نحن خدام نخدم فى مدارس أحد لأطفال إخوة الرب و
لظروفهم المالية الضيقة ، كنا نهتم بهم روحيا و فى نفس الوقت نحاول أن نقدم لهم هدايا تشجيعية مما يحتاجونه.
كنا نعمل لهم مهرجان فى عيد النيروز يقدمون فيه بعض أنشطتهم و منها الترانيم فيما يسمى بالكورال و فكرنا أن يلبس هؤلاء الأطفال فانلات ، أثناء تقديم الكورال فتفرح قلوبهم و فى نفس الوقت نكون قد ساهمنا فى تقديم شىء من احتياجاتهم من الملابس ، و لكن كانت المشكلة كيف ندبر ثمن هذه الفانلات و عندنا مصاريف كثيرة و احتياجات أكبر لهم.
أخذنا نصلى ثم فوجئنا ف. أحد الأيام بأن واحد من الخدام الذين يخدمون معنا قد أتى و أخبرنا أنه اتصل بأحد أصحاب المصانع ، التى تنتج هذه الفانلات ، فأعلن استعداده لتقديم الفانلات مجانا ففرحنا و شكرنا الله جدا و فرح الأطفال بالفانلات التى لبسوها ، أثناء عرض الكورال ، و عادوا إلى منازلهم شاكرين الله الذى أرسل لهم هذه الهدية .
بمعونة الله ، فى السنة التالية ، قدم لنا صاحب المصنع فانلات جديدة كما وعدنا و لبسها الاطفال فى مهرجان النيروز و كان الرجل كلما شكرناه يقول إن الله يبارك فى المصنع و إنتاجه من أجل هذه البركة التى ينالها من هذه الفانلات.
مرت السنوات و الرجل مواظب على تقديم عطيته من هذه الفانلات لإخوة الرب و لكن فى هذه السنة حدث ما لا يمكن أن يتوقعه أحد إذ قبل ميعاد المهرجان ، و بالتحديد قبل استلام الفانلات بيوم واحد ، هجم مجموعة من اللصوص على المصنع و سرقوا كل إنتاج المصنع تقريباً!!
و رغم أننا خسرنا هذه البركة التى يرسلها الله لكننا فكرنا أن نسأل عن هذا الرجل الطيب صاحب المصنع و نشاركه تجربته الذى حلت به و عندما اتصلنا به و أبدينا مشاعر محبة له فيما حدث له ، قال لنا:
- " تعالوا خدوا الفانلات بتاعتكم "
فتعجبنا جداً و قلنا له " كيف ؟!"
فقال " المصنع كله اتسرق معادا الثلاثة أكياس اللى فيها فانلات اطفالكم لانها حاجة ربنا و مايقدرش حد ياخدها "
فذهبنا و استلمنا الفانلات و نحن فى خجل شديد من أجل التجربة الصعبة التى مر بها هذا الرجل ، و فرح أولادنا مثل كل سنة و لبسوا الفانلات فى المهرجان .
بارك الله فى هذا الرجل الطيب و عوضه سريعا عن كل خسارته ، من أجل محبته و عطاياه ، حتى أنه شعر بيد الله القوية واضحة فزاد تمسكه بالله و زادت عطاياه للمحتاجين .
إن إخوة الرب هم أحباؤه و هو المسئول عنهم و يدبر احتياجاتهم ، فلا تقلق عليهم لأنهم فى يد أمينة ، فقط علينا أن نهتم بهم و نسعى لتدبير احتياجاتهم و إذ يرى الله محبتنا و اهتمامنا يفرح و يبارك و يكمل بل و يسد كل احتياج.
و من ناحية أخرى عندما نعطى الله ننال بركة فهو غنى و لا يمكن أن يكون مديون لأحد بل يبارك بأضعاف ما قدمناه ، فى حياتنا الروحية و المادية ، فهو إلهنا الذى يعولنا و لا يتركنا ابدا.
"كل من ترك بيوتا أو .. او حقولا من أجل اسمى يأخذ مئة ضعف و يرث الحياة الأبدية " ( مت ١٩: ٢٩)