|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من لا يحبّ الله لا يحبّ الإنسان . لا يخفى على أيّ شخص عقلانيّ وموضوعيّ أنّ السّياسة الّتي تمارس اليوم في مجتمعاتنا أو في العالم بعيدة شكلاً ومضموناً عن مفهوم السّياسة بمعناها النّبيل الّذي يهدف إلى خدمة الإنسان، فالسّياسة الّتي تمارس اليوم هي مخطّطات محكمة تهدف فقط إلى تدمير الإنسان ودفنه في جهله ليستحكم أصحاب السّلطة والمال بشعوب مازالت تجهل إلى حدّ بعيد مفاهيم الحرّيّة واحترام الكائن الإنسانيّ. فالسّياسة بمعناها النّظيف والسّليم هي فنّ الممكن لتطوير المجتمعات وتحريرها من قيودها الفكرية والرّوحيّة. . ونكتشف من خلال الآية الرّابعة عشرة من إنجيل القدّيس لوقا الفصل الثّاني: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام وفي النّاس المسرّة"، أنّ العمل السّياسيّ الهادف لحلول السّلام على الأرض مرتبط بتمجيد الله في العلى. . فالسّلام الذي يسعى إليه بنو البشر بصفقاتهم وتسوياتهم ومفاوضاتهم لا يمتّ إلى السّلام الحقيقيّ بصلة، وإنّما هو متعلّق بمصالح شخصيّة ومنافع ذات طابع أنانيّ ومتسلّط يهدف إلى استعباد الشّعوب. "أضلّوا شعبي بقولهم سلام وما من سلام. فكانوا كلّما بنى شعبي حائطاً، طيّنوه برديء الطّين" (حز 10: 13). . السّلام مع الله يساوي السّلام مع البشر، فيتجلّى العمل السّياسيّ في خطّين، واحد عموديّ باتّجاه الله، وآخر أفقيّ باتّجاه الإنسان، يلتقيان في نقطة واحدة هي المحبّة، ويظهر لنا معنى هذا العمل وكيفيّته في المجدلة الكبرى: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام وفي النّاس المسرّة". . إنّها القاعدة الأساسيّة للممارسة السّياسيّة الّتي تتضمّن في شقّها الأوّل إسقاط كلّ الأصنام الّتي نسمح لها بالسّيطرة على نفوسنا وعقولنا واستبعاد كلّ من يضعون أنفسهم في مصاف الآلهة وذلك تحقيقاً للوصيّة الأولى: "أنا هو الرّبّ إلهك، لا يكن لك إله غيري". . وهذه الوصيّة لا تندرج في خطّ العبادة لله وحسب، بل تتعدّاها إلى ما هو أعمق، ألا وهو أنّ الله الّذي في العلى، هو الحبّ المتعالي والمترفّع عن أيّ مصلحة شخصية وعن أيّ تحكّم وقمع، أمّا الآلهة الّذين نصنعهم بأنفسنا هم على صورتنا ويخضعون للخطأ والصّواب، ويسلبون حرّيتنا. كما تتضمّن هذه القاعدة في شقّها الثّاني محبّة الإنسان الّتي هي الإثبات الوحيد على حبّ الله. . فمن لا يحبّ الله لا يحبّ الإنسان والعكس صحيح. "إن قال أحد: "إني أحبّ الله" وأبغض أخاه، فهو كاذب. لأنَّ من لا يحبّ أخاه الّذي أبصره، كيف يقدر أن يحبّ الله الّذي لم يبصره؟ . ولنا هذه الوصيّة منه: "أن من يحبّ الله يحبّ أخاه أيضاً". (1يوحنا 4: 20-21). . سلام الأرض يتوقّف على تمجيد الله، وتمجيد الله يعني ارتباطنا به واتّحادنا به فنكون انعكاساً لصورته المجيدة. ونحن ننتظر رئيس السّلام، الّذي يمنحنا سلاماً لا يعرفه العالم، ولا يمكن لأحد أن ينتزعه منّا. هو الآتي ليبشّرنا بالسلام نحن الذين كنّا بعيدين، كما يبشّر بالسّلام الّذين كانوا قريبين (أفسس 2: 17). . أيّها السّلام الّذي توسّط العلو والعمق، فعانقت سماؤك العليّة أرضنا التّعيسة، أهّلنا نحن المتشوّقين للقائك أن نكرّس قلوبنا لك وحدك، ونهيّأها دافئة لسكناك. وامنح رؤساءنا الزّمنيّين الحكمة والاتّزان وأضرم قولبهم بحبّك كي يمارسوا واجبهم بما يليق بإنسانيتهم التي على صورتك كمثالك. . أعطنا أيّها المسيح الحبيب أن نهرع إليك كالرّعاة منشدين للمسكونة كلّها: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام وفي النّاس المسرّة ". |
21 - 12 - 2017, 02:06 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: من لا يحبّ الله لا يحبّ الإنسان
أعطنا أيّها المسيح الحبيب أن نهرع إليك كالرّعاة منشدين للمسكونة كلّها: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام وفي النّاس المسرّة ".
ربنا يباركك حببتي |
||||
|