|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استيقظ يا رب: تتوقف شماتة الأعداء بإعلان قيامة المسيح غالب الموت، كمن يستيقظ من بين الراقدين. قد رأيت يا رب فلا تصمت. يا رب لا تتباعد عني. أستيقظ يا رب وأنظر في حكمي. إلهي وربي أنتقم لي. أقضِ لي مثل عدلك يا ربي وإلهي. لا يفرحوا بي ولا يقولوا في قلوبهم: نعمًا نعمًا لأنفسنا. ولا يقولوا بأننا قد ابتلعناه... ليخز ويخجل جميعًا الذين يفرحون بمضراتي ليلبس الخزي والعار المعظمون عليّ كلامهم. يبتهج ويُسر الذين يريدون بري. وليقل في كل حين: ليتعظم الرب الذين يريدون سلامة عبدك. لساني يلهج بعدلك واليوم كله يحمدك" [22-28]. تكشف هذه العبارات عن ثمار عمل الصليب والقيامة في حياة المؤمن: أ. ظن الأشرار أن المصلوب قد صمت تمامًا بموته ودفنه، أما المرتل فقد عرفه أنه كلمة الله الذي لا يصمت بل دائم العمل في حياة شعبه: "أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو 5: 17). إذ نصرخ: "يا رب لا تصمت"، نطلب إليه أن يعلن قيامته في حياتنا، يقول كلمة فنقوم ولا نبقى في قبر الشهوات والخطايا. ب. ظن الصالبون أنه بدفن المسيح قد إبتعد عن البشر وفارق شعبه وتلاميذه، ولم يدركوا أنه وهو في القبر انطلقت نفسه تحمل نفوس الراقدين على الرجاء ليدخل بها كغنائم حيَّة إلى فردوسه. قيامته أكدت أنه لا يتباعد عنا، بل يضمنا إلى ملكوته الأبدي. ج. لنقل مع المرتل: "استيقظ يا رب"، أي أيقظ إيماننا بك، فلا نُحسب نائمين ومتراخين وموتى، بل نحيا معك أيها الغالب للموت! د. فرحوا بدفنه كغالبين، فكانوا يصرخون: "نعمًا نعمًا لأنفسنا"، مهنئين أنفسهم بالخلاص منه، لكن فرحهم لم يدم إذ قام ليهنئ المشتركين معه في آلامه وصلبه وقبره أيضًا. قالوا "قد ابتلعناه"، إذ ابتلعه الموت، ولم يدركوا أنه دخل إليه بسلطانه ليخلص مؤمنيه الذين سبق فابتلعهم الموت. وكما يقول القديس ما إفرآم السرياني: [إن الموت ابتلع كذئب السيد المسيح الحمل، لكن معدته لم تحتمله داخلها فتفجرت وخرج معه المؤمنون به. بقيامته لا يقدر القبر ولا العالم كله ولا الجحيم أن يبتعلنا! بالقيامة ابتلعت الكنيسة العالم وحولته عن الوثنية والإلحاد إلى الإيمان الحيّ! ه. بقيامته دخل الأشرار إلى الخزي والعار بينما انطلقت الكنيسة إلى الحياة المفرحة، حياة التسبيح غير المنقطع تعظم الرب وتمجده. و. نقول مع المرتل: "اليوم كله يحمدك"، فقد أشرق الرب بقيامته علينا لتصير حياتنا يومًا (نهارًا) بلا ليل. لقد بدد ظلمة قبرنا الداخلي، إذ جعله هيكلًا مقدسًا له. يختتم المزمور بالهتاف والتسبيح لله الذي يقيمنا من موت الخطية. * فلنشكره ونتبع القديسين: "اليوم كله نحمدك" كقول المرتل. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 44 - استيقظ يا رب، لماذا تنام |
استيقظ بابتسامة |
استيقظ |
واخيراً استيقظ |
استيقظ |