لكن على الرغم من كل الفشل، فإن الله أظهر أمانته له "لأن دعوة الله وهباته هي بلا ندامة" فالله لا يتخل عن شعبه لفشلهم، بل يعمل لأجلهم وإن كان في سياسته القضائية يدعهم يؤدبون لجهلهم. وهذا ما فعله الرب مع عبده الفاشل، لذلك نقرأ: "فضرب الرب فرعون وكل بيته ضربات عظيمة بسبب ساراي امرأة إبرام"، وفي النهاية بعدما اكتشف الكذب طرد فرعون إبرام من مصر وقال له "هوذا امرأتك خذها واذهب". هذا وقد اتخذ فرعون التدبيرات التي تكفل خروج إبرام من مصر "فأوصى عليه فرعون رجالاً فشيعوه وامرأته وكل ما كان له". ما أردأ أن يطرد العالم شعب الله لا بسبب شهادتهم الأمينة لله بل بسبب التصرفات المخجلة.
وهكذا – في صلاح الله – خرج عبده من المركز الخاطئ، ولكن لا يفوتنا أنه خرج منها موبخاً في خجل.