|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سِرُّ التوبَةِ المُقدَّس قد يَقولُ المـُستِمعونَ: كانَ الأقدَمونَ أوفرَ حَظًّا مِنَّا، لأنَّ الخطأةَ كانوا ينالونَ مَغفِرةَ خطاياهُم، بِتَقدِمَةِ مُحرَقاتٍ بحَسَبِ طُقوسٍ مُختَلِفةٍ، أمّا نحنُ، فليسَ لنا سِوى مَغفِرةٌ واحِدَةٌ للخطايا، تُعطَى في البِدايَةِ معَ نِعمَةِ المـَعموديّةِ، وبعدَها لا رحمَةَ ولا تَوبةَ للخاطِئ. منَ الأكيدِ أنّهُ يَجدُرُ بالمسيحيِّ، الذي ماتَ المسيحُ من أجلِهِ، أن يخضعَ لشريعَةِ توبَةٍ أقسى. للأقدمينَ كانَتِ النِّعاجُ والكِباشُ والثيرانُ تُذبَحُ، بالإضافَةِ إلى الطُّيورِ، كما كانَت تُرَشُّ زَهرَةُ الطحين. أمّا أنتَ، فابنُ اللهِ قد ذُبِحَ لأجلِكَ، أفيَلَذُّ لكَ بعدُ أن تُخطِئ؟ معَ ذلِكَ، لا تَقطَعْ رجاءَكَ، بل تشجَّع وعِشْ حياةً فاضِلة. لقد سَمعتَ كم مِنَ المـُحرَقاتِ تَنصُّ عَليها الشريعَةُ. فإليكَ الآنَ كم نوعٍ مِنَ الغُفرانِ مَعروفٍ في الإنجيل: الأوّلُ هوَ المـَعموديّةُ لِغُفرانِ الخطايا، والثاني هوَ الاستِشهادُ، والثالِثُ هوَ الحَسَنة، والرابعُ هوَ أن نَغفِرَ نحنُ بِدَورِنا لإخوَتِنا، والخامِسُ هوَ الإسهامُ في ارتِدادِ خاطِئٍ عَن ضلالِهِ، لأنّ الكِتابَ المقدَّسَ يقولُ: مَن يَردُّ خاطِئًا عَن ضلالِهِ يُخلِّصُ نفسَهُ منَ الموت، ويَسترُ جَمًّا مِنَ الخطايا. والسادِسُ هوَ المحبَّةُ العُظمى، بحسَبِ قَولِ الربِّ نفسه: الحقَّ أقولُ لكَ، إنّ خطاياها الكثيرةَ تُرِكَت لها، لأنّها أحبَّت كَثيرًا. والسابِعُ إنّما هوَ التوبَةُ، وهوَ أقسى وأصعَبُ، أعني عِندَما يُبلِّلُ الخاطِئُ فِراشَهُ بدموعِهِ، وحينَ لا يبقى لهُ مِن خُبزٍ يَوميٍّ سِوى الدموعِ لَيلاً ونهارًا، وعندما لا يعودُ يَستحيي مِن كشفِ خطاياهُ لكاهِنِ الربِّ، ليَحصُلَ منهُ على الدواء، على مِثالِ مَن قال: أضعُ خَطاياي أمامي، وإنّكَ غفرتَ جهالاتِ قلبي، وهذا يتجاوَبُ معَ كلامِ يَعقوب الرسول: هل فيكُم مَريضٌ، فليَدعُ كهنَةَ الكنيسةِ ليُصلّوا عليه ويَمسحوهُ بالزيتِ باسمِ الربِّ. فإنَّ صلاةَ الإيمانِ تُخلِّصُ المـَريضَ، والربُّ يُنهِضُهُ، وإن كانَ قد ارتكَبَ خطايا، تُغفَرُ لهُ. (عِظةٌ عَن لاويين 11: 4) |
|