة الآلام التي قاسوها.
كذلك أولاد االله الذين يقبلون التجارب بشكر وفرح في شركة لاآ م الرب. والذين يجاهدون في
الطريق بثبات يظهر لهم الرب في نهاية الطريق ممجدا .
والرب يظهر للذين يبحثون عنه بمشاعر حبهم:
فالنسوة اللائي سرن إلى القبر باجتهاد ومعهن الطيب يظهر لهن بنفسه قائلاً "سلام لكما. فتقدمتا.
وأمسكتا بقدميه "، كذلك النفوس التي تعبد الرب بحب ومشاعر الطيب، والنفوس التي تخدم بحب عميق للمسيح
حتما سيأتي الرب لها ويقول "قد قام" ويفرح قلبها .
والرب يظهر للنفوس التي جاهدت طول الليل ولم تصطد شيئا:
النفوس التي تخدم وتصطاد بكل اجتهاد وه لاي تيأس بل قد امتلأ قلبها بالرجاء... طوال الليل...
ولكن في ثقة كاملة إن الرب سيظهر لها في النهاية .
الذين يخدمون بمثابرة وأمانة سنين طويلة لابد أن تظهر ثمار خدمتهم في نهاية الليل الطويل
ويطعمهم الرب سمكًا وعسلاً بنفسه من ثمرة صيدهم المبارك .
القيامة- حياة واختبار يومي نذوقه في كل مرة نقترب من الصليب ونحمله بفرح...

كيف نعيش فى القيامة
القمص بيشوى كامل

[walaa farouk]

موضوع جميل
ربنا يفرح قلبك