|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا ذهبي الفم العماد سرّ الصليب: "في العماد يتحقق عربون ميثاقنا مع الله: الموت والدفن والقيامة والحياة. يحدث هذا كله دفعة واحدة. عندما نغطس برؤوسنا في الماء يدفن الإنسان العتيق كما في القبر من أسفل، يغطس بكماله إلى الأبد. وإذ نقيم رؤوسنا من جديد يقوم فينا الإنسان الجديد عوض العتيق. كما يسهل علينا أن نغطس برؤوسنا ونقيمها ثانية، هكذا يسهل على الله أن يدفن الإنسان القديم ويظهر الجديد. هذا يحدث ثلاث دفعات لكي تعلموا أن ما يتم إنما هو بقوة الآب والابن والروح القدس. ولئلا تظنوا أن ما أقوله هو على سبيل الحدس اسمع ما يقوله بولس : "دفنا معه بالمعمودية للموت"، وأيضًا "إنساننا العتيق قد صلب معه"، "متحدين معه بشبه موته". ليس فقط المعمودية تدعى صليبًا، بل والصليب أيضًا يدعى معمودية، إذ يقول المسيح: "بالمعمودية التي اعتمد بها تتعمدان"، "لي معمودية اعتمد بها". وكما يسهل علينا أن نغطس رؤوسنا ونقيمها ثانية، هكذا في أكثر سهولة مات المسيح وقام حين أراد ذلك وأن كان قد بقي ثلاثة أيام من أجل تدبير السر. "العماد هو الصليب. ما قد حدث بالنسبة للمسيح في الصلب والدفن يصنعه العماد معنا، وأن كان ليس بذات الطريقة. لقد مات المسيح بالجسد ودفن، أما نحن فنموت عن الخطية وندفن... إن كنت تشاركه الموت والدفن، فبالأولى تشاركه القيامة والحياة". يكرر القديس ذات العبارات تقريبًا في عظاته على الرسالة إلى العبرانيين، إذ يقول: "العماد هو صليب... كما مات المسيح بالصليب، هكذا نموت نحن في المعمودية، لكننا لا نموت حسب الجسد، بل نموت عن الخطية. انظر. يوجد موتان: موت المسيح حسب الجسد، أما نحن فدفن إنساننا العتيق وقام إنساننا الجديد حاملًا شكل موته... |
|