رواية بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء بأنّها ستلد ابنًا وتسميه يسوع نقرأها في إنجيل لوقا. إنّها رواية لحدث يفوق تصوّر الإنسان: فتاة عذراء تلد طفلاً من دون مباشرة رجل. هذا ما لم يحدث في تاريخ البشريّة منذ أن خلق الله آدم الإنسان الأول في بدء الخليقة خلقًا مباشرًا.
لذلك دعا بولسُ الرسول يسوعَ آدمَ الجديد. فبتكوين يسوع في أحشاء مريم العذراء بدأت مرحلة جديدة من تاريخ البشريّة. عندما ظهر الملاك لمريم قال لها: "السلام عليك يا ممتلئة نعمة، الربّ معك". فاضطربت مريم لهذا الكلام وتساءلت ما عسى أن يكون هذا السلام. فقال لها الملاك: "لا تخافي، يا مريم، فإنّك قد نلتِ حظوةً عند الله. وها أنت تحبلين وتلدين ابنًا، وتسمّينه يسوع. إنّه سيكون عظيمًا، وابنَ العليّ يُدعى.
ويعطيه الربّ الإله عرشَ داود أبيه. ويملك على بيت يعقوب أبد الدهر، ولا يكون لملكه انقضاء". فقالت مريم للملاك: "كيف يكون هذا وأنا لا أعرف رجلاً؟" فأجاب الملاك وقال لها: "هو الروح القدس يحلّ عليكِ وقدرة العليّ تظلّلكِ. لذلك فالمولود منك قدّوسٌ وابنَ العليّ يُدعى" (لوقا 28:1-35).