منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 02 - 2014, 03:16 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,743

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث


نقدم لأبنائنا الخدام والخادمات الجزء الثاني من مجموعة (الخدمة الروحية والخادم الروحي) للتعرف بطبيعة عملهم في الخدمة، وما ينبغي أن تكون عليه حياتهم في قوتها وتأثيرها.

1- ما هي الخدمة روحيًا. وقد تشمل هذا الموضوع 16 نقطة.
2- مركز الله في الخدمة. وقد اشتمل علي 7 نقاط.
3- التواضع في الخدمة.
4- مقاييس الخدمة ونجاحها.


كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
5:8- الخادم الروحي. وقد اشتمل هذا البند علي أربعة موضوعات.
9- العمل الجواني.
1- الخدمة: أهميتها – مجالتها - فاعليتها
2- قوة الخدمة.
3- النمو في الخدمة.
4- التعب في الخدمة.
5- "مسحني لأبشر المساكين.. "
6- الذين ليس لهم أحد يذكرهم.
7- "يهيئ للرب شعبًا مستعدًا".
9- الخادم داخل الأسرة.
و الجزء الثالث من سلسلة الخدمة والخادم نحدثك فيه عن:
1- العمل الإيجابي.
2- العمل الفردي.
3- التشجيع.
4- لاحظ نفسك والتعليم.
5- كثيرون سقطوا داخل الخدمة، وبعضهم هلكوا.
6- الجدية في الخدمة.
7- الخادم في المجتمع.
8- موضوعات أخري.
و بعد ذلك الجزء الرابع بمشيئة الله.
مايو 1994
البابا شنوده الثالث

رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2014, 03:21 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,743

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث

لكل كائن رسالة وعمل

الذي يحيا بلا رسالة، لا قيمة لحياته.
قيمة حياة الإنسان، تنبع من قيمة الرسالة التي يقوم بها. إن كان بلا رسالة، يموت فتنتهي حياته. ولكهن تبقى حياة أصحاب الرسالات، حتى بعد موتهم.
الذي بلا رسالة، لا يشعر بقيمة للوقت، فيبحث عن طريقة يقضي بها وقته، أو يقتل بها وقته! وما أكثر ما يحاربه السأم والملل والضجر، وربما القلق واليأس. لأن الحياة بلا رسالة لا طعم لها. يحاول أن يجد لها طعمًا باللذة واللهو، وهذا أيضًا لا يكفي، وربما لا يجده!
الإنسان الذي بلا رسالة، يتمركز حول ذاته، ولكن تبدأ رسالته حينما يهتم بالآخرين، ويعمل خيرًا لغيره..

