|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رجل الله دانيال إنه رجل وسط الأزمات والتحديات الكبرى، كريم في محبته للآخرين، حاسم في مواقفه الروحية، حليم ومتواضع في تعاملاته العملية، مثابر ومجاهد في حقل خدمة الله القدير الذي أحبه وألزم نفسه بكل وصاياه، إنه دانيال الذي جعل في قلبه أن لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس. من خلاله نتعلم كيف نسجد بصمت وانسحاق في العبادة الحقيقية أمام الله فالكتاب المقدس يخبرنا عن جديّة هذا الرجل في لقائه مع الله "فلما علم دانيال بإمضاء الكتابة ذهب إلى بيته وكواه مفتوحة في عليته نحو أورشليم فجثا على ركبتيه ثلاث مرات في اليوم وصلّى وحمد قدّام إلهه كما كان يفعل قبل ذلك" (دانيال 10:6)، ما أجمل هذه الصورة التعبدية التي تظهر دانيال ساجدا بتواضع كبير أمام الخالق، فهو لم يملّ يوما من الصلاة ومن التكلم إلى الله الذي أخرج شعبه من مصر وجعله يعبر البحر الأحمر ويغرق ورائه جيش فرعون. وقد علم علم اليقين أن الله له قصد رائع في حياته وفي سبب وجوده بين يدي نبوخذ ناصر ملك بابل. فكان بركة لكثيرين من حوله بسبب أمانته وصدقه. وحافظ عليه الرب حين رمي في جب الأسود الجائعة المستعدة أن تبتلع الصغير والكبير هناك كان دانيال متمسكا بالرب مجاوبا الملك بكل مجاهرة ووضوح "إلهي أرسل ملاكه وسدّ أفواه الأسود فلم تضرني لأني وجدت بريئا قداّمه وقدامك أيضا ايها الملك لم أفعل ذنبا" (دانيال 22:6). فصدقه الملك ورفع اسم الله في كل انحاء المملكة بسببه، "من قبلي صدر أمر بانه في كل سلطان مملكتي يرتعدون ويخافون قدام إله دانيال لأنه هو الإله الحي القيوم إلى الأبد وملكوته لن يزول إلى المنتهى" (دانيال:26:6). وهكذا عزيزي القارىء يمكننا أن نأخذ هذا الرجل دانيال كنموذج رائع ومميز في حياتنا عن رجالات الله الذين يقفون في الثغر لكي يقدموا رسالة سماوية قادمة من عرش الله في حياة الجميع بكل صراحة ومحبة وشفافية، هو رجل تستطيع أن تركن عليه من ناحية تعلم الخدمة والطاعة امام الله والناس، فلنتعلم من حياته اذ نظر الى الأبدية بعين ثاقبة وكانت أشواق قلبه أن يلتقي بالمسيح كرب وإله. |
|