|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تاريخ الكنيسة القبطية من القرن الـ10 حتى الـ19
1- الكنسية القبطية في نهاية العصر الفاطمي لا ريب أن عصر الدولة الفاطمية في مصر كان عصر هدوء وسلام وسكينة، وبذلك ساد الاستقرار أغلب مؤسسات الدولة. ولم يحدث قط في تاريخ مصر آنذاك أن تغير شكل الحكم بهذه المسالمة، كما أن ظفر الفاطميين بمصر قد حولها تدريجيا من دولة تابعة إلى دولة مستقلة، وبالتالي أوصلها إلى مكانة مرموقة بين مختلف الدول المجاورة. ولما كان موضوعنا هو نهاية هذه الدولة، أو "مصر في القرن الحادي عشر الميلادي" فإن هذا يساير عهد الخليفة الظاهر بن الحاكم بأمر الله. وللعجب أن يأتي المولود على عكس الوالد، فبعد أن ذاقت الكنيسة ومصر كلها الأمرّين على عهد الحاكم بأمر الله، فقد جاء " الظاهر " بخطة تسامح وألفة، مثلما كان على عهد جده "العزيز بالله" مما أفرز إنتاجًا غزيرًا من الفكر والفن، فتبارى العلماء والأدباء في التأليف وتبارى الشعراء في القريض، مما راجت معه سوق العلم والأدب والاستمتاع بالموسيقى والغناء. بل أن الظاهر أعاد بتسامحه الكثير من الحقوق إلى الأقباط ومنح الذين غيروا دينهم في عهد أبيه عنوة أن يرجعوا إلى دينهم الأصلي، وسمح بترميم ما تهدم من كنائس. ولقد عاصر العصر الفاطمي عدد كبيرًا من البطاركة بلغوا اثنا عشر بطريركاً، منهم خمسة بطاركة في فترة دراستنا هذه عاشوا عهد الظاهر وبعده المستنصر، وهو الخليفة الذي عاش أطول فترة من سابقه وعايش معظم هؤلاء البطاركة، وتولى الحكم قاصرا بوصاية أمه السودانية الأصل، وبعد أن بلغ سن الرشد تسلم الحكم من أمه فبدأ سالما عادلا إلا أن وزيرة "بازورى" كان يقلب على المسيحيين حيث كان طامعا في المال وفي السلطة. وقد شغل الكرسي البطريركي في القرن الحادي عشر ونهاية العصر الفاطمي كل من الآباء البطاركة: - الأنبا زخارياس (زكريا) البطريرك الرابع والستون 1004 – 1032 - الأنبا شنودة الثاني البطريرك الخامس والستون 1032- 1046 - الأنبا خرستوذولوس البطريرك السادس والستون 1046 – 1077 - الأنبا كيرلس الثاني البطريرك السابع والستون 1078 – 1092 - الأنبا ميخائيل السنجارى البطريرك الثامن والستون 1092 – 1102 وسيكون تركيزنا أكثر على كل من الأنبا خريستوذولس والأنبا شنودة الثاني كنموذجين متناقضين، مع عدم الإخلال بذكر بقية الآباء. |
|