|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تعليق أستاذ اجتماع سياسي على خطاب السيسي
الوطن علقت هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الآداب جامعة الزقازيق، على خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، الذي أشار بالأرقام إلى الأزمات التي تواجهها مصر ما يؤثر على الناحية المعيشية، وخاصة مشكلة الكهرباء التي تفاقمت بوضوح خلال الأيام الماضية، قائله إن المصارحة قد تصيب البعض بـ"التشاؤم" من المستقبل الآتي بعدما أوضح الرئيس أن هذه الأزمة لن تحل في يوم وليلة ولكن أزمة الكهرباء تحتاج إلى 5 سنوات على سبيل المثال وتتطلب وجود 12 مليار جنيه لحلها. وحول مدى تقبل الشارع المصري للخطاب ومواجهته بالمشاكل، رأت "زكريا"، أن الأزمة لا تتطلب تقبلًا أو عدم تقبل لأننا في مأزق ولا يستدعي غير القرارات الصارمة وأن اعتبرها البعض حادة لأن "أحنا غرقنا في الأنانية والفردية". وأوضحت "زكريا" في تصريح لـ"الوطن"، أن"الفهلوة والتحايل على الدولة" أسلوب المواطن المصري أثناء الأزمات، وذلك لأنه لم يكن بينه وبين الدولة تصالح، منذ أن أدارت للمواطن ظهرها في السبعينيات، وتحديدًا بعد موت جمال عبد الناصر والانفتاح الذي دعا له السادات وورثه مبارك واستكمله، فعندما تنادي الدولة بتحديد النسل يشرع المواطن في إنجاب 8 أطفال وأكثر حتى يستطيع بهم مواجهة فقره من خلال تكريسهم للعمل ليصبحوا منتجين وليس مستهلكين كأبناء الطبقة المتوسطة والغنية. وتابعت: "الدولة اعتادت على حل المشكلات من السطح والمواطن يتعامل بالمقاومة السلبية، وأدى ذلك إلى تدهور الأوضاع حتى أضحت سيئة للغاية"، أما حاليًا لا وقت لذلك وليس من الطبيعي أن يمارس المواطن "الفهلوة والتحايل" وينتظر مساعدة الدولة، فإذا قاد الرئيس السفينة على الجميع أن يقوم "بالتجديف" معه، فهو لن يحل كل المشاكل وحده ولكن يتطلب حلها وجود مساعدة من الجميع، لأن مصر الآن دخلت بأعماق أقدامها في مواجهة فساد دام على مدار 40 عامًا، ولن يُعالج ذلك بقرار سياسي إنما "المصارحة" بداية العلاج. واستطردت: الأغنياء ورجال الأعمال طرف أساسي في تفاقم الأزمة، مشيرة لإحدى الدراسات التي حملت عنوان "مَن يملك مصر" والتي أوضحت مؤلفتها أن أغنياء مصر هم من يملكوها وأن معظمهم عملوا في أنشطة اقتصادية فاسدة كالتهريب والسمسرة وتجارة السلاح، فنشروا البطالة وكونوا أموالا طائلة، فبدلا من أن يفتتحوا مصنعا يدار بالأيدي العاملة هرب برأس المال إلى لخارج، مشيرة إلى أننا بحاجة إلى استرداد "الضمير الوطني" لأن الفساد طال كل الفئات الاجتماعية، موضحة أن الأمان المالي والاقتصادي الذي يريده الأغنياء لم يتحقق إلا أن يشعر الجميع بذلك ويصبح راغبًا في الانتاج. |
|