(مزمور ١٠٣ باركي يانفسي الرب)

[walaa farouk]

اذاعدنا الى ليتورجية المجمع في يوم كيبور( يوم التكفير)
وجدنا ان مزمور ١٠٣ هو مزمور توبة يتسجل في خط مزمور ١٠٢ .
فنحن هنا مفي كلا الحالين امام نص جاء بعد المنفى فتأثر بالقسم الثاني من سفر اشعيا كما تأثر بسفر ايوب مع اختلاف بسيط وهو: أن موضوع التوبة لايرد في اطار رثاء بل في اطار شكر وبركة.
اللفظة الاساسية في هذا المزمور هي فعل" بارك" مع حركة نازلة وحركة صاعدة.
نازلة حين يبارك الله الانسان. وصاعدة حين يبارك الانسان الله فيقول له: مبارك انت ياالله.
فحين يبارك الانسان الله يعيد الى الخليقة الارتياح الذي تمنحه المباركة التي نالها.
تبدأ هذه المباركة في آ ١.يتكلم فيها الشاعر الى نفسه فيدعوها الى ان ترفع آيات الشكر من اعماق ذاتها. تألفت الصلاة من قسمين الاول( آ ٢-٩) يشير الى حالة فردية والثاني
( آ ١٠-١٧) يشير الى شعب اسرائيل وكل من القسمين يبدأ بواقع حصل للمؤمن
فيستخلص منه نواميس تصرف الله مع شعبه. يحدثنا القسم الاول عن الغفران الفردي
والثاني عن الغفران الجماعي.
ترتدي الخطيئة على المستوى الفردي وجهة المرض،
فيصبح الغفران شفاءافلت المؤمن من اعماق الهاوية ،فوعد بأن لاينسى ماصنعه الله من اجله
، بان لاينسى كيف عمله وهو يتجاوز كل ماكان ينتظره.
ولايعود الخاطئ الذي غُفرت خطيئته الى حياة هي موت" مؤخر" بل يعود بملء قامته ليحمل حنان اللهتاجا.
بعد أن شبع ملء الشبع ،
وعمل الله هذايدل على عدالته. والعدالة تضم دوما الخلاص. وممارسة عدالة الله لاتتعارض مع غفرانه ،
بل هي تفترضه. ومع الغفران هناك الغفران الجماعي. فالنعمة التي ينالها الفرد لاتنفصل عما يناله الشعب كله.
وكل غفران يناله المؤمن يدخل في سلسلة" غفرانات" إله العهد واعمال رحمته من اجل شعبه.
وغفران الله لايدل على ضعفه، بل هو انتصار حبه.
فمن لايعرف ان يغفر لايستطيع ان يتجاوز الرد الآلي الذي يحركه عمل شرير .
ولكن يهوه هو اله لاانسان وهو يسيطر على إساءة اصابته فيرميها في اعماق البحر
. وهكذا يدل الله على سلطة يمارسها على الارض من اعلى سمائه .
هذاالمزمور هو نشيد لحب الله . وهو تعبير عن عرفان جميل الخاطئ
تجاه عظمة حب الله الذي يحنو عليه كما الاب على ابنائه.
هذا هو نشيد حمدنا هذاهو مديحنا ، نذكر فيه ونعدد كل مافعلته لاجلنا من الخير
هذاهو مزمور شكرنا عمااحسنت به الينا وماانعمت
هذاهو موضوع افتخارنا امام عظمتك وافضالك والمكارم
نشيدنا صلاة كل واحد منا ..نشيدنا صلاة الجماعة التي ابنت لها حنانك ومراحمك
نشيدنا تعبير عن عرفان الجميل لانك غفرت خطايانا
نشيدنا شهادة امام الاخرين، فيوجهون اليك قلوبهم بالمحبة كما وجهناها نحن