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
الكل له رسالة، حتى الملائكة، والطبيعة الجامدة.
الملائكة لهم رسالة حب، نحو الله والناس: نحو الله في التسبيح، ونحو الناس في الخدمة "أليسوا جميعًا أرواحًا خادمة، مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب14:1).
والشياطين أيضًا لهن رسالة يعملون لها، ويتعبون لأجلها. ولكنها رسالة هدامة ضد مشيئة الله، وضد الحب والنقاوة.
وقد جعل الله رسالة، حتى لأولاد صغار، استخدمهم الرب لتنفيذ مشيئته، مثل صموئيل، وداود، وإرمياء..
والطبيعة لها رسالة، الشمس والقمر والنجوم تؤدي رسالة جوهرية لإنارة الكون، والهواء له رسالة، وكذلك الرياح والأمطار. والأرض ذاتها، التي نفلحها، أو نبني عليها.. وباطن الأرض له رسالة.
لو لم تكن هناك رسالة لكل هذه، ما خلقها الله.
فالله لا يخلق شيئًا عبثًا، بدون رسالة وفائدة..
حياتك لها رسالة، وستؤدي حسابًا على هذه الحياة. وكذلك كل مواهبك وزنات، لها رسالة ولها حساب..
كلما كانت مواهب أكثر، كلما اتسع نطاق رسالتك:
سواء كانت هذه المواهب ذكاء وعقلًا، أو فكرًا، أو خيالًا، أو فنًا، رسمًا أو شعرًا، أو أية قدرات أخرى، تستطيع أن تضمها جميعًا في يدي الله، وتؤدي بها رسالة لخير العالم والمجتمع الذي تعيش فيه..
والإنسان قد تكون له رسالة محددة. أو متسعة..
الرسالة المحددة قد يحددها نطاق مهنة، أو نطاق مجتمع ضيق، أو مكان محدود، أو زمن محدود.
كأن يقول إنسان: رسالتي هي الطب، أعالج أمراض الناس في قرية معينة، طوال حياتي على الأرض، أو في فترات عملي..
إنها رسالة محددة، ومثلها أية مهنة أخرى، تؤدي خيرًا، ولكنه خير في نطاق محدد، وينتهي..
ومثله أيضًا أية خدمة إجتماعية، على نطاق الأسرة، أو في محيط العمل، أو في مجتمع محدود..
وهناك أشخاص يسيئون فهم رسالتهم في الحياة:
كالأم التي تظن أن كل مهمتها، هي الإهتمام بطعام إبنها، وملبسه، وصحته، وتعليمه، ورفاهيته..ولا شيء غير ذلك. كأن روحيات الإبن لا وزن لها في رسالة هذه الأم! وكأن مصيره الأبدي لا يستحق أن يكون رسالة في حد ذاته!..
ونفس الكلام نقوله عن الأب الذي يشعر أن رسالته نحو أبنائه قد إنتهت على خير وجه، حينما يتوظف أولاده، وتتزوج بناته!! أم المصير الأبدي فليس رسالته!
والبعض للأسف الشديد، قد تكون له رسالة محطمة.
كبعض الذين يرون رسالتهم في منح اللذة للناس، وقد تكون لذة خاطئة، أو مجرد الترفيه عنهم، وقد يكون مضيعة لوقتهم إن زاد عن حده، أو متلفًا إن فسدت وسيلته. وقد يرى أحد أن رسالته هي نوع من الفن ربما يكون فنًا رخيصًا ضالًا.
ولكن هناك رسالات أخرى من الله، رسالات مقدسة.. الله يختار لها من أبنائه من يراهم صالحين لذلك..
قد قال الرسول "الذي سبق فعرفهم، سبق فيعنهم" (رو29:8). ولعلك تقول: ما ذنبي أنا، إذا كان الله لم يخترني لرسالة هامة؟ أقول لك: لو كانت لك صلاحية لها لأختارك الله بلا شك..
حقًا إن الفخاري حر في أن يجعل أنية للكرامة، وأخرى للهوان (رو9)، ولكنه حسب نوعية الطينة التي تقع في يده، يشكلها. إن وجدها طينة ناعمة جيدة تصلح أنية للكرامة، يجعلها كذلك. وإن وجدها طينة رديئة لا تصلح للكرامة. تصير أنية للهوان..
والله له أسلوبه في إعداد أصحاب الرسالات:
لقد أعد رسله بالتلمذة على يديه مدى سنوات طويلة، ثم أعدهم بالتدريب العملي حينما أرسلهم إثنين إثنين، وصحح لهم أخطاءهم (مت10، لو10). وأعدهم أيضًا بقوة الروح القدس، وقال لهم "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم، وحينئذ تكونون لي شهودًا" (أع8:1).
ويوسف الصديق، الإبن المدلل لأبيه، صاحب القميص الملون وصاحب الأحلام، أعده الرب بالضيق وبالتجارب.
ما كان ممكنًا ليوسف المدلل أن يصلح لرسالته الكبيرة، لذلك سمح الله له أن يلقي في البئر، وأن يخونه أخوته ويتآمروا عليه، ويباع كعبد. وسمح أن يتهم ظلمًا من امرأة فوطيفار، وأن يلقى في السجن. كل ذلك لإعداده للرسالة..
