منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 06 - 2012, 12:45 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين


الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين

الإصحاح التاسع و الاربعين

أية 1:
" 1 ودعا يعقوب بنيه وقال اجتمعوا لانبئكم بما يصيبكم في اخر الأيام "
أخر الأيام= هو تعبير كتابي يشير للمستقبل بوجه عام. وقد يشير لنهاية الأيام أو لنهاية العالم وقد يشير لأيام كنيسة المسيح وبهذا يعني نهاية أيام اليهود كشعب لله.

أية 2:
" 2 اجتمعوا واسمعوا يا بني يعقوب واصغوا إلى إسرائيل ابيكم "
يعقوب يجمع أولاده لينبئهم بما يحدث لهم. ولقد رأي بروح النبوة المسيح الخارج من سبط يهوذا ورأي الكنيسة الخارجة من الشعب القديم.

الآيات 3،4
" 3 راوبين انت بكري قوتي واول قدرتي فضل الرفعة وفضل العز 4 فائرا كالماء لا تتفضل لانك صعدت على مضجع ابيك حينئذ دنسته على فراشي صعد "
رأوبين:

أنت بكري قوتي= كان البنون يعدون قوة الآباء ولأنه البكر فهو أول قدرته وقوته.
وأول قدرتي= هو نتيجة قوة الإنسان. ولكن ما هي نتيجة قوة الإنسان الساقط سوي الشهوة التي أفقدت أبوينا آدم وحواء بساطتهما وها هي تفقد رأوبين بكوريته.
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين

Gen. 49:1 Jacob prophesies to his twelve sons (the twelve tribes) - by Gerhard Hoet نبوءات أبونا يعقوب لأبناءه الاثني عشر (أسباط إسرائيل الإثني عشر) - التكوين 49: 1 - رسم الفنان جيرهارد هويت
فضل الرفعة= أي أفضلها لأنه أولها فهو البكر.
فائرًا كالماء= أصل الكلمة "فعل قباحة" وفعل فجور بإنغماس في اللذات والشهوات والماء يفور ولكنه يهبط سريعًا للدلالة علي شدة هياج إنفعالاته.
لا تتفضل= هذا جزاء كل من يسير وراء شهواته، هو يفقد كرامته.
كان يعقوب يعتز ببكره ويدعوه قوته وأول قدرته، نال أفضل رفعة وعز. ولكنه سار وراء شهوته. ولم ينس له أبوه ما فعله مع بلهة حتى وهو علي سرير موته. ولهذا فقد بكوريته لينالها إبنا يوسف. والبكورية الروحية أخذها يهوذا.
هنا رأوبين يمثل سقوط آدم وحواء، آدم الذي كان بكرًا للخليقة وسقط وخسر بركته. ويمثل الشعب اليهودي قبل المسيح الذي حسب بكرًا في معرفة الله، لكنه بالجحود فقد بكوريته وقوته الروحية ورفعته وعزه وحسبوا دنسين بصلبهم المسيح واضطهادهم لكنيسته. بل في الأيام الأخيرة عن طريق ضد المسيح الذي يسيرون وراءه سيهاجمون الكنيسة مضجع الله أبيهم (فالكنيسة عروس الله) بقصد إفسادها.
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين
الآيات 5-7
" 5 شمعون ولاوي اخوان الات ظلم سيوفهما 6 في مجلسهما لا تدخل نفسي بمجمعهما لا تتحد كرامتي لانهما في غضبهما قتلا إنسانا وفي رضاهما عرقبا ثورا 7 ملعون غضبهما فانه شديد وسخطهما فانه قاس اقسمهما في يعقوب وافرقهما في إسرائيل "

شمعون ولاوي:

