|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عدم إيمان إبرام في تاريخ أبرام جاء الامتحان في صورة جوع، فكان جوع شديد، كما نقرأ "لأن الجوع في الأرض كان شديداً". لكن إن كان الرب قد سمح بالجوع فإن الرب أيضاً يستطيع أن يسد حاجة خاصته مهما كان الجوع. وعلى كل حال فإن إبرام تحت تأثير الحاجة الشديدة سمح للظروف أن تقف بين نفسه وبين الرب، وبدلاً من أن يدعو باسم الرب انقاد لما أملاه عليه عقله والمنطق الطبيعي وتوقف السير بالإيمان "وانحدر إلى مصر" وعوضاً عن أن يتكل على الله ليعوله انحدر إلى العالم طالباً العون منه. ولما اتخذ إبرام هذه الخطوة الخاطئة، وجد ما يسد حاجته، نعم، ولكنه وجد نفسه أمام صعوبات جديدة تعرض لها بسبب المركز الخاطئ الذي وجد نفسه فيه، إذ خاف أن يقتل من أجل سارة امرأته إرضاء لشهوات مصر. ولم يعد بإمكان إبرام في هذه الحالة أن يعتمد على الله لحفظه، وترك ليواجه بنفسه هذه الصعوبة الجديدة، فبدأ يفكر في الحيل ونزل إلى مستوى العالم، وأجاز نفسه أن يكذب قاصداً أن يحمي نفسه على حساب زوجته. إن عدم الإيمان إذ يحمل في طياته ذات الحكم يقود دائماً إلى ذات الشر وهو الشيء الذي نحاول أن نتفاداه بسلوكنا الذي تمليه علينا إرادتنا، فقبائل بني نوح إذ أرادوا أن يبنوا برجاً لئلا يتبددوا على وجه كل الأرض، ماذا حدث لهم؟ بددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض. وإبرام إذ خاف أن يأخذ فرعون زوجته منه فقال إنها أخته، ونسي أن الله قادر أن يحفظه، ماذا كانت النتيجة؟ "أخذت المرأة إلى بيت فرعون". وبعد ذلك في ظروف مشابهة ترك أليمالك أيضاً الأرض وهرب خوفاً من الموت جوعاً ماذا وجد؟ وجد الموت ينتظره في موآب (راعوث 1: 1 - 3). صحيح أن إبرام حصل بتصرفه هذا على سداد حاجته وصار غنياً، لكن ما كان أغلى الثمن الذي دفعه، لأنه في مصر لم يقدر أن ينصب خيمته، كما ولم يستطع أن يقيم مذبحاً، ويدعو باسم الرب. |
|