وموسى الذي تربى في قصر فرعون، في جو السلطة.
أعده الرب لاحتمال شعب صلب الرقبة، ينقله من الإمارة إلى الرعي، من حياة القصر إلى البرية، في الإشفاق على الغنم، حتى يشفق على الشعب العاصي..
وهكذا كان الله بأنواع وطرق شتى يعد أولاده للرسالات:
وكثيرًا ما كان يستخدم أسلوب التشجيع كما فعل مع موسى، والوعود كما فعل مع يشوع وإرمياء..
في كل ما يحيط بك من ضيقات وأحداث، أعلم أن الله يعدك للقيام برسالتك، إن عرفت كيف تستخدم الضيقات لخيرك، لا للتذمر والشكوى.
لقد أعد إبراهيم في حياة الغربة، وأعد يونان بالعواصف والأمواج وبطن الحوت، وأعد بطرس باختبار الضعف البشري حتى لا يظن أنه أفضل من باقي التلاميذ..
بل إن إعداد أصحاب الرسالات الكبيرة، يسبق أحيانًا ولادتهم: إرميا النبي، قال له الرب "قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبيًا للشعوب" (أر5:1). ويوحنا المعمدان: من بطن أمه إمتلأ من الروح القدس (لو15:1) وبولس الرسول يقول عن نفسه "لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي، ودعاني بنعمته.." (غل15:1).
والرسالات عند الله تتنوع، ويختار لها أشخاصًا أكفاء..
إن توبيخ آخاب الملك الفاسد، والتخلص من كل أنبياء البعل، رسالة تحتاج إلى نبي شديد مثل إيليا، يقول بضمير مستريح "لتنزل نار من السماء وتحرق الخمسين" (2مل10:1، 12).
وقيادة شعب معاند مقاوم رسالة صعبة، تحتاج إلى الرجل موسى الذي "كان حليمًا جدًا، أكثر من جميع الناس الذين على وجه الأرض" (عدد 3:12).
وقد يختار الله من لا مواهب لهم، ثم يهبهم بنعمته كل ما تحتاج إليه الخدمة من مقدرات..
قد يتختار جهال العالم، ويخزي بهم الحكماء. ويختار ضعفاء العالم، ويخزي بهم الأقوياء (1كو27:1، 28)، ويختار أواني خزفية ضعيفة لتحمل رسالته، حتى يكون فضل القوة لله وليس لنا كما قال الرسول (2كو7:4).
إن الرسالات في الدنيا عديدة، ولكن أعظمها هو العمل على خلاص الناس، وحفظ أبديتهم من الهلاك.
والذي يعملون في هذا الميدان، "يضيئون كالجلد، وكالكواكب إلى أبد الدهور" (دا3:12). وقد قال يعقوب الرسول "من رد خاطئًا عن طريق ضلاله، ينقذ نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا" (يع20:5).
ما أعظم إنقاذ نفس من الموت: فكم بالأولى إن كانت الرسالة هي إنقاذ نفوس عديدة..
والذي يعلمون في هذا المجال، إنما يعملون مع الله. كما قال بولس الرسول عن نفسه وعن سيلا "فإننا نحن عاملان مع الله" (1كو9:3). وقال في موضع آخر "كأن الله يعظ بنا" (2كو20:5).. حقًا إنها شركة مع الروح القدس في العمل. وهذه الشركة تعطي هذه الرسالة أهمية وخطورة..
النفوس التي تعمل في هذا المجال، هي بلا شك نفوس كبيرة: إن يوحنا المعمدان، أعد الطريق امام المسيح، في أقل من سنة واحدة. لقد بدأ عمله وهو في سن الثلاثين، وبعد ستة أشهر بدأ المسيح عمله. وكانت معمودية التوبة قد إكتسحت الكل. وفي شهور أعد يوحنا الطريق.
والرسل الإثنى عشر في سنوات قليلة، أوصلوا الكرازة بالإنجيل إلى أقصى الأرض، وإلى أقطار المسكونة بلغت أقوالهم (مز4:19). وكانت كلمة الرب تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدًا، وجماهير تنضم إلى الإيمان (أع7:6)، وقد "أتى ملكوت الله بقوة.." (مر1:9).
إن أصحاب الرسالات الكبيرة، أشخاص جادون في عملهم.. حياتهم دسمة، كشجرة ضخمة محملة بالثمار..
تذكرني بقول القديس الأنبا أنطونيوس عن القديس الأنبا مقاريوس "إن قوة عظيمة تخرج من هاتين اليدين"..
إن حياة أصحاب الرسالات، لم تقتصر على جيلهم.
لقد عبروا الزمان، فلم يستفد جيلهم فقط من رسالتهم، بل كل الأجيال، وكان لرسالتهم إمتداد حتى بعد موتهم أيضًا، واستمر عملهم.. قديسون كثيرون، حتى بعد موتهم كلفهم الله برسالة.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2014, 03:23 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,743