هنا نري وجه آخر لسقوط البشرية قبل المسيح. فرأوبين يمثل الفساد والشهوة. بينما شمعون ولاوي يمثلان القسوة والظلم. وإذا مثل رأوبين آدم فهما يمثلهما قايين سافك الدم.
أخوان= أي متشابهان في قسوتهما وتخطيطهما الماكر للقتل.
في مجلسهما لا تدخل نفسي= لا أشترك في مؤامرتهما الرديئة.
بمجمعهما لا تتحد كرامتي= أي أن اتفاقهما علي الشر لا يتفق مع كرامتي. لذلك فأفعالنا الشريرة لا تتفق مع كرامة أبينا السماوي. وفي رضاهما عرقبا ثورًا= قمة الشر في الإنسان أن يفعل الشر وهو راضي أي يفرح بشره وهو يخطط لشره، يخطط بهدوء وسرور. وهذا ما فعله شعب اليهود في المسيح. وهكذا كان شاول الطرسوسي مع إسطفانوس "وكان شاول راضيًا بقتله" أع 1:8. وكلمة ثور تستخدم للرجال العظماء عند العبرانيين فكلمة ثور قريبة جدًا من كلمة أمير (مزمور 12:22) ملعون غضبهما فإنه شديد= شمعون ولاوي أخوان أي متشابهان في السمات، أخذ كل منهما سيفه وأتي كلاهما إلي شكيم حيث قتلا كل ذكر ولم يراعيا العدل فيما يصنعون فسببا تعبًا لأبيهما. ولاوي جاء منه الكهنة وشمعون جاء منهم الكتبة وهؤلاء وأولئك هم الذين دبروا بمكر قتل المسيح. وكان الكتبة والكهنة أخوان في هذا. قتلا إنسانًا فالمسيح هو ابن الإنسان وعرقباه كثور: فهو أتي ليقدم نفسه كذبيحة (كثور). ولقد كان غضبهما شديدًا علي المسيح كما كان غضبهما شديد علي شكيم وغالبًا أيضًا علي يوسف فهم كانوا أكثر قسوة عليه من باقي الإخوة لذلك إحتجز يوسف شمعون.
أقسمهما في يعقوب= لاوي تم توزيعه في كل إسرائيل. وشمعون لم يعين له نصيبًا مستقلًا بل كانوا في داخل نصيب يهوذا (يش 1:19) بل في أسوا أماكن في نصيب يهوذا. ولم يذكر شمعون في بركة موسي. ثم تشتتوا في أماكن أخري كونوا فيها قبائل شمعونية (ا أي 39:4…) أما لاوي فلأن أولاده وقفوا وقفة مقدسة نجد أن الله قد أستخدم تفريقهم وسط إسرائيل للبركة وكان الرب نصيبهم. وهم كلاويين وكهنة تفرقوا ليعلموا الشعب الشريعة.
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين
الآيات 8-12
" 8 يهوذا اياك يحمد اخوتك يدك على قفا اعدائك يسجد لك بنو ابيك 9 يهوذا جرو اسد من فريسة صعدت يا ابني جثا وربض كاسد وكلبوة من ينهضه 10 لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى ياتي شيلون وله يكون خضوع شعوب 11 رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنة ابن اتانه غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه 12 مسود العينين من الخمر ومبيض الاسنان من اللبن "

يهوذا:

