|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«رفح».. المدينة التى كانت
الوطن على وشك محوها من الخريطة.. أيام تصير معها «مدينة الأنفاق» كومة من التراب، أيام تُزلزل فيها الأرض زلزالها وتُخرج من باطنها أثقالها، بعدما أخلتها الحكومة المصرية من أهلها، إخلاء يرجو النظام الراهن من ورائه تجفيف أنابيب تغذية الجماعات المسلحة فى سيناء. المدينة التى شطرها رسّامو الحدود شطرين يكاد «نصفها المصرى» أن يدخل فى نطاق شريط عزل حدودى ترى السلطات المصرية أنه سيضيّق على الجماعات المسلحة الخناق. فى عام 1906 تنازع العثمانيون والبريطانيون على الحدود بين مصر والشام. وكانت «رفح»، المدينة المتنازَع عليها، خاضعة للانتداب البريطانى حتى ضمها الجيش المصرى فى 1948 إبان حرب فلسطين، لتصبح تحت الإدارة المصرية. وفى حرب «أزمة السويس» 1956 اجتاحتها القوات الإسرائيلية براً، لتبقى المدينة المصرية فى حوزتها عاماً كاملاً عادت بعده للإدارة المصرية، وتداولت السلطات المصرية والإسرائيلية السيطرة على المدينة بين احتلال سيناء فى 1967، وعودتها بعد اتفاقية السلام فى أواخر السبعينات. «حطوا الحدود والعشيرة واحدة فى البلدين وسلك شائك فرق من قالوا ليه أو ليش» (تميم البرغوثى.. يا شعب مصر) «الصرصورية، وصلاح الدين، والبراهمة، والأحراش.. وغيرها» مناطق آل مصيرها إلى الزوال بعد قرار أصدرته الرئاسة المصرية يقضى بعزل الحدود المصرية الشرقية. قرار تزداد معه توقعات الخبراء بإسدال كلمة النهاية على المدينة الحدودية التاريخية، بعدما ازدادت فيها أنفاق التهريب الممتدة تحت الأرض بين رفح الغربية «المصرية»، ورفح الشرقية «الواقعة فى قطاع غزة». محاولات عديدة سعت من خلالها السلطات المصرية لقطع الطريق على مئات الأنفاق الممتدة بين رفع المصرية ورفح الفلسطينية، منها فكرة إنشاء جدار تحت أرضى فولاذى، فى فترة حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، لكن الفكرة لم تكتمل بعد اعتراضات سياسية، كما دكّت القوات المسلحة المصرية فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى بعض هذه الأنفاق. ساحة حرب مكشوفة، بيوت سوّتها الجرافات بالأرض، وشوارع هبطت إلى الفراغ الذى خلقته الأنفاق من تحتها.. مجنزرات حارسة تنتشر، ومسلحون منتشرون حلّوا محل السكان الذين تركوا منازلهم بعدما صرفت لهم الحكومة تعويضات إخلاء.. 24 ساعة لفّ خلالها عقرب الساعات لفّتين، شُحنت أغراض البيوت على عربات ذهبت عن المدينة بسكّانها المجبرين على الرحيل بغير رجعة. جدار مائى.. هكذا ستعزل قوات حرس الحدود المصرية رفح الغربية عن جارتها الحدودية الفلسطينية، بقناة مائية بعمق 40 متراً، وعرض 500 متر، مما «يُغرق الأنفاق الممتدة تحت الأرض، ويقلل حظوظ الجماعات الإسلامية المتطرفة فى التغذية بالأفراد والسلاح، ويرجّح كفّة الأمن المصرى فى معركته ضد المسلحين فى سيناء».. يرجّح الخبراء. |
|