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث

الآخرون في حياتك

صدق ذلك الأديب الذي قال:
ما استحق أن يعيش، من عاش لنفسه فقط.
لذلك فالشخص الروحي، في حياته في المجتمع، يجد لذته في أين يحيا لأجل غيره، متبعًا قول الرب، "تحب قريبك كنفسك" (مت39:22). وهكذا يحب كل أحد من أعماق قلبه..
وتكون محبته للآخرين محبة عملية حسبما قال الرسول "لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق" (1يو18:3).
هذه المحبة تتميز بالعطاء، وتتميز بالبذل، سواء من الناحية الجسدية، أو الناحية الروحية..
لذلك فإن الشخص الروحي، هو بطبيعته إنسان خادم.
يخدم غيره في كل مجال، لا لأنه مطالب بهذا، وإنما لأن الخدمة جزء من طبيعته، وجزء من كيانه، يشعر فيها بالحب، ويتغذى بها أكثر مما يغذي غيره.
وإذا كانت الخدمة هي من عمل الملائكة (عب14:1). فكم بالأولى البشر..

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
والملائكة حينما يخدمون البشر، إنما يخدمونهم في حب وبذل، وليس عن مجرد واجب أو تكليف. أنظروا إلى السارافيم المخصصين للتسبيح، لما سمعوا من أشعياء أنه نجس الشفتين، طار واحد منهم بسرعة، وأخذ جمرة من على المذبح، وطهر بها شفتي أشعياء (أش6:6).
هوذا السيد المسيح ظهرت محبته للبشر في الخدمة والفداء:
وهكذا ورد عنه في الكتاب "إن ابن الإنسان لم يأت ليُخدم، بل ليَخدم، ويبذل نفسه فدية عن كثيرين" (مر45:10). وكما قال الرب أيضًا "ليس حب أعظم من هذا، أن يبذل أحد نفسه عن أحبائه" (يو13:15).
ما أجمل أن يكون الإنسان سبب سعادة لكل من حوله:
من هنا كانت المحبة التي تتصف بها الأمومة، والتي تتصف بها الأبوة، كما قال الرب لأورشليم، كم مرة أردت أن أجمع أولادك، كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها" (مت33:23). "إن نسيت الأم رضيعها، لا أنساكم" (أش15:49).هذا الحب الذي يسعد الغير، بالعطاء والبذل، هو سمة من سمات الروحيين، ولذلك حسنًا قال الرب:
"مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أع35:20). ففي العطاء محبة للأخرين، أما الأخذ فكثيرًا ما يحوي إهتمامًا بالذات..
إن المحبة التي تعطي، تظهر فيها أعماق قول الرب "كنت جوعانًا فأطعمتموني.." (مت35:25). وأعماق قول الرسول "الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس" (يع27:1). والعطاء الذي ينبغ من الحب، غير العطاء الذي هو مجرد تنفيذ للوصية، أو هو لكسب المديح أو لأداء الواجب..
هناك وظائف هي موضع محبة للناس، لأنها تعتني بهم:
مثال ذلك الطب والتمريض والخدمة الاجتماعية. وهناك أيضًا الأطباء الروحيون، آباء الإعتراف الذي يحملون أثقال الناس، ويخففون من متاعبهم. وقد يوجد شخص لا يقدم لغيره معونة مادية، ولكنه يقدم أذنًا صاغية تستمع فتريحهم، أو يقدم إبتسامة طيبة أو كلمة تطيب الخاطر، فيحبونه.
بعكس ذلك، الذي يتمركزون حول أنفسهم، ذواتهم هي كل شيء.
ما أصعب من يقول "أنا أو الطوفان" أو الشاعر الذي قال:
إذا مت عطشانًا فلا نزل المطر
لم يكن موقفًا روحانيًا، ذلك الذي وقفه يونان حينما إغتاظ لخلاص أهل نينوى، وغضب لأن كلمته من جهة عقوبتهم، لم تنفذ، فاعتبر ذلك ضد كرامته!! لذلك عاتبه الله قائلًا له: "هل أغتظت بالصواب" (يون4:4).
أما موسى النبي، فقد ضرب مثلًا عاليًا في محبة الأخرين.
وذلك حينما تضرع إلى الرب من أجل الشعب المخطئ قائلًا "والآن إن غفرت خطيتهم، وإلا فامحني من كتابك الذي كتبت" (خر32:32). ويشبه ذلك قول بولس الرسول "فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محرومًا من المسيح، لأجل إخوتي إنسبائي حسب الجسد.." (رو3:9).
فكلا الإثنين فضل أن يحرم هو نفسه من الرب – أي يفقد أبديته – من أجل إنقاذ الآخرين.. وهذا أمر عجيب، مثالي في الحب، وإن كان من جهة التنفيذ غير ممكن..
فلا أقل من جهة الحب – أن تصلي من أجل الآخرين.
ولهذا هناك أناس يجعلون الآخرين عنصرًا بارزًا في صلواتهم. والكنيسة في صلواتها الطقسية لا تترك أحدًا لا تصلي من أجله، بل تصلي حتى من أجل الحيوان والطبيعة.
والسيد الرب أعطانا تعليمًا جميلًا في الصلاة من أجل الآخرين، حينما وضع لنا الصلاة الربية، وفيها تكلم الله بأسلوب الجمع – لا بأسلوب الفرد- مدمجين حاجيات الآخرين معنا. وكذلك نصلي قانون الإيمان:
وتعلمنا المسيحية أننا جميعًا أعضاء في جسد واحد..
إن تألم عضو، تتألم معه بقية الأعضاء (1كو26:12). ويقول لنا الرسول "فرحًا مع الفرحين، وبكاء مع الباكين" (يو15:12).
فماذا فعلنا نحن من أجل الآخرين، أيًا كانوا؟
إننا نحب الذي يحبوننا، ولكن السيد المسيح يقول لنا "إن سلمتم على الذي يسلمون عليكم، فأي أجر لكم؟! الخطاة أيضًا يفعلون هكذا" (مت46:5، 47). إذن علينا واجب حيال الخطاة والمسيئين أيضًا.. حيال من يسخرنا ميلًا. أو من يخاصمنا ويريد أن يأخذ الثوب، أو من يلعن أو من يسئ..
الإنسان الروحي لا يبني راحته على تعب الآخرين. بل يتعب دائمًا لكي يريح غيره، هو شمعه تذوب لكي يستضئ الناس بها، الذي يضعهم في قمة إهتمامه..
الرجل الروحي يعمل كل جهده لكي يبنى الآخرين.. لا يبحث من فيهم مستحق، ومن هو غير مستحق إنما يفكر من فيهم محتاج، وكيف يبذل كل جهده حتى لا يدع أحدًا محتاجًا إلى شيء حين يكون بإمكانه أن يعطيه إياه..
وتربطه بجميع الناس رابطة قوية من حسن المعاملة. في جو من المجاملة ومن التفاهم، ومن الروح الواحد، مراعيًا قول الرسول، الذي نردده في صلاة باكر "أسألكم أنا الأسير في الرب، أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم إليها، بكل تواضع القلب، والوداعة، وطول الأناة، محتملين بعضكم بعضًا في المحبة، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل، لكي تكونوا.. روحًا واحدًا (أف4).
إن الأبن الأكبر، لم يضع أخاه الراجع في اعتباره، لم يفرح لفرحه، ولم يشترك في الوليمة التي صنعت لأجله، بل ركز إهتمامه في نفسه وما ينبغي أن يعطي له من أبيه.
أما نحن فلننكر ذواتنا، لكي نحب الآخرين.. ونسعدهم.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2014, 03:23 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,743

