|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هأنذا جئتُ هأنذا جئت. بدرج الكتاب مكتوب عني: أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت، وشريعتك في وسط أحشائي ( مز 40: 7 ،8) هذه العبارة الرائعة: "هأنذا جئت" تتضمن إعلاناً عجيباً علينا أن ننتبه له جيداً، إذ أنه جدير منا بكل انتباه. دعنا نخفض الرأس في خشوع لنشهد كيف أن صورة الله غير المنظور أتى إلى العالم في شبه جسد الخطية، وكيف أن السرمدي دخل التاريخ مولوداً من امرأة، وغير المحدود أضحى طفلاً مقمطاً مُضجعاً في مذود، والقدير الذي لا نُدركه، لم يرسل إلينا أحداً من ملائكة قوته، بل أتى بنفسه إلى الأرض باعتباره "عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" ( مت 1: 23 ). لقد كان مستحيلاً على الإنسان أن يصل إلى الله، لكن لم يكن مستحيلاً على الله أن يتنازل هو ويأتي إلى البشر. لقد أتى من قصور العاج إلى عالم البؤس والشقاء، والساكن في نور لا يُدنى منه أتى إلى مساكن الفقراء، وشمس البِر أشرقت على الجالسين في كورة الموت وظلاله! وهذه العبارة العظيمة "هأنذا جئت" تحمل في طياتها أربع دلالات هامة: أولاً: أن المسيح ـ بخلاف البشر ـ كان له وجود سابق، فهو لم يبدأ وجوده بمولده من العذراء ( يو 8: 58 ). ثانياً: أن المسيح ـ بخلاف البشر ـ كانت له إرادة. فنحن لم يؤخذ رأينا قبل أن نأتي إلى العالم، وبالتالي لا يُقال عنا إننا جئنا بل وُلِدنا، أما المسيح فقد وُلِد وجاء أيضاً ( يو 18: 37 ). ثالثاً: أنه أتى من مكان محدد. لقد جاء "من عند الآب" ( يو 16: 28 )، بل ومن "حضن الآب" ( يو 1: 18 ). وفي ذلك كان يوسف المُرسل من يعقوب أبيه، من وطاء حبرون، رمزاً له ( تك 37: 13 ،14). رابعاً: أنه جاء لغرض معيَّن: كما يقول هنا "أن أفعل مشيئتك يا إلهي سُررت!" (ع8). ونلاحظ أن الرسول في الرسالة إلى العبرانيين عندما اقتبس هذه العبارة الأخيرة قال: "أن أفعل مشيئتك يا الله" ولكنه لم يقتبس كلمة "سُررت"، وهذا دليل آخر على كمال الوحي وعصمته. لأنه في المزمور يتكلم عن المُحرقة الاختيارية التي تُسبب سروراً وفرحاً لله، أما في عبرانيين10 فهو يتحدث عن المسيح كذبيحة الخطية، فلم يكن من المناسب أن يذكر في هذه الذبيحة كلمة "سُررت". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنا جئتُ لأدعو |
ستيف جوبز |
جوبز Vs غيتس |
..أن الرب دعا صموئيل فقال هأنذا. وركض إلى عالي وقال هأنذا لأنك دعوتني ( 1صم 3: 4 ،5) |
جئتَ يا يسوع من أجل البعيدين |