رأينا فيما سبق الفساد والشهوة والظلم والقسوة ونري هنا مجيء المسيح. فيهوذا هو أبو المسيح بالجسد. لقد نال يهوذا نصيب الأسد في البركة إذ رأي يعقوب السيد المسيح الملك والكاهن يأتي من نسله.
يهوذا إياك يحمد إخوتك= يهوذا يعني يحمد. ومن هو يهوذا هذا الذي يحمده إخوته ويرفعونه ويسبحونه إلا السيد المسيح نفسه الخارج من سبط يهوذا. يدك علي قفا أعدائك= لقد تم هذا مع داود النبي في حروبه وانتصاراته. وبالنسبة للمسيح فهو وضع بصليبه يده علي قفا إبليس عدوه فحطمه وحرر البشرية من سلطانه. ويسجد لك بنو أبيك= داود كملك حرر الأرض سجد له الجميع. والمسيح تجثو له كل ركبة في 10:2. ويسجدون هنا تكون بمعني يعبدون. وقوله بنو أبيك أي كل أسباط أي أولاد يعقوب يسجدون للسبط الملوكي الذي خرج منه داود. وبالنسبة للمسيح فقد قال عن الآب "أبي وأبيكم" فقد صرنا فيه أبناء للآب.
يهوذا جرو أسد… كأسد وكلبوة= كان يهوذا قد اختار لخاتمه شعارًا هو صورة أسد. والتطور هنا يبدأ بجرو أسد ثم أسد ثم لبؤة. ويقال أن جرو الأسد يشير لكالب الذي نما وصار أسدًا في أيام داود. ومن نسل داود خرج ملوك شرسين شبهوا هنا باللبؤة التي هي أكثر شراسة من الأسد. وإذا نظرنا لهذه النبوة علي أنها عن المسيح نقول أن جرو أسد تشير لولادة المسيح كإبن. والأسد يشير للملك ولقد ملك المسيح علي الصليب لذلك يقول جثا وربض كأسد: لقد رأي يعقوب في يهوذا المسيح الخارج من نسله ودعاه بالأسد الذي خرج من حرب الصليب غالبًا أعدائه الروحيين. لقد جثا أي سُمِر في ضعف أو في ما يشبه الضعف ونام علي الصليب ولكنه كان كأسد يربض متحفزًا للمعركة فهو سلم نفسه بإرادته ليقاتل في ضراوة (يو 18:10). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وكلبوة= هنا إشارة للكنيسة عروس الأسد التي يجب أن تصلب معه وتحمل الصليب فتصير تلميذة له، يصلب لها العالم وتصلب هي للعالم.
من ينهضه= بمعني أنه ليس هناك إنسانًا يقيمه بل يقوم هو من نفسه يو 19:2 من فريسة صعدت: هو كأن أسدًا في حربه ولكن ماذا كانت صورته أمام الناس سوي فريسة مستسلمة، كشاة سيقت للذبح، صعد إلي صليبه في إستسلام لصالبيه.
لا يزول قضيب من يهوذا= القضيب هو صولجان الملك. والملوك تناسلوا من داود.
ومشترع من بين رجليه= مشترع أي مشرع للقوانين. ومن بين رجليه أي من نسله.
حتي يأتي شيلون= شيلون من نفس مصدر سلوام أي مرسل من الله يو 7:9+ لو 18:4 + يو 36:5-38. وفي أش 5:8 كلمة شيلوه من نفس المصدر وقد ترجمتها السبعينية سلوام. (وقد فتحت عيني الأعمي في سلوام وقارن مع مسود العينين من الخمر). ومعني هذه الآية أن المسيح سيأتي بعد أن يزول الملك عن يهوذا ولا يعود ليهوذا الحق في أن يشرع ويحكم ويقضي. وهذا تم في أثناء الحكم الروماني حين قال اليهود "ليس لنا ملك سوي قيصر. والأكتتاب الذي قام به وأمر به أغسطس قيصر شمل اليهودية فهي إذًا كانت خاضعة لحكمه (لو 2،1:2). وكون اليهود لم يعد لهم سلطانًا ليحكموا يتضح من الآية يو 31:18. فاليهود إذًا كانوا خاضعين تحت الحكم الروماني، لا سلطان لهم علي القضاء أو التنفيذ وكان ملكهم أو واليهم هيرودس أدوميًا. وتكون هذه النبوة أية: 10 تشير:
