|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
روعة الخلق وروعة سرّ الخلاص
رسالة فرح لكل البشرية الله دائماً مصدر الحياة والحكمة العُليا التي تفوق كل إدراك؛ وليس في حاجة لأحد من خلائقه ليُعبَّر عن الحياة التي فيه، فهو قبل الخليقة بل قبل خلق الملائكة، كان يحوي الحياة في ذاته، وهذه الحياة تظهر في العلاقة الوثيقة مع كلمته الأزلي، الذي يُعلنها لنا الروح القدس لأنه روح الحياة... الله لا يعوزه شيء على الإطلاق، لأنه كامل في ذاته كمال مطلق لا يُدرك أو يقدر على وصفه أحدٌ قط، لأن طبعه يفوق الخلائق أكثر مما نظن أو نتصور أو نعتقد !!! وبالرغم من كمال الله المطلّق في ذاته، قد خلقنا نحن البشر بكلمته بسبب حبه المتسع غير المُدرك، فهو لم يخلقنا فقط وجعلنا موجودين وجود مبني على الوجود في حد ذاته، بل أقام لنا حياة شركة معه في جو المحبة الرائع، كمحب لنا ونحن المحبوبون لديه، فصار وجودنا كله مبني على شركة في حياة الله، فنحيا من حياته ونتنسم نسائم الحياة من روحه القدوس، ونشبع شبع المحبة من كلمته، فتكون شركتنا قائمة على تيار حب متبادل لا ينقطع بل يزيد كل يوم (بالنسبة لنا) على قدر استيعابنا وانفتاحنا على هذا الحب الفائق كل وصف وحدود نعرفها أو نُدركها !!! وهذه هي روعة الخلق المبنية على الشركة في جو المحبة !!! وحينما سقطنا بإرادتنا وحريتنا وتحت مسئوليتنا نحن فقط، لم تتوقف محبة الله قط، بل أشفق علينا بمحبة صارت ظاهره لنا في أتساع أكبر حسب ما عرفناها في ورطة سقوطنا المخيف، فراينا رحمته المتسعة والغنية للغاية [ الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها. ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مخلصون ] (أفسس 2: 4و 5) ... وما أعجب محبة الله لنا نحن البشرّ، إذ أراد أن يرجعنا إليه وإلى حياة الشركة التي انقطعت بسبب انفصلنا بارتكابنا جريمة قتل أنفسنا بأوجاع الخطية المُميتة للنفس، وصار كل واحد منا كإنسان مجنون طعن نفسه بأوجاع الخطية فتسلط علينا الموت وساد، فسقطنا وكان سقوطنا مراً: [ وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا. التي سلكتم فيها قبلاً (قبل الإيمان بالمسيح والحياة مع الله) حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في ابناء المعصية. الذين نحن أيضاً جميعاً تصرفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا، عاملين مشيئات الجسد والأفكار، وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً ] (أفسس 2: 1 – 3)... والله بالطبع لم يكن يحتاج لشيء أو لإنسان أو لأي مخلوق مهما على سمو خلقه لكي بواسطته يرجعنا إليه، لكنه رد لنا حياته بتجسد الكلمة ، فإذ حلَّ فينا الكلمة بالتجسد، أي اتحد بجسم بشريتنا آخذاً إنسانيتنا، فإنما ليحمل ضعفنا ويُلبسنا ثوب قوته. الله يُريدنا أن نحيا حياته، لذلك توشح الكلمة بجسدنا ليحمل الموت الذي أمسك بنا، فإذ حاول الموت أن يمسكه، هو الذي أمسكه بقوة حياته ومجد لاهوته، فكسر شوكته بالجسد الذي سكنه بالإتحاد غير المفترق الذي وحده مع لاهوته بغير امتزاج ولا اختلاط ولا تغيير، وبقيامته أوصل لنا حياته الفريدة التي تفوق الموت، فقد أفرغ الموت من سلطانه وصار لنا قيامة لا تعرف موت أو ظلمة القبر: [ أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية ] (1كورنثوس 15: 55) وقد أعطانا الروح القدس كواسطة لنقل حياته فينا: [ بدون الروح القدس فنحن غرباء وبُعداء عن الله، وبشركة الروح فنحن متحدون باللاهوتية ] ( القديس أثناسيوس