|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرجل الغني لم يكن يملك ما يسميه القديسون ذكرى الموت. إنه لأمر عظيم جدًا أن يكون لديك ذكرى الموت. ظن الرجل الغني أنه لن يموت أبدًا، ففعل كل شيء ليتمتع ويربح ويكتسب ويتراكم. لم يكن يظن أنه سيموت يومًا ما، ولكن حتى لو كان يرى الآخرين من حوله، فإنه لم يعتقد أن هناك أي شيء آخر بعد الموت، كان يعتقد أن شاهد القبر هو النهاية، في حين أنه في الحقيقة هو البداية، ولهذا السبب لم يفعل شيئًا من أجل الآخرة، ولم يعيش روحيًا أبدًا. لقد بنى جدارًا من الأنانية والتمركز حول الذات والاكتفاء الذاتي وترك الجميع خارجًا. لقد عاش لنفسه، وهذا الحرمان من ذكرى الموت جعله قاسيًا وغير إنساني، وغير مبال، وعدوًا لكل إنسان آخر. لكن أولئك الذين لديهم ذاكرة الموت، يرتبون كل شيء بشكل صحيح، ويدركون حدود هذه الحياة وأطرها، فيما يتعلق بالأبدية، ولا يتوقفون عن العيش، بل يعيشون بطريقة تكسبهم أكثر حتى لو ضحوا بالآخرة قليلا. في نهاية المطاف، تبين أن ذكرى الموت هي المفتاح لتفسير هذه الحياة، المفتاح الذي يفتح باب الخلود. الفقر شرّ يجب مكافحته، وتوزيع خيرات الأرض بشكلٍ عادل هو من الغايات النبيلة. لذلك المسألة في هذا الإنجيل لا ترتبط بكميّة ممتلكاتنا، بل بعلاقتي بها وبالتالي بعلاقتي مع الآخرين، وخاصَّة المحتاجين منهم. |
|