1. الملك سيكون في يهوذا (القضيب والتشريع).
2. شيلون أي المسيح المرسل سيأتي من نسل يهوذا. وقد اتفق علي أن شيلون هو المسيح وأتفق علي هذا اليهود والمسيحيين. وإتفق أن الكلمة تشير أيضًا للراحة والسلام. وأن فترة المسيح ستكون فترة سلام وهذا ما حدث فإن فترة وجود المسيح علي الأرض كانت فترة بلا حروب في الدولة الرومانية وأغلقت الهياكل الوثنية التي تفتح فقط في أيام الحروب، وفتحت هياكل السلام وتفتح في أوقات السلام.
3. يستمر يهوذا في الحكم حتي يأتي المسيح. والمسيح سيأتي بعد أن ينتقل القضيب لشعب اخر. رابطًا بالكرمة جحشه، وبالجفنة ابن أتانه= الكرمة والجفنة مترادفان، ومعناهما شجرة العنب. وقد جاءت الجفنة في الإنجليزية الكرمة المختارة. والمعني المباشر للآية أنها تعبير عن الرخاء والثروة التي سيتمتع بها السبط فمن كثرة الأشجار والخصب لن يجد الرجل مكانًا بربط فيه جحشه سوي الكرمة. والكرمة شجرة ضعيفة، فيكون معني أن يربط الرجل جحشه أنها ستكون قوية حتى تحتمل. ولكن الكرمة هي بالمفهوم الرمزي إشارة لشعب إسرائيل ثم صارت تشير للكنيسة (مز 8:80 + هو 1:10 + أش 1:5-7 + أر 21:2 + مت 33:21 + يو 1:15) إذًا الكرمة هي شعب الله في العهد القديم والعهد الجديد. ولاحظ أن المسيح يوم دخوله إلي أورشليم طلب جحشًا (هذا استعمله وركبه الناس من قبل) وابن أتان (هذا لم يركبه أحد من قبل) وقد ركب ابن الأتان. ورأي الآباء أن الجحش يشير لليهود وابن الأتان يشير للأمم وقد ربط المسيح كلاهما بكرمته فهو الكرمة وكلنا الأغصان. وهو الذي جعل الاثنين واحدًا ولاحظ أنه ربط ابن الأتان رمز الكنيسة بالجفنة أي الكرمة المختارة.
غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه= من وفرة الخيرات يصير الخمر كالماء فيغسلون به الثياب ولكن الثوب يشير للكنيسة (كما أشار ثوب يوسف الملون للكنيسة متعددة المواهب) وكون الثوب يغسل بالخمر بل ويقول دم العنب فهذه نبوة واضحة بأن الكنيسة تطهرت بدم المسيح رؤ 14:7 + ا يو 7:1. والخمر هو إشارة لكأس دم الرب الذي يعطي لغفران الخطايا.
مسود العينين من الخمر ومبيض الأسنان من اللبن= مسود العينين مترجمة لامع العينان أي عيناه جميلتان ولا معتان. والخمر إشارة للوفرة والخير الكثير وكذلك اللبن والمعني أن الخيرات الكثيرة (كروم ولبن) أعطته عينين قويتين وحدة بصر وأسنان قوية وروحيًا فالمسيح أعطانا فرحًا روحيًا كثمرة من ثمار روحه القدوس (غل 22:5 + يو 22:16) والروح القدس الذي يعطي فرحًا للقلب يعطي أيضًا إستنارة ووضوح رؤيا. ويعطي تعليم يو 26:14 + عب 11،10:8. بل الأقوياء يحصلوا علي الطعام القوي ويحولونه إلي لبن يعطونه للصغار 1كو 2:3 + ا بط 2:2. فالروح القدس يعطي الطعام القوي للبالغين وهؤلاء يعطون غذاء الضعفاء 2 تي 2:2. وراجع أش 1:55. والروح القدس يستخدم كلمة الله كغذاء يشبع به النفوس. وهو يعطي بسخاء.
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين
أية 13
" 13 زبولون عند ساحل البحر يسكن وهو عند ساحل السفن وجانبه عند صيدون "
زبولون:

