|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عيد الثالوث للأعياد الّتي ميّزت ديانتنا المسيحية منذ خطواتها الأوّلى، حينما تقيس ذاتها بوجه "إله يسوع المتجسّد" كإله فريد. فالثالوث المقدس هو ميراث إسرائيل، وهو إله الآباء والأنبياء الواحد ، وهو الإله الحاضر في التاريخ وهو المتعالٍ والقريب في ذات الوقت.لفظ الله هو الّذي يجسّد لفظ "علاقة ثلاثيّة" إذّ يظهر نفسه كآب وابن ورّوح قدس. في مقالنا هذا سنتوقف أمام آيات قليلة من العهد الأوّل بسفر التنثية (4: 32- 34. 39- 40) حيث سنناقش عظمة السرّ الإلهيّ الثالوثيّ. هذا يتوازي مع نص العهد الثاني من خلال قرأتنا لبعض من آيات الإنجيل ربنا يسوع بحسب متّى (28: 16- 20). حيث يهدف لتحقيق رغبته ببقاء الابن كلّ الآيام. في كل مرة حاولنا فيها معالجة وجه إله يسوع كتابيًا، نجد أنّ لهذه القضيّة طابع عقلانيّ. كنا نواجه طريقًا غامضًا؛ في كل مرة بحثنا فيها عن مظهر ما فسريعًا ما نُصاب بخيبة أمل لا مُحالّة. لهذا قد أظهر لنا آباء الكنيسة منذ الأزمنة الأوّلى طريقة فريدة للنظر إلى وجه إله يسوع المسيح. وهذه الطريقة قام بوصفها القديس إيريناوس، وهو أحد آباء القرن الثاني وتلميذ لبعض من تلاميذ الرسل المباشرين. صارت طريقته الـمُبسطة، موحيّة للغايّة فقد إنطلق من تفسير القول اليوحنّاويّ: «إِنَّ اللهَ ما رآهُ أَحدٌ قطّ» (يو 1: 18). نعلم إنّه لا يمكننا الوصول إلى الله العظيم، أي من خلال البراهين العلميّة الّتي بدأت من خلال العلوم والظواهر والحقائق المخلوقة. إلّا إنّه يمكننا الوصول إلى الوجه الحقيقي لإله يسوع انطلاقًا من محبته وإيماننا به. ففي الحبّ، يظهر وجه الله الآب الغير مرئي. إذًا هناك إعلانًا وليس ثابتًا، بل ديناميكيًا في التاريخ يظهر محبة الله الّذي يسير مع الشعب بالماضي ومع البشريّة بالحاضر. |
|