|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قالَ لَهُم يسوع: أَنا خُبزُ الحَياة. مَن يُقبِلْ إِليَّ فَلَن يَجوع ومَن يُؤمِنْ بي فلَن يَعطَشَ أبَداً. تشير عبارة "أَنا خُبزُ الحَياة " إلى يسوع المسيح الذي هو خبز الله الذي يريد أن يعطى الإنسان الحياة الأبدية. الخبز الذي يبقى للحياة الأبدية هو يسوع المسيح الذي يهب ذاته: إننا نغذّي أنفسنا بواسطة هبة الله وهذه الهبة هي حياة يسوع ذاتها. إنه خبز الحياة الحقيقي. هنا انتقل يسوع في حديثه من الغائب إلى المتكلم، وفي كلامه هنا جواب قولهم:أَعطِنا هذا الخُبزَ. والمسيح هنا يقدِّم نفسه مأكلاً ومشرباً. فهو الغذاء الحقيقي الذي يجد فيه المؤمن إشباع جوعه الداخلي، وهذا الغذاء هو كمال الهبة التي يأتي به يسوع إلى الناس الذين يؤمنون به، لانَّ الإيمان به هو الاشتراك في الحياة الحقيقية (يوحنا 6: 41، 48، 51). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "اعتاد السيد المسيح في أحاديثه الأخرى أن يقدم شهودًا أنه يعلن الحق، تارة يعلن أن الآب يشهد له، وأخرى يقتبس نبوات الأنبياء، وأخرى يقدم آياته وعجائبه. أمَّا هنا لم يورد شهودًا، وهو يعلن عن نفسه أنه الخبز النازل من السماء، لأنهم شاهدوا ولمسوا كيف أشبعهم بأرغفة قليلة". يُعرّف يسوع نفسه انه " خُبزُ الحَياة " ونسمعه يقول عن نفسه ست مرات بتعابير مشابهة : "أَنا نُورُ العالَم" (يوحنا 8: 12) الذي يُظهر ويمهّد الطريق المؤدي إلى الحياة الحقيقية لدى الآب؛ وقال "أَنا بابُ الخِراف" (يوحنا 10: 7) الذي يزوِّد الناس بمعرفة الأمور الدينية وبالخلاص ، وقال يسوع أيضا "أَنا الباب فمَن دَخَلَ مِنِّي يَخلُص "(يوحنا 10: 9) المسيح يخلص من الموت ومن كل ما من شانه أن يدمِّر الإنسان ( يوحنا 3: 17) ، وقال يسوع أيضا "أنا الرعي الصالح" ( يوحنا 10: 11) وأيضا "أَنا القِيامةُ والحَياة"( يوحنا 11: 25) أي أنَّ له القدرة على لإيصال البشر الذي يؤمنون به إلى الحياة الأبدية والقيامة الأخيرة ( يوحنا 5: 26). وقال أيضا "أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة" (يوحنا 14: 6) ليس يسوع طريقا فقط بقدر ما يقود بتعليمه إلى الحياة، بل هو الطريق المؤدي إلى الآب بقدر ما هو نفسه " الحق والحياة" (يوحنا 10: 9) وأخير يسوع هو "أَنا الكَرمَةُ الحَقّ" (يوحنا 15: 1) فالكرمة الحقيقية هي يسوع، وعلى التلاميذ الذين يرتبطون به ارتباطا حياتيا بالإيمان أن يثمروا أعمال المحبة. |
|