زبولون تعني مسكن. فبعد أن رأينا العالم قبل المسيح في فساد وقسوة ورأينا المسيح أتيا من يهوذا بالجسد. نري الآن سكن الجميع في الكنيسة يهودًا وأممًا. فسبط زبولون سكن بجانب البحر وهم جاوروا الفينيقيين تجار البحر وجاءوا منهم بتجارتهم وباعوا لهم. فيكون زبولون تجارًا. وهذا يشير للكرازة خصوصًا أن البحر يشير للأمم والنهر يشير لليهود. ويكون سكن زبولون (اليهود). بجانب البحر (الأمم) إشارة للكنيسة الواحدة من كلاهما. وصيدون هي صيدا علي البحر المتوسط. (لقد عرف العالم المسيحية من الشعب اليهودي الذي آمن).
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين
الآيات 14، 15
" 14 يساكر حمار جسيم رابض بين الحظائر 15 فراى المحل انه حسن والارض انها نزهة فاحنى كتفه للحمل وصار للجزية عبد "

يساكر:

يساكر حمار جسيم= غالبًا فإن يساكر اختار الحمار شعارًا لخاتمه. وحمار جسيم أي ضخم وقوي وبالإنجليزية Strong donkey. فقد إشتغل هذا السبط بالفلاحة وكان دأبهم الصبر. وكانت أرضهم خصبة فإكتفوا بالزراعة ولم ينشغلوا بالسياسة. وكانوا معرضين لدفع الضرائب. وتشبيه يساكر بحمار يشير لعمله الشاق فهو حمل حملين 1) عمله الشاق في الزراعة 2) الجزية. وماذا كانت مكافأتهم؟ أرضهم الخصبة وزراعتهم الناجحة.
وحظائرهم كثيرة أي أغنامهم كثيرة = رابض بين الحظائروالأرض نزهة. ونزهة أي مبهجة بخصبها ودسمها. وهم لم يهتموا بالضرائب لأن أرضهم خصبة.
وما أجمل هذا التشبيه عن الكنيسة والذي أتي في مكانه. فبعد أن سمعنا عن مجيء المسيح من سبط يهوذا وسكن اليهود والأمم معًا نسمع أن أرضهم دسمة إشارة للكنيسة التي هي جسد المسيح وتتغذي علي جسده ودمه. وأن الكنيسة مخصبة ورعاياها يزيدون جدًا (حظائر كثيرة للرعاية). لقد أدرك خدام الله أن الأرض نزهة ففي السماء مالم تره عين ولم تسمع به أذن وعلي الأرض رأوا عمل المسيح في كنيسته فإهتموا بكرازتهم وعملهم في حقل المسيح دون أن يهتموا بأي ألام تفرض عليهم. وهذا ما قاله بولس الرسول "إذ كنت حرًا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين 1كو 19:9 + 2 كو 15:12.
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين
الآيات 16-18
" 16 دان يدين شعبه كاحد أسباط إسرائيل 17 يكون دان حية على الطريق افعوانا على السبيل يلسع عقبي الفرس فيسقط راكبه إلى الوراء 18 لخلاصك انتظرت يا رب "

دان:

رأينا فيما سبق الكنيسة المثمرة وخدامها. ورأينا خدامها كيف يتألمون فمن أين تأتي هذه الآلام؟ لابد من أنها تأتي بحيل إبليس الحية القديمة. لذلك كان دان حية علي الطريق. هو دائما يثير المشاكل في طريق الله وخدامه. وهذه الحرب بين إبليس والكنيسة تصل لذروتها في نهاية الأيام حين يطلق إبليس من سجنه ويعمل بقوته مع ضد المسيح. وكان سبط دان هم أول من أدخل العبادة الوثنية في إسرائيل بوضعهم تمثال ميخا في مدينة دان. وبسبب هذا حذف اسم دان من المختومين في الرؤيا (رؤ 7). وهذا قد يكون بسبب وثنية سبط دان إلا أن كثير من الآباء رأوا أن نبوة يعقوب هذه مع حذف اسم دان من رؤيا 7 راجع إلي أن ضد المسيح سيأتي من سبط دان. وبسبب الآلام الكثيرة التي سيوقعها ضد المسيح بالكنيسة صرخ يعقوب لخلاصك إنتظرت يا رب فالمسيح سيأتي مباشرة عقب هذه الأحداث، فلا خلاص حقيقي لكل إرتداد سوي بالمسيح. وهذه الآية هي إيمان بعمل المسيح المخلص. وقد عرفت ذرية دان بالمكر والدهاء قض 18،17.
دان يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل= أي مع كونه ابن جارية إلا أنه يكون سبطًا مستقلًا أو لأن ضد المسيح سيخرج منه فسيكون هذا سبب دينونة لإسرائيل كله الذي يسير وراءه.
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين
أية 19
" 19 جاد يزحمه جيش ولكنه يزحم مؤخره "

جاد:

كان نصيب سبط جاد شرق الإردن كطلبه. وهذا جعلهم معرضين للقتال من الأعداء من حولهم بصفة مستمرة (أمثال أرام والعمونيين والأموريين) إلا أنهم كانوا يحاربون أعدائهم دائمًا ولا يسكتون وكانوا محاربين أقوياء (1 أي 8:12-14) لهم وجوه الأسود. إذًا جاد كان في حرب مستمرة: يزحمه جيش. ولكنه سرعان ما يضرب مؤخرة جيوش أعدائه ويسترد غنائمه: ولكنه يزحم مؤخره في الإنجليزية هو سيتغلب وينتصر أخيرًا. إذًا فجاد يمثل الكنيسة التي هي في حرب مستمرة ولكنها ستنتصر أخيرًا فهي مرهبة كجيش بألوية.
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين
أية 20
" 20 اشير خبزه سمين وهو يعطي لذات ملوك "

أشير:

خبزه سمين وهو يعطي لذات ملوك= تنبأ يعقوب عن أشير بكثرة الخيرات. وقال عنه موسي في نبوته أنه يغمس في الزيت قدمه تث 24:33. وفعلًا تحققت النبوتان فقد تمتع سبط أشير بأرض خصبة غنية بأشجار الزيتون التي يستخرج منها الزيت. وكانت غلات أرضه وفيرة فقيل أن خبزه سمين. ويصدