|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأمل في زوال العالم كلما تلونا (( السلام الملائكي )) , فاننا نختمه بهذه الكلمات (( صلي لاجلنا نحن الخطاة الآن وفي ساعة موتنا )) . اننا نقر بهذه الكلمات , بكل تواضع باننا خطاة , ونعبر عن الحقيقة التي لا مفر منها وهي النهاية المزمعة لكل كائن حي , الا وهي الموت الذي يضع حدا" لحياتنا مهما طالت . اننا نحيا في الزمن , والزمن يمضي سريعا" , اطال هذا الزمن ام قصر في حساب التأريخ , فهو يزول , ونحن نزول معه , فالبقاء لله وحده , اذ هو سبحانه وتعالى ازلي لا بداية له , وابدي لانهاية له , فهو فوق الزمن . فما قيمة الزمن في حياة الانسان يا ترى ؟ هناك زمن بشري . لا يلتفت لله , ولا يهتم بما هو لله , يمضي دون هدف , فهو فراغ اذ لا حياة فيه ولا غاية يحققها . وهناك زمن يحركه الحب لله وينطلق نحو غاية سامية اخيرة هي الالتقاء بالله . انه زمن نشط لان اساسه الايمان والعمل البناء , والانسان حر في ان يسير مع هذا الزمن او ذاك . لكن المتعبد لمريم عندما يرفع انظاره اليها مصليا" وطالبا العون فانه يعطي للزمن قيمة روحية اذ يسير في حماية مريم نحو الغاية الاخيرة وهي الالتقاء بالله في نعيمه . ولا يتم هذا اللقاء الا عبر خطوة صعبة في نظر الطبيعة البشرية وهي الموت . ولكن بقدر ما نستغيث بمريم فانها تساعدنا في عبور تلك الخطوة فنجتازها برباطة جأش وايمان ليتم الالتقاء بالله والكمال في ملكوته . خبر نقرأ في سير الآباء المتوحدين , ان ناسكا" اتخذ له صومعة في الجبل وانقطع عن العالم ليذكر الله نهارا" وليلا" . وكان شديد التعبد لمريم العذراء , يتأمل دائما في حياتها , ويسير في طريق الكمال الروحي على خطاها , وكان يطلب منها دائما" الميتة الصالحة . بقي على هذا الحال طيلة حياته , ولما تقدم به السن وشعر بقرب رحيله ودنو اجله , ملأت الكآبة نفسه , وشمله خوف عظيم , اذ فقد شجاعته , واهتز كيانه من هول الساعة , واخذ يرتجف كريشة في مهب الريح . عندئذ سمع صوتا" ملؤه الرقة والحنان يقول له : يا بني ماذا حدث لك ؟ وكيف ذهبت شجاعتك على حين غرة ؟ انت الذي كافحت كل ايامك ؟ لاتخف ايها العبد الامين , فها قد جئت لمساعدتك في ساعة موتك . فما ان سمع الناسك هذا الصوت العذب حتى قويت عزيمته وزال هلعه , وظهرت ابتسامة رقيقة على شفتيه , فشرع يتمتم بصلاته الاخيرة : صلي لاجلنا نحن الخطاة الآن وفي ساعة موتنا , واسلم الروح بيد تلك التي احبها وتعبد لها طيلة ايام حياته , فهرعت لنجدته في ساعة موته لتدخله بيديها الى الاخدار السماوية . انها ام الميتة الصالحة حقا" . اكرام فكر وتأمل باحزان مريم لكي تسندك في احزانك نافذة احضري عندنا في ساعة موتنا ايتها القديسة مريم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تأمل من أجل شفاء العالم |
الصلاة الحقيقية والموت عن العالم هما سواء |
تأمل في زوال العالم في الشهر المريمي المبارك |
في زوال العالم أتأمل |
تأمل اليوم عن سؤال في غاية الأهمية |