العلامة أوريجينوس
v أنت أيضًا لك عجل يجب أن تُقَدِّمه. هذا العجل الجموح هو جسدك، إن أردت أن تُقَدِّمه للربّ تقدمة فاحفظه زاهدًا ونقيًا، قده إلى باب خيمة الاجتماع حيث تستطيع أن تسمع قراءة الكتب المقدسة هناك.
لتكن تقدمتك ذكرًا... فلا يكون فيها شيء من التدليل أو عدم الحزم.
ضع يدك على المُحرَقة حتى تكون رضا للرب، واذبحها قدام الرب، بمعنى أن تضع ضوابط للعفة ولا تترك قمع الجسد، بل كن كذاك الذي وضع يده على جسده حين قال: "أقمع جسدي وأستعبده حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1 كو 9: 27).
اذبحه أمام الرب ولا تتردَّد في إماتة أعضائك (كو 3: 5)...
ليكن في داخلك كاهن وأبناؤه، أي الروح الذي فيك وحواسه، إذ خلالهم يكون فهم للرب وإدراك للعلم الإلهي. إذن لتُقَدِّم جسدك للرب بالزهد لكن مع فهمٍ روحيٍ، كقول الرسول: "ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو 12: 1)...
إذ يُقَدِّم البعض أجسادهم مُحرَقة لكن كما بغير كاهن، أي بغير ملء المعرفة... هؤلاء يخزون، إذ يطلبون المجد البشري (في زهدهم)، أو يتدنسون بشهوة الطمع أو بارتكاب خطأ الحسد أو الحقد أو يضطربون بهياج الكراهية أو قسوة الغضب. هؤلاء يمارسون زهد الجسد لكنهم يُقَدِّمون مُحرَقة بلا كاهنٍ، أي بلا فهمٍ ولا إدراكٍ، فيُحسَبون من الخمس عذارى الجاهلات اللواتي كن بالحقيقة زاهدات في الجسد كعذارى، لكنهن لا يعرفن كيف يضعن زيتًا في آنيتهن، أي زيت المحبة والسلام مع بقية الفضائل. لهذا طُرِدن من حجال العريس (مت 25)... أما نحن فيليق بنا مع زهد الجسد أن نكون أنقياء الروح... فنتأهَّل للتشبُّه بالمسيح الذبيح.