|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القس رفعت فكري أصحاب فتاوى تحريم التهاني بين المسلمين والمسيحيين «متطرفون»
>> المحبة والتسامح قيمتان مشتركتان بين محمد والمسيح تعانقت منذ أيام مناسبتان للمسلمين والمسيحيين، وهما ذكرى مولد خير الأنام الرحمة المهداة للعالمين، الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأعياد الميلاد المجيد، وإن كان المسلمون في أنحاء العالم وحدهم من يحتفلون بمولده، فإن مصر حالة متفردة بذاتها، حيث يحتفل به أهلها مسلمون ومسيحيون على السواء، يتقاسمون الفرحة والحلوى، ويتبادلون الأمنيات الطيبة، ليصدق قول النبى فيهم: "إنهم في رباط إلى يوم القيامة". "فيتو" احتفلت مع القس رفعت فكرى، رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية، بالمولد النبوى الشريف، والذي تطرق إلى الجوانب المشتركة التي جمعت كلا من النبى محمد صلى الله عليه وسلم والمسيح عيسى، وتأكيده ضرورة التمسك بالتعاليم الدينية التي تدعو إلى الرحمة، وإلى نص الحوار: > كيف ترى مرافقة تتابع كل من المولد النبوى وأعياد الميلاد المجيدة خلال أيام قليلة؟ المصريون شعب متدين، يلعب الدين دورا كبيرا في معتقداته وثقافته، وتقارب موعد حلول الأعياد هذا العام، يكسبنا مزيدًا من القرب والتشابه، من خلال الحرص على تبادل التهانى والأمنيات الطيبة، في تحد لتلك الدعوى المتطرفة التي تحرم تبادل التهانى. > كيف ترى تأثير مثل تلك الفتاوى المتطرفة فى الطرفين.. وهل تلقى صدى؟ تلك الفتاوى تشكل أزمة لدى المسلم الوسطى المعتدل المحب للناس، الذي يجد صعوبة في تجاهل تهنئة صديقه أو زميله المسيحى بالعيد، لأن ذلك ضد الطبيعة الإنسانية الخيرة، وضد طبيعتنا كمصريين، وعلينا التدقيق في مصدر تلك الأفكار الغريبة عن مجتمعنا الذي اعتاد العيش في سلام، والنظر في أهدافها المتمثلة في إحداث شرخ بين المسلمين والمسيحيين. > بالحديث عن التناغم بين قطبى الشعب المصري.. ما أبرز الجوانب المشتركة بين شخصى النبى محمد والمسيح عيسى عليهما السلام؟ تجمعهما العديد من الجوانب، خاصة فيما يخص التعاليم والمبادئ التي تحمل الكثير من النواحى الإنسانية، بالإضافة إلى النصوص الدينية التي تدعو إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر، فعلى سبيل المثال عندما نقرأ القرآن الكريم نجد آيات تتحدث عن الحرية، مثل: "لا إكراه في الدين"، و"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، كما يحدثنا السيد المسيح عن المحبة للجميع فهو لم يقل أحبوا بعضكم بعضا فقط، بل قال: "أحبوا أعداءكم"، "باركوا لاعنيكم"، و"من لطمك على خدك فحول له الآخر أيضا"، فمثل تلك التعاليم المشتركة علمتنا التسامح إلى أقصى درجة. كما أوصى القرآن الكريم بنشر المحبة والسلام وقبول الآخر، فقال في سورة العنكبوت بالآية 46: "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد"، ولكن تلك النصوص الجميلة للأسف لا يقف المتطرفون عندها كثيرا، ويستعينون بنصوص أخرى تبرر أعمالهم متجاهلين سياقها التاريخى والحضارى وأسباب نزولها. > تشابهت إلى حد كبير حياة النبى محمد والمسيح عيسى.. فعلى سبيل المثال بدأ الاثنان حياتهما برعى الغنم.. فكيف تفسر ذلك؟ لعل الله اختار لهما مهنة الرعي، لأن من يرعى الأغنام يتمكن من رعاية البشر، لما تحتاجه من صبر على تشتتها الفطري، وتحمل الظروف المناخية الصعبة في البرية، كما أن اختيار تلك المهنة دون غيرها رسالة من الله تؤكد محبته للبسطاء والفقراء قبل الأغنياء. ويقول المسيح "أنا هو الراعى الصالح.. والراعى الصالح يبذل نفسه عن الخراف"، فالأجير إذا رأى الذئب يهرب أما الراعى فيدافع عن قطيعه بحياته، وهذا من قبيل تربية الله لأنبيائه، وكأن الرعى مدرسة تؤهلهم إلى رعاية البشر. > ما مدى اطلاعك على السيرة؟ وبرأيك ما أهم التعاليم النبوية التي نحتاج إلى تطبيقها في العصر الحالي؟ بحكم عملى كرجل دين مسيحي، ودراستى في مجال مقارنة الأديان، واحتكاكى بأصدقائى المسلمين، وكذلك نشأتى في ثقافة إسلامية، فقد اطلعت على الكثير من الدراسات الإسلامية، منها تفاسير للقرآن الكريم مثل الرازي، وبالطبع المصحف الشريف، وسيرة النبى لابن هشام، وباب النقول في أسباب النزول للسيوطى وغيرها. وأرى أننا نحتاج إلى الاستعانة بنصوص التسامح في بناء الفكر الديني، وأن نقبل الآخر بغض النظر عن جنسه أو دينه، لأن ذلك الآخر هو إنسان أولا وأخيرا، ويوم القيامة بتكفل الله بمحاسبة الجميع، فهذا ليس عمل رجال الدين مشايخ كانوا أو قساوسة، الله وحده من يملك حق محاكمة البشر، كما يجب أن تُكفل حرية الاعتقاد كما جاء في الآية الكريمة: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، فلا فائدة من أن يكتم الناس اعتقاداتهم الدينية خوفا من الاضطهاد. > دائما تشارك الكنيسة الإنجيلية المسلمين احتفاءهم بالمناسبات الدينية.. فهل تتبنى أي فعاليات خاصة بالمولد النبوى هذا العام؟ الكنائس الإنجيلية حاضرة دائما وملتحمة بالمجتمع، ودائما تنظم كل كنيسة على حدة فعاليات خاصة بها في هذا الشأن من حوارات وندوات تستضيف بها قساوسة ومشايخ، ليس فقط في المناسبات الدينية ولكن أيضا في كل فرصة ممكنة للعمل على التقارب والتلاحم بين المسلمين والمسيحيين، وكان آخرها الاحتفال باليوم العالمى للتسامح، فنحن شركاء في الوطن وهدفنا واحد وهو الوقوف بجانب مصر. > وعلى المستوى الشخصي، هل تشارك المسلمين في الاحتفال بالمولد النبوي؟ بالتأكيد، أحيانا كثيرة تهدى إلى حلاوة المولد، وأحيانا أخرى وأنا أسير في الشارع مع أولادى يطلبون منى شراءها لهم، فحلاوة المولد ليست قاصرة فقط على المسلمين، كما أننى أعتبرها نوعًا من المشاركة الوجدانية، ورسالة مفادها أن طعامنا وشرابنا واحد وحياتنا واحدة. > وختاما.. وجه كلمة للمسلمين والمسحيين بمناسبة المولد النبوى وأعياد الميلاد؟ أقول لكل المصريين كل عام وأنتم بخير، نحن شعب عريق وأصيل، منازلنا متجاورة، نعمل معا، ملامحنا واحدة لا يمكن أن تفرق بين مسلم ومسيحي، نحتاج إلى قراءة تاريخنا لندافع عن حضارتنا، ونأخذ عبرة مما تتعرض له البلدان من حولنا، وأتمنى أن تظل الكنيسة والمسجد في تلاحم دائم حتى يتسنى لهما التصدى للأصوات المتعصبة والمروجين لثقافة الكراهية والفرقة، لأن الإرهاب لا يفرق بين مسلم أو مسيحي. الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لملحق "فيتو".. هذا الخبر منقول من : موقع فيتو |
|