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث

التشجيع

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
كثيرًا ما كلمتكم عن المنتصرين الغالبين. في روحياتهم، وفي علاقاتهم مع الله والناس. واليوم أحب أن أكلمكم عن الضعفاء والساقطين. وما ينبغي أن يقدم إليهم من تشجيع..
إن التشجيع فضيلة كبرى. وعنها يقول الكتاب: "شجعوا صغار النفوس. اسندوا الضعفاء. تأنوا على الجميع" (1تس14:5).
هذه أول مجموعة تحتاج إلى تشجيع: الضعفاء وصغار النفوس:
  • الضعفاء و صغار النفوس
  • الساقطين
  • اليائسين
  • الخائفين
  • أصحاب القليل
  • الأمور المستعصية
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2014, 03:25 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,743

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث

الضعفاء و صغار النفوس

صغار النفوس هم الذين أنهارت معنوياتهم من الداخل، وصغرت نفوسهم في أعينهم، فاحسوا بالعجز. وقاربوا اليأس.
هؤلاء يحتاجون إلى تشجيع. يحتاجون إلى من يمسك بأيديهم ويقيمهم، لئلا يفشلوا ويضيعوا..
كذلك الضعيف يحتاج إلى من يسنده. ويقويه.
لأن الذي يحتقر ضعيفًا ويتجنبه، أو يزدري به ويتهكم عليه، كإنسان فاشل أو ضائع. إنما يفقده، ويتركه إلى ضعفه بلا معين، فينتهي، ويستمر في سقوطه أو خطاياه.. بينما الكتاب يقول: "من رد خاطئًا عن طريق ضلاله، يخلص نفسًا من الموت، ويستر كثرة من الخطايا" (يع20:5).
أخوك الضعيف الذي يسقط كل يوم، حاول أن تنقذه من ضعفه وتقيمه.. حتى إن جاهدت معه، ورأيت جهادك بلا نتيجة، ولا يزال هو مستمرًا في ضعفه وسقوطه، فلا تمل من العمل لأجله، ولا تطرحه من قدام وجهك، بل شجعه ليقوم..