الرسولي ضد الأريوسيين 3 : 24 ) في جسد المسيح الواحد، الكلمة المتجسد، الذي اتحد بنا اتحاد حقيقي بلا أي ازدواج أو ثنائية أو تشويش، كلنا كنا ممثلين فيه لأنه من ذات الطبيعة البشرية التي ننتمي نحن جميعاً إليها، فهناك علاقة سرية وطيدة بين جسد المسيح وبين البشرية كلها: [ لأن كل ما كُتب عن مخلصنا بشرياً، فهذا يؤخذ على أنه يخص عموم جنس البشر، لأن ذاك حمل جسدنا وعرض في نفسه الضعف البشري ] ( القديس أثناسيوس الرسولي في الدفاع عن هروبه 13 ) يا أحباء الله المُخلَّصين بخلاص غير مصنوع بيد إنسان، بل بدم عهد قُدِّمَ بروح أزلي ليطهر ضمائرنا، دم ابن الله الحي الذي اتحد بنا اتحاد غير قابل للافتراق: [ فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي ] (عبرانيين 9: 14) فلنفرح معاً ونبتهج إذ قد صرنا هياكل مصنوعة بيد خالقنا، مكرسة ومخصصه له وحده، فصرنا أبناء الله في الابن الوحيد وبسبب نسبنا إليه: [ بسبب قرابتنا ( نسبنا ) بجسده، فقد صرنا نحن أيضاً هيكل الله، وقد جُعلنا لذلك أبناء الله، حتى إن الله صار معبوداً فينا الآن، والناظرون يشهدون، كما قال الرسول: " إن الله بالحقيقة فيكم " ( 1كورنثوس 14: 25 ) ... وفي رسالة يوحنا يكتب " بهذا نعرف أنه يمكث فينا بروحه الذي وهبه لنا " ( 1يوحنا 3: 24 ) ] ( القديس أثناسيوس الرسولي ضد الأريوسيين 1: 43 ) يقول القديس أثناسيوس موضحاً سبب صيرورتنا أبناء لله قائلاً: [ لأنهم لا يستطيعون أن يصيروا أبناء بسبب كونهم بالطبيعة مخلوقات، ما لم ينالوا روح الابن الحقيقي الكائن بالطبيعة. لذلك ولكي يصير هذا فإن " الكلمة صار جسداً "، لكي يجعل الإنسان مستقبلاً للاهوتية. نحن لا نكون أبناء بالطبيعة، بل الابن الذي فينا؛ والله لا يكون أبانا بالطبيعة، بل أب الكلمة الذي فينــــــــــــا؛ هذا الذي فيه وبسببه نصرخ: آبـــــــا أيها الآب. وكما الأمر هكذا، كذلك الآب، فالذين يرى هو فيهم ابنــــــــــــه، فهؤلاء يدعوهم أبنــــــــــــاء . ] ( ضد الأريوسيين 2: 59 ) يا لروعة سرّ الخلاص ، ويا لممجد الذي نلناه فيحق لنا اليوم أن نسبح مع العذراء القديسة مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه صنع بي عجائب وأسمه قدوس له المجد إلى الأبد آمين |
28 - 07 - 2012, 07:39 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
|
رد: رسالة فرح لكل البشرية : روعة الخلق وروعة سرّ الخلاص
ميرسى كتير على الرسالة المفرحة |
||||
28 - 07 - 2012, 09:47 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رسالة فرح لكل البشرية : روعة الخلق وروعة سرّ الخلاص
شكرا على المرور |
||||
01 - 08 - 2012, 08:44 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
فرحتى انى انضميت معاكم
|
رد: رسالة فرح لكل البشرية : روعة الخلق وروعة سرّ الخلاص
تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه صنع بي عجائب وأسمه قدوس له المجد إلى الأبد آمين |
||||
01 - 08 - 2012, 08:45 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رسالة فرح لكل البشرية : روعة الخلق وروعة سرّ الخلاص
شكرا على المرور |
||||
01 - 08 - 2012, 08:45 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: رسالة فرح لكل البشرية : روعة الخلق وروعة سرّ الخلاص
شكرا للمشاركة الجميلة
|
||||
01 - 08 - 2012, 08:49 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: رسالة فرح لكل البشرية : روعة الخلق وروعة سرّ الخلاص
شكرا على المرور |
||||
|