|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" فقال يشوع لبني إسرائيل: حتى متى أنتم متراخون عن الدخول لامتلاك الأرض، التي أعطاكم إياها الرب إله آبائكم " (يشوع 18 : 3). وما زالَ هذا الكلام يتردد صداه حتى يومنا هذا.. وسيبقى يتردد صداه حتى عودة الرب يسوع المسيح الثانية.. " حتى متى أنتم متراخون عن الدخول لامتلاك الأرض ". أراضٍ كثيرة.. وعدنا الرب بها قائلاً: " كل مكان تدوسهُ بطون أقدامكم يكون لكم ". لكـن.. ولكي لا تخور عزيمة أحد في الطريق، ينبغي أن نعلم أن ٱمتلاك هذه الأراضي، يحتاج إلى حرب شرسة ضد مملكة الظلمة.. ولو تصفَّحتَ العهد القديم، لأدركت سريعًا أن شعب الله، لم يمتلك أرضًا دون حرب، ودون طرد الأعداء منها.. وأعداء العهد القديم كانوا أُممًا وشعوبًا.. وهي رموز لأعداء العهد الجديد، الذين ينبغي أن نطردهم لنمتلك الأراضي الجديدة التي وعدنا بها الرب، إنَّ أعادءَنا اليوم، ليسوا من لحم أو دم، بل هم: " الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر، مع أجناد الشر الروحية في السماويات " (أفسس 6 : 12). وبعبارة أوضح.. هُم إبليس والأرواح الشريرة !!! إسأل من سبقوك.. وٱسأل نفسك.. لماذا لا نربح نفوسًا كثيرة للمسيح؟ لماذا ما زالَ أهلنا وأصدقاءنا ومعارفنا وسكان مناطقنا بعيدين عن الرب؟ بالرغم من أننا أخبرناهم مرارًا كثيرة عن الرب.. ولم نترك فرصة سانحة إلاَّ وقد ٱستغليناها من أجل إيصال البشارة لهم، لكن دون تغيير يُذكر.. أعداد قليلة تفتح قلبها للرب.. لكن الغالبية العظمى ما زالت بعيدة عنهُ وعن خلاصه.. يقول أحد الوعاظ: لقد وعظَ بطرس الرسول عظة واحدة، فخلصَ ثلاثة آلاف نفس للرب.. وها نحنُ اليوم نعظ ثلاثة آلاف عظة، لتخلص نفس واحدة.. لماذا؟ الروح القدس يُجيب عن هذا السؤال في هذا الصباح، ويقول ما سبقَ وأعلنه للرسول بولس: " الذين فيهم، إله هذا الدهر، قد أعمى أذهان غير المؤمنين، لئلا تُضيء لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله " (2 كورنثوس 4:4). نكرز بالإنجيل الذي هوَ الضوء الذي يُخرج الناس من الظلمة إلى النور، لكـــن.. هذا الضوء لا يصل إليهم، لأنَّ إبليس قد أعمى أذهانهم.. لا بل أكثر.. تقول كلمة الله: " نعلم أننا نحن من الله... أمَّا العالم كلَّهُ قد وُضِعَ في الشرير " (1 يوحنا 19:5). العالم كله.. أهلنا.. أحباءنا.. أصدقاءنا.. سكان مناطقنا وبلدنا، الذين لم يختبروا خلاص الرب بعد.. وُضِعوا في الشرير.. وهوَ يُطبِق عليهم.. مُعميًا أذهانهم.. مانعًا نور الإنجيل أن يُضيء لهم.. لكي يبقوا في الظلمة.. مملكة الظلمة.. ولا ينتقلون إلى ملكوت الله.. فينالوا الخلاص.. إذًا أصبح الجواب واضحًا.. لماذا لا نرى خلاص للنفوس كما ينبغي؟ لأنَّ إبليس يأسر هؤلاء النفوس ويمنع عنهـم خـلاص الرب.. ولأننا متراخون في ٱمتلاك الأراضي الجديدة، التي وعدنا بها الرب أن تكون ميراثًا لنا !!! هل يوجد حل؟ نعم وبكل تأكيد !!! ما هوَ هذا الحل؟ ما قالهُ الرب يسوع المسيح شخصيًا، وما فعلهُ الرب يسوع المسيح شخصيًا، فلنتعلَّم منهُ، إن رغبنا في ٱمتلاك الأراضي الجديدة، وإن رغبنا في ربح النفوس. " حينمـا يحفـظ القـوي داره متسلحًا، تكـون أموالـه في أمان، ولكن متى جاء من هو أقوى منه، فإنَّه يغلبهُ، وينزع سلاحه الكامل الذي ٱتكلَ عليه، ويُوزِّع غنائمه " (لوقا 11 : 21 – 22). وأيضًا... " لا يستطيع أحد أن يدخل بيت قوي وينهب أمتعتهُ، إن لم يربط القوي أولاً، وحينئذٍ ينهب بيته " (مرقس 3 : 27). هل يعلمنا الرب هنا أن ننهب بيوت من هم أقوى منا؟ أم يعلمنا نهب النفوس التي أسرها إبليس كما سبقَ وشرحنا؟ بكل تأكيد هوَ يريدنا أن ننهب النفوس التي سرقها إبليس، ووضعها في السجن، وأعمى أذهانها، لكي لا تخلص. سيبقى إبليس متسلحًا وقوياً ومحتفظًا بغنائمه من النفوس التي سرقها إلى أن... يأتي من هوَ أقوى منهُ، فيُقيِّدهُ وينزع سلاحهُ.. لا بل يهزمهُ.. وينهب هذه النفوس الثمينة على قلب الرب وعلى قلبنا.. ويُخرجها إلى النور.. إلى مملكة النور.. إلى ملكوت الله.. وهل جاءَ من هوَ أقوى من إبليس، لكي يقوم بكل ما ذكرناه؟ تساءَل الأنبياء عن هذا.. وتنبأوا قائلين: " هل تُسلب الغنيمة من المُحارب الجبار؟ أو يُفلت الأسرى من قبضة الغالب؟ نعم سبيُ الجبار يُسلب منهُ، وتُسترد الغنيمة من الغالب، لأنني أُخاصم مُخاصميك وأُنقذ أبناءَك " (إشعياء 49 : 24 – 25). وأيضًا... " هكذا قال رب الجنود: إنَّ بني إسرائيل وبني يهوذا معًا مظلومون، وكل الذين سبوهم أمسكوهم، أبوا أن يُطلقوهم.. لكــن.. وَلِّيهم قوي.. رب الجنود ٱسمهُ، يُقيم دعواهم لكي يريح الأرض، ويُزعج سكان بابل " (إرميا 50 : 33 – 34). هل تُسلب الغنائم من يد الجبار؟ من يد من هوَ أقوى منَّا؟ نعم.. فلمَّا جاءَ ملء الزمان.. ومنذُ ألفي سنة جاء من هوَ أقوى من إبليس.. وجرَّدَ الرياسات والسلاطين، وأشهرهم جهارًا ظافرًا بهم (كولوسي 2 : 15).. جاءَ من قيَّد القوي وهزمهُ.. لا بل أكثر.. قالَ لنا: " ها أنا أُعطيكـم سلطانًا لتدوسوا الحيَّات والعقارب، وكل قوة العدو ولا يضركم شيء " (لوقا 10 : 19)، وقالَ لنا: " الحقَّ أقول لكم: كل ما تربطونه على الأرض يكون مـربوطًا فـي السمـاء... " (متى 18 : 18)، وقـالَ لنـا: " وهـذه الآيـات تتبـع المؤمنيـن، يُخرجون الشياطين بٱسمي... " (مرقس 16 : 17). إنهُ العهد الجديد.. إنهُ كلام الرب يسوع المسيح شخصيًا.. لكل واحد من المؤمنين.. لكل واحد منَّا.. فلنُمسك بسلطاننا.. ولنُقيِّد القوي.. لندس العقارب والحيات وكل قوة العدو.. ولنخرج الشياطين.. وننهب عندها القوي.. لننهب النفوس التي أسرها.. ونُخرجها إلى النور.. ونُنهي الإعماء الذي قام به العدو.. وعندها نكرز للنفوس بإنارة إنجيل المجد، فيُضيء لهم.. وتحصد عظة واحدة ممسوحة بقوة الروح القدس الكثيرين، كما فعلَ بطرس الرسول !!! كيف نطبق هذا عمليًا؟ كلام مُلفت للنظر.. لا سيَّما عندما يُعلنهُ لنا الروح القدس، وهذا ما حصلَ.. تقول كلمة الرب: " وعَبَدَ الإسرائيليون الرب طوال حياة يشوع " (يشوع 24 : 31). للحرب ٱستراتيجيتها بكل تأكيد.. فطوال حياة يشوع عبدَ الشعب الرب.. وٱمتلكوا أراضٍ.. فالحرب تحتاج إلى قائد وإلى ٱستراتيجية، أي خطة منظمة.. لكن قائد من الرب، كما كانَ يشوع الذي قالَ لهُ الرب: " لا يقف إنسان في وجهك كل أيام حياتك... لا تخفهم لأني بيدك قد أسلمتهم، لا يقف رجل منهم بوجهك " ( يشوع 1 : 5، 10 : 8). لن يُحارب كل واحد منَّا على هواه.. ولن يُحارب كل واحد منَّا لوحده.. ولن يضع كل واحد منَّا ٱستراتيجيتهُ الخاصة به ليُحارب.. بل نُحارب معًا، وتحت قيادة واحدة.. وفقًا لخطة منظمة نأخذها من يد الرب.. ولهذا أقام الله لشعبه على مدى السنين قادة.. ولهذا أقام لنا الله ككنيسة قائدًا.. ومسحهُ مسحة خاصة.. مسحة رسولية كما نختبر ونرى هذه الأيام بنوع خاص.. فالبدرجة الأولى لندعمهُ بالصلاة وبالتشفع من أجله.. ومن أجل القادة الآخرين معهُ.. لأنَّ إبليس يوجه حربه بالدرجة الأولى ضد القائد.. ضد الراعي.. لأنهُ يعرف أنه وكما تقول الكلمة: " سأضرب الراعي، فتتشتَّت خراف القطيع " (متى 26 : 31)، عندما يضرب إبليس الراعي تتشتت الخراف، ونخسر الحرب على صعيدنا الشخصي وعلى صعيد الذين نريد أن ننهبهم من إبليس.. ولنسر وراء القائد.. لنحارب كلٌّ وفقًا لما أعطاه الرب من مواهب ووزنات.. لا مجال لأي واحد منَّا ألاَّ يشترك في هذه الحرب.. لأنها قائمة علينا شئنا أم أبينا.. وموقع كل واحد منَّا في هذه الحرب يختلف عن موقع الآخر.. فهناك من يدافع.. وهناك من يقيم كمائن للعدو.. وهناك من يحرس الأمتعة.. وهناك من يقوم بتزويد المحاربين بالمعدات والذخائر.. وهناك من يهاجم.. ووحدهُ الرب يُحدد لكَ دورك في هذه الحرب.. والقائد المسؤول عنكَ يُساعدك لكي تعرف موقعك.. المهم من خلال هذا التأمل أن تعرف أننا دون حرب، لن نتمكن أبدًا من ٱمتلاك أراضٍ جديدة.. ودون تقييد القوي ونزع سلاحه، لن نستطيع أن نغنم النفوس التي يأسرها.. دع الروح القدس يغرس هذه الفكرة في داخلك.. لكي تمتلك كل كيانك.. ولكي تعرف أنهُ ينبغي أن تكون جنديًا محاربًا في جيش الرب.. تقوم بدورك وتتعلمهُ رويدًا رويدًا بمعونة الروح القدس والقادة.. وهكذا يومًا بعد يوم يُعلِّم الرب أصابعك الحرب ويديك القتال.. فتنهب النفوس.. وتسمع الأجوبة اللازمة عن أسئلة كثيرة طرحتها على الرب... لماذا يارب لا نربح النفوس؟ لماذا يا رب لا يشفى المرضى؟ لماذا يا رب لا يُحرر المقيدون... وترى أجيالاً جديدة وسمكًا كثيرًا في عائلتك.. في محيطك.. وفي بلدك.. والحرب ستكون شرسة.. لكن الغلبة والنصرة ستكون لنا.. لأنَّ رب الجنود معنا.. يُلقي رعبًا على مملكة الظلمة، فترى بعينيك هزيمتهم، وترى بعينيك كيفَ يهربون من أمامك تاركين النفوس الثمينة لكي تغنمها للرب !!! المؤتمر التبشيري قادم في نهاية الشهر الحالي.. ونفوس كثيرة ما زال العدو يأسرها داخل معسكره.. مانعًا عنها نور الإنجيل وخلاص الرب.. نفوس كثيرة عزيزة جدًا على قلبك، وربما حاولتَ معها كثيرًا.. لكن دون جدوى.. أمَّا اليوم وقد جاءَ الروح القدس برسالته هذه لكَ.. لذا ٱنخرط في معركة تقييد القوي ونهب أمتعته وغنائمه.. إتبع إرشادات القادة والروح القدس في هذه الحرب.. خذ موقعك فيها.. وتأكد أنكَ ستتفاجأ بسلب هذه النفوس من معسكر العدو.. وجلبها إلى ملكوت الله.. ستتفاجأ بمؤتمر تجتاحهُ آيات ومعجزات الرب.. ستتفاجأ بمؤتمر لم تشهد مثلهُ من قبل.. لأنَّ الرب ساهر على كلمته ليُجريها !!! |
|