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
ضع في ذهنك أن قيامة قد يحتاج منه إلى وقت، ويحتاج منك إلى طول أناة..
إن الخطايا التي رسبت في النفس مدة طويلة، حتى تحولت إلى عادة أو إلى طبع، لا تنتظر أن هذا الضعيف سيتخلص منها بسرعة، مهما كان كلامك له مقنعًا!! لذلك فإن الرسول لا يقول فقط "إسندوا الضعفاء"، إنما أيضًا "تأنوا على الجميع".
الذي خضع مثلًا لعادة التدخين. ربما يقتنع تمامًا بضررها، ولكنه مع ذلك قد يعجز عن التخلص منها!! إنه يحتاج أن تسنده بصلوات، وبنصائحك وتشجيعك، وأن تصير عليه، ولا تيأس من خلاصه وتهمله!!
الخطية التي مدت جذورها في أعماق النفس، وسيطرت على الشعور والإرادة، قد يضعف الإنسان في مقاومتها، وبخاصة لو أشتدت عليه حروب الشياطين من الخارج، مع ميل للخطيئة في الداخل، فتضعف المقاومة.. هذا يحتاج منك إلى تشجيع..
إن كثرة التوبيخ الذي تلقيه على إنسان ضعيف قد يحطمه..
مثل هذا يحتاج إلى نعمة، لا إلى لوم، ربما ينطبق عليه قول الكتاب "الشر الذي لست أريده إياه أفعل.. فلست بعد أفعله أنا، بل الخطية الساكنة فيّ" (رو19:7، 20).هذا الإنسان مقيد بأغلال من العادة والطبع والرغبة والرسول يقول:
"أذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم. والمذلين كأنكم أيضًا في الجسد" (عب3:13).
حاول أن تشجع هذا المقيد، وساعده على التخلص من قيوده، موقنًا أننا كلنا تحت الضعف.. وإن ساعدته، ووجدته متراخيًا في خلاص نفسه، أو ذا إرادة ضعيفة يقوم ثم يسقط، ثم يعاود القيام والسقوط، فلا تحتقر ضعفه، بل تذكر قول الكتاب:
"قوموا الأيادي المسترخية، والركب المخلعة" (عب12:12)
الأيادي المسترخية هي العاجزة عن العمل، والركب المخلعة العاجزة عن القيام وعن الحركة، وكلاهما يعبران بصورة متكاملة عن عجز الإنسان كله، وعدم قدرته على عمل أي شيء..
ولعل بولس الرسول قد إقتبس هذه العبارة من قول الوحي الإلهي على فم أشعياء النبي "شددوا الأيادي المرتخية، والركب المرتعشة ثبتوها" (أش3:35). وقد اختبر أيوب الصديق هذا العمل الصالح. فقال له أليفاز التيماني "ها أنت قد أرشدت كثيرين، وشددت أيادي مرتخية. بل إن أعظم مثال هو ما قيل عن ربنا يسوع المسيح:
"قصبة مرضوضة لا يقصف. وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (مت20:12).
لاقت هذه الصفة سرورًا لدى الله الآب. فقال فيها عنه "مختاري الذي سرت به نفسي.. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ" (أش1:42، 3). أي أنه لا يقطع رجاء أحد. حتى لو كان قصبة مرضوضة. يربطها ربما تستقيم.
حتى لو كان فتيلة مدخنة. ربما تهب عليها ريح فتشتعل..
إذن شجع الكل. ولا تثبط همة أحد، فالكتاب يقول: "لا تشمتي بي يا عدوتي، فإني إن سقطت أقوم" (مي8:7).
فما أسهل أن يقوم الإنسان من سقطته. بالإرشاد والتشجيع والصبر. وعمل النعمة فيه، ويتابع ميخا النبي كلامه فيقول "إذا جلست في الظلمة. فالرب نور لي" حقًا إن الكلام الذي يفيض أملًا ورجاءً، يقوي القلب، ويشجعه على القيام مهما سقط، ومهما أستمر سقوطه، فقال الحكيم في سفر الأمثال:
"الصديق يسقط سبع مرات ويقوم" (أم16:24)..
فإن وقع الساقط في اليأس، ذكره بهذه الآية. واحذر من أن تدينه في سقوطه. "هو لمولاه يثبت أو يسقط. ولكنه سيثبت، لأن الله قادر أن يثبته" (رو4:14). قُل له: حتى إن كنت لا تريد خلاصك، فالله يريد لك الخلاص. وهو قادر أن يخلصك..
الله الذي "يعطي المعيي قدرة. ولعديم القوة يكثر شدة" (أش29:40). الذي "جاء يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو10:19).. معزية جدًا هذه العبارة الأخيرة.. إنه لم يقل يخلص من قد ضعف، أو من قد سقط، بل يخلص ما قد هلك! إنه لأمثال هؤلاء الناس قد جاء. ويقول عن رسالته في سفر أشعياء:
".. مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق" (اش1:61).
نعم لقد جاء المسيح من أجل المساكين، المنكسري القلوب، المسبيين والمأسورين، جاء يحمل إليهم بشرى طيبة، كلمة تشجيع.. جاء ينادي لهم بالعتق والإطلاق، بفك أسرهم وسبيهم. بل يقول أيضًا "لأعزي كل النائحين" لأعطيهم جمالًا عوضًا عن الرماد، ودهن فرح عوضًا عن النوح، ورداء تسبيح عوضًا عن الروح اليائسة" (أش3:61).
نعم، هذا هو عمله كراع حنون شفوق على رعيته. مهما ضلت وجرحت وكسرت. إنه يقول:
"أنا أرعى غنمي وأربضها- يقول السيد الرب- واطلب الضال، واستر المطرود، وأجبر الكسير، وأعصب الجريح" (حز15:34، 16).
احفظ هذه الآية، وشجع بها الضالين والمطرودين. والمنكسري القلوب الذين جرحهم العدو، إنه يجول يبحث عن كل هؤلاء، ليردهم إليه ويريحهم. لذلك إن قابلت أحدًا منهم، قل له:
لا تخف. أنت لست وحدك. إن الله لن يتركك، سيرسل لك نعمة خاصة. ويفتقدك.
إن الله يهتم بالضعفاء، ويبحث عن الساقطين.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2014, 03:26 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,743

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث

الساقطين

لقد كان يجلس مع العشارين والخطاة، وقال في ذلك: "لم آت لأدعو أبرارًا، بل خطاة إلى التوبة" "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب، بل المرضى" (لو31:5، 32).

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
فإن كت من هؤلاء المرضى، الخطاة، الضالين والمطرودين.. إن كنت كسيرًا وجريحًا، ثق أنك من الذين جاء المسيح لأجلهم.
"إنه يفرح بخاطئ واحد يتوب، أكثر من تسعة وتسعين بارًا لا يحتاجون إلى توبة" (لو7:15).
ما أجمل ما فعله الرب مع الخاطئة في أورشليم (حز16). وجدها مطروحة بكراهة نفسها، مدوسة بدمها.. فلم يتركها، وإنما قال "بسطت ذيلي عليك، ودخلت معك في عهد، فصرت لي. فحممتك بالماء، وغسلت عنك دمائك، ومسحتك بالزيت.. وحليتك بالحلي.. وضعت تاج جمال على رأسك.. وجملت جدًا جدًا، فصلحت لمملكة" (حز6:16- 14).
هذا هو أسلوب الله: يشجع الخطاة على طريق التوبة، ويقويهم ويعدهم بوعود جميلة فيقول:
"أرش عليكم ماء طاهرًا. فتطهرون من كل نجاساتكم.. وأعطيكم قلبًا جديدًا. وأجعل روحًا جديدة في داخلكم.. وأنزع قلب الحجر من لحمكم، وأعطيكم قلب لحم. وأجعل روحي في داخلكم، وأجعلكم تسلكون في فرائضي وتحفظون أحكامي (حز25:36- 27).
تشجع إذن. إن خلاصك ليس هو عملك أنت وحدك، إنما بالأكثر عمل الله فيك.لدرجة أن الرسول يقول "إن كنا غير أمناء. فهو يبقى أمينًا. لن يقدر أن ينكر نفسه" (2تي13:2).
إن الرب الذي اختار المجدلية، وكان عليها سبعة شياطين (مر9:16)، وجعلها من خاصته، وظهر لها بعد القيامة. وكلفها بأن تبشر الرسل (مت10:28)، هو قادر أن يخلصك مثلها.
هو الذي أختار متى العشار، ليكون أحد الإثنى عشر واشفق على زكا، ودخل بيته وقال "اليوم حصل خلاص لهذا البيت" (لو9:19). ولما طرح عليه موضوع قلع الشجرة غير المثمرة، قال: "أتركها هذه السنة أيضًا" (لو8:13). أي أعطها فرصة أخرى "حتى أنقب حولها وأضع زبلًا فإن صنعت ثمرًا، وإلا ففيما بعد تقطعها". إنه لا يشجع فقط، وإنما أيضًا يقف على الباب ويقرع (رؤ20:3).
إنه يشجع الضعفاء والخطاة، وحتى اليائسين.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2014, 03:26 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,743

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث

اليائسين

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
من أبرز المواقف لليائسين، تشجيع موسى النبي للشعب، الذي وجد نفسه محصورًا ما بين البحر الأحمر، ومركبات فرعون الستمائة التي تسعى وراءه.. وهوذا الموت ينتظره لا محالة. وهنا يقول موسى النبي: "قفوا ونظروا خلاص الرب، الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" (خر13:14، 14).
ونفس الوضع بالنسبة إلى داود النبي في المزمور الثالث حيث يقول: "يا رب لماذا كثر الذين يحزنونني: كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه". ولكن حالًا يتكلم الروح في قلبه مشجعًا فيقول "أنت يا رب هو ناصري، مجدي ورافع رأسي. بصوتي إلى الرب صرخت، فاستجاب لي من جبل قدسه" (مز23).
كذلك ما أجمل مزمور "يستجيب لك الرب في يوم شدتك" (مز 20: 1).
كله تشجيع.. لقد نشرت لكم كتابًا عن التأملات في هذا المزمور المملوء رجاء وتشجيعًا، وسوف نحاول وضعه هنا في موقع الأنبا تكلا في القريب..
إقرأ أيضًا مزمور "لولا أن الرب كان معنا" (مز23) الذي يقول فيه المرتل:
"نجت أنفسنا مثل العصفور من فخ الصيادين. الفخ أنكسر ونحن نجونا.. "
كل المزمور عبارات مشجعة. وما أكثر المزامير التي من هذا النوع..
حتى الذي يئسوا لطول المدة، أعطاهم الرب تشجيعًا ورجاء في مجيئه حتى في الهزيع الرابع من الليل لإنقاذ التلاميذ (مت25:14).
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2014, 03:27 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,743

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث

الخائفين

كثيرون كانوا يقفون خائفين. حتى في مجال دعوتهم للخدمة فلم يرفضهم لخوفهم وضعفهم. وإنما كان يشجعهم ويعدهم، ويثبت دعوته لهم. ومن أمثلة ذلك:
موى النبي، خاف لأنه ثقيل الفم واللسان.
لقد خاف من لقاء فرعون، كيف يكلمه؟ وكيف يجيب عن أسئلته وأسئلة الشعب. وقال الرب "لست أنا صاحب كلام، منذ أمس ولا أول من أمس، ولا من حين كلمت عبدك. بل أنا ثقيل الفم واللسان" (خر10:4). ها أنا اغلف الشفتين فكيف يسمع لي فرعون؟!" (خر30:6).

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
ولكن الرب شجعه، ومنحه أخاه هرون معينًا له، وقال له "تكلمه، وتضع الكلمات في فمه. وأنا أكون مع فمك ومع فمه. وأعلمكما ماذا تصنعان.. وهو يكلم الشعب عنك وهو يكون لك فمًا" (خر17:4).
إرميا أيضًا خاف وقال" لا أعرف أن أتكلم لأني ولد" (أر6:1).
ولكن الرب شجعه وقال له" لا تقل إني ولد، لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب.. لا تخف من وجوههم لأني أنا معك، لأنقذك"، "ها قد جعلت كلامي في فمك، أنظر قد وكلتك اليوم على الشعوب وعلى الممالك.." (أر7:1- 10).
بل أكثر من هذا، رفع معنوياته جدًا قوال له: "هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة، وعمود جديد وأسوار نحاس على الأرض كلها.. فيحاربونك. ولا يقدرون عليك، لأني أنا معك- يقول الرب- لأنقذك" (أر18:1، 19).
يشوع أيضًا كان خائفًا بعد الفراغ العظيم الذي تركه موسى النبي بوفاته.
ولكن الرب شجعه، وقال له "تشدد وتشجع"، "لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك. كما كنت مع موسى أكون معك. لا أهملك ولا أتركك.. أما أمرتك؟ تشدد وتشجع. لا ترهب ولا ترتعب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يش5:1- 9).
وهكذا شجع الرب يعقوب، وهو خائف من ملاقاة عيسو.. لذلك قواه، ومنحه المواعيد وظهر له، وأعطاه فرصة أن يجاهد معه ويغلب (تك28:32).وكان في أول هروب قد ظهر له. أيضًا رؤيا السلم والملائكة وقال له" ها أنا معك. واحفظك حيثما تذهب. وأردك إلى هذا الأرض" (تك15:28).
أسلوب التشجيع عند إلهنا، هو أسلوب ثابت.
إنه لم يشجع فقط الضعفاء والمأسورين. والخطاة والخائفين واليائسين، وإنما أيضًا: أصحاب القليل.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2014, 03:28 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,743

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث

أصحاب القليل

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
كما نصلي في اوشية القرابين ونقول "أصحاب الكثير وأصحاب القليل، الخفيات والظاهرات" وقد تعلمنا هذا الدرس من الرب نفسه. لقد طوب الأرملة التي دفعت الفلسين. وقال عنها إنها "ألقت أكثر من جميع الذي القوا في الخزانة" وأن "الجميع من فضلتهم ألقوا، وأما هذه فمن أعوازها، ألقت كل ما عندها، كل معيشتها" (مر43:12، 44).
وشجع اللص اليمين الذي جاءه في آخر ساعة من حياته، لم يوبخ تأخيره في التوبة، ولا كل حياته القديمة الشريرة، وإنما قال له في محبة: "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو43:23).
وقال الآباء إن العنقود وإن كانت فيه حبة واحدة. ففيه بركة. يكفي أن عصارة الكرمة (سلافها) لازالت تسري فيه.
وعن هذه قال أشعياء النبي "كما أن السلاف يوجد في العنقود، فيقول قائل: لا تهلكه، لأن فيه بركة، هكذا أفعل لأجل عبيدي، حتى لا أهلك الكل" (أش8:65).
كم من الصغار قبلهم الرب، وقبل عطاياهم.
قبل التسبيح من أطفال بيت لحم، وقال "إن سكت هؤلاء فالحجارة تنطق" (لو4:19). وهكذا دافع عنهم، وقال "دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم. لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (مر14:19). وتقبل من طفل خمس خبزات وسمكتين، وصنع بهذه العطية البسيطة معجزة عظيمة (يو9:6- 14).
ومن تشجيع الرب اشفاقه على أصحاب الأمور المستعصية.
  رد مع اقتباس
قديم 06 - 02 - 2014, 03:30 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,743

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث

الأمور المستعصية

كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي -3 لقداسة البابا شنودة الثالث
مثل معجزات الشفاء للأمراض عديمة العلاج. كمنحه البصر للمولود أعمى (يو9).
وشفاء مريض بيت حسدا الذي قضى 38 سنة مطروحًا إلى جوار البركة (يو5). وصاحب اليد اليابسة (مت10:12، 13) ونازفة الدم (مت20:9، 22). وكافة البرص والعميان والمفلوجين.
ويقول القديس متى الرسول عنه في ذلك "فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة. والمجانين والمصروعين، والمفلوجين فشفاهم" (مت24:4).. يضاف إلى كل هذا معجزات إقامة الموتى. وهكذا شجع المرضى إنه لا يأس ولا مستحيل.
وكذلك ما فعله الرب في حالات مستعصية مثل إلقاء دانيال في جب الأسود (دا6).
وإلقاء الثلاث فتية في أتون النار (دا3). وخلاصه العجيب في مناسبات عديدة..
ما يفتح باب الأمل والرجاء أمام كل أحد.
وفي الكلام عن التشجيع، نذكر أيضًا الوعود الإلهية.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب الدموع في الحياة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
الخدمة الروحية والخادم الروحى(بقلم قداسه البابا شنوده)
كتاب اليقظة الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث
كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
كتاب الحروب الروحية لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 02:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024