الآنَ مُجِّدَ ابنُ الإِنسان ومُجِّدَ اللهُ فيه وإِذا كانَ اللهُ قد مُجِّدَ فيه
تشير عبارة "فلَمَّا خَرَجَ" إلى خروج يهوذا الإسخريوطي الخائن من العلية وأخْذِه اللقمة في العشاء الأخير، وخرج يهوذا العنصر الفاسد من وسط جماعة الرسل، لأنه ما كان للفساد أن يبقى على الدوام في وسطهم، إذ حكم الفساد على نفسه بالانعزال عنهم. ويُعلق القديس أوغسطينوس "إننا نحن ظل مجده، الذي سيتحقق حين ينفصل الأشرار تمامًا، ويقطن (المسيح) مع القديسين في الحياة الأبدية". وعند خروج يهوذا فتح يسوع قلبه لأحبائه المُخلصين معلنًا تعزيته لهم ومؤكداً لهم أنَّه لن يتركهم وحدهم بل سيرسل لهم الروح القدس المُعزِّي، وهتف بهذه الكلمات القوية: "الآنَ مُجِّدَ ابنُ الإِنسان ومُجِّدَ اللهُ فيه".
تبدو هذه الكلمات في ظاهرها خارجة عن السياق، وفي الواقع، إنها حانت الساعة التي يستطيع فيها يسوع أن يكشف عن كل الحب الذي جاء يُقدِّمه، حبّ يصل حتى إلى التلميذ الذي ينكر ويخون، حبّ يمنح الحياة، والمجد هو أقصى حد ٍ ممكن من الحب.