|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَمَّا أَنَا فَأَرْجُو دَائِمًا، وَأَزِيدُ عَلَى كُلِّ تَسْبِيحِكَ [14]. كلما سبَّح المخلوق - سواء كان من البشر أو من الطغمات السمائية - وشكر الله على إحساناته تتجلى أمامه مراحم الله تبدو كأنها جديدة، أو كأن عينيه لم تنظرها من قبل، فيبقى الكائن المسبح مملوءًا رجاءً، يزداد تهليلًا وفرحًا، فلا يجد مللًا من التسبيح لله. إنه يتمتع دومًا بخبرات جديدة في علاقته بالله الكلي الحب والرحمة والحنو. حب الله لا يُوصف، ومراحمه لا تُحصى، فيبقى ينبوع التسبيح والتهليل لا ينقطع إلى الأبد. يرى القديس أغسطينوس أن الله مُمجد ومُسبح في كل أعماله، لكنه يليق بالمؤمن أن يضيف إلى هذا تطلعه إلى قيامتنا من الأموات بالسيد المسيح كأعظم عملٍ يعطي مجدًا لله، وكموضوعٍ عظيمٍ للتسبيح. * هل يوجد شيء يضاف (إلى تسبيحه)؟ إن كان كل شيءٍ يسبحه، فهل تضيفون شيئًا؟ الله مُسبح في كل أعماله الصالحة، في كل خليقة له، في كل تدبيره في كل الأمور، في تدبيره للأزمنة، في أنظمة المواسم، في ارتفاع السماوات، في إثمار المناطق التي للأرض، في دورات البحر، في سمو الخليقة في كل موضع، في أبناء البشر أنفسهم، في تسليم الناموس، في خلاص شعبه من عبودية المصريين، وفي كل أعماله العجيبة، ولكن لم يُسبح بعد في قيامة الأجساد للحياة الأبدية. لهذا فلتضيفوا هذه التسبحة بقيامة ربنا يسوع المسيح، حتى ندرك صوته فوق كل تسبيحٍ سابقٍ. هذا ما يليق بنا بحق أن نفهمه هنا . القديس أغسطينوس * يُقدم ويأتي وترتجف العوالم أمام قدومه، وتشرق علامته وترتجف منها كل القبائل. يبدأ دربه ويطير المستيقظون أمام مجيئه، ويشير إلى الألوف وتركض القوات أمامه. ترتعب الطغمات والربوات، فيرهبها ويطير معه أفواج وصفوف اللهيب. ترتجف الأقاصي من أفواجه السريعة التي ترش الجمرات، وتلقي البروق والنور العظيم. يخرج بعجبٍ ليصنع القضاء والعدل وترى العوالم بوضوح غيرته العظمى. يطير الصالحون للقاء الملك الذي انتقل من موضعه باحتفالٍ، ويستقبلونه ليكونوا معه كما وعد. يلتقي فوج سمعان بفوج آل جبرائيل، ويأتي معه مختاروه وملائكته. يرتل آلاف بولس مع ربوات آل ميخائيل التسبيح بأبواقهم وبشعانينهم. يأتي رسل النور مع كرامات الكراسي بالمجد مع الديان باحتفالٍ عظيمٍ. ترعد الخلقة بالقوات قدام ابن الملك الآتي ليدين الأحياء والأموات باستقامة . القديس مار يعقوب السروجي |
|