|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَشَفى كثيرًا مِنَ المَرْضى المُصابينَ بِمُخَتَلِفِ العِلَل، وطرَدَ كثيرًا مِنَ الشَّياطين، ولَم يَدَعِ الشَّياطينَ تَتَكَلَّم لأَنَّها عَرَفَتهُ "لَم يَدَعِ الشَّياطينَ تَتَكَلَّم" فتشير إلى يسوع الذي يريد أن يتعرَّف النَّاس على هويته من خلال أقواله وأعماله عن طريق إيمانهم بها بصورة تدريجيَّة وليس بشهادة الشَّياطين. والمسيح لم يُردْ شهادتهم ولا يحتاج إليها. ومن هنا جاء المثل الشَّعبي "لا يُحدث الخير ضجّة، كما لا تصنع الضَّجة خيرًا". لهذا اسكت الشَّياطين الذين أرادوا أن يكشفوا شخصه، لأنه لم يحنْ وقتُ كشفِ هويته بوجه نهائي (مَرقُس 1: 44). ويُعلق القديس كيرلس الكبير: "لم يدعْ المسيح الشَّيَّاطين أن يعترفوا به، لأنَّه لا يليق أن يغتصبوا حق الوظيفة الرَّسوليَّة. كذلك لا يجوز أن يتكلَّموا بألسِنة نجسة عن سرّ المسيح الفدائي. نعم يجب ألا تُصدِّق هذه الأرواح الشَّرِّيرة حتى لو تكلَّمَت صِدْقًا. لأنَّ النُّور لا يُكشف من خلال الظَّلام الدَّامس كما أشار إلى ذلك رسول المسيح بالقول: " أَيُّ اتِّحادٍ بَينَ النُّورِ والظُّلْمَة؟ وأَيُّ ائتِلافٍ بَينَ المسيحِ وبَليعار؟ (2 قورنتس 6: 14-15)" ويقول القديس أمبروسيوس: يعترف الشَّيطان بالمسيح، لكنه يُنكره بأعماله. ومن جهة أخرى، أراد يسوع أن يُعلن حقيقة كونه المسيح في التَّوقيت الذي يختاره هو، اذ أراد ان يعلن ذاته كالعبد المتألم قبل ان يصبح الملك العظيم. في حين الوقت الذي أختاره الشَّيطان في إعلان عن هويَّة المسيح كملك في وقت مُبكِّر، مما يُثير الجموع بالتَّوقعات الخاطئة حول ما جاء يسوع ليفعله. |
|