|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كل إنسان مسيحي يساكنه الحق المطلق
سلام لكم من الله أبينا وسيد كل أحدأيها الأحباء المدعوين للحياة الأبدية حسب التدبير الخلاصي، اعلموا يقيناً أن بدون شركة اللوغوس لن تنفعنا توبة ولا معرفة ولا حتى عبادة وتقديم الأعمال الصالحة، حتى لو سلمنا أجسادنا تحترق من أجل مسيحيتنا أو عقيدتنا، لأننا لا نعتنق فكرة ولا نتحيز لطائفة، ولا نعبد إله مجهول، لكننا نعرف الإله الحقيقي الحي بذاته، مصدر الوجود كله ونبع الحياة الأبدية، فقد عرفناه حينما تجسد وعاش وسطنا وأظهر لنا قوته، ولم نعرفه فقط حسب التاريخ لكننا نعرفه – على المستوى الشخصي من جهة الخبرة – حسب إظهار ذاته لنا: طريق وحق وحياة. ===== لذلك أقولها عن جدارة وثقة وخبرة ليست خبرتي وحدي بشكل منفرد إنما خبرة الآباء القديسين على مر التاريخ كله: أن كل مسيحي حقيقي عنده الحق المطلق يساكنه، لا من جهة الفكر أو المعرفة التي تنفخ وتُثبت العجرفة بالجدل والانقسام لأن الكبرياء يدعمها، بل الحق المشخص، أي شخص ربنا يسوع الذي أعلن نفسه أنه الطريق والحق والحياة، فهو الطريق الملوكي الذي من خلاله نذهب إلى حضن الآب، والحق المُحرر والمُنير الذهن بالروح لينفتح على الأمجاد العلوية في السماوات حيث هو جالس، والحياة الأبدية المُحيية التي تُحيي كل ميت بالخطايا والذنوب. ===== فأن لم نعرف الحق شخص الرب قوة محررة مُحيية لنفوسنا، فسنصير كاذبي الاسم كمسيحيين، لنا صورة التقوى وننكر قوتها، لأن الله لم يخلصنا بالمعرفة، بل خلصنا ببذل ابنه الوحيد الذي أخلى ذاته آخذاً شكل العبد وإذ وجد في الهيئة كإنسان أطاع الآب حتى الموت موت الصليب، فالله لا يخلص بكثرة المعلومات والمعرفة، إنما في واقع صميم حياتنا الإنسانية يُشرق علينا بنوره الخاص في وجه يسوع الذي حينما ننظر إليه نتعرف على الآب كأب لنا فيه، لأننا لا نعرفه بالمعلومات إنما بالتبني في المسيح الحق المحرر للنفوس التي وقعت في أسر الخطية فصارت محفوظة للموت لأن أجرة الخطية موت، أما هبة الله في المسيح ربنا هي حياة أبدية لا تزول. ===== فابحثوا عن الحق المحرر لا حق الكتب والفلسفة والمناقشات العقلية الفلسفية لأن حينما تُشرق الشمس يتبدد الظلام ونعيش في النهار، ونهارنا كله في المدينة السماوية، ملؤها حياة جديدة مشخصة في ربنا يسوع، لذلك كل سعينا الصادق في أن نلبس الرب يسوع ولا نصنع تدبيراً للجسد لأجل الشهوات. ===== فاتحدوا بالحق والبسوه لتعملوا بقوته عمل الله فترعوا في حقل هذا العالم المغروس فيه الزوان وسط الحنطة، مقدمين الحياة للأموات المنعزلين عن الحياة في الله، لكي يقوم الساقط ويُنقذ الضال من فم الأسد والذئب الخاطف القاتل للنفوس، فتريحوا المتعبين لا بالكلام إنما بقوة الروح الذي فيكم، حتى يتحرر المأسورين المصابين بداء النفس القاتل وهو الخطية. ===== فأن كان روح المسيح فيكم حقاً وملتصقين بالحق نادوا بالتوبة وارفعوا صلوات خاصة لكل متعب ولأجل كل ضال، واطلبوا من الآب الصالح باسم ربنا يسوع بكل ثقة أن تنالوا قوة من الأعالي لتعزوا كل متضايق وتفرحوا القلوب المكلومة والحزينة والمُطفأ فيها النور، وتعملوا عمل المبشر بالسلام، لتقودوا الجميع لينبوع الماء الحي ولمائدة عريس النفس ليرتوي العطشان ويشبع الجوعان إلى البرّ، ويُشفى المريض المعتل ويتحرر الأسير وتتفتح أعين العميان وتُشفى القلوب المجروحة فيصير فرح عظيم في السماء بالخطاة الراجعين للرب بتوبة القلب المنسحق والمتواضع. ===== كونوا معافين في روح البر والتواضع والمحبة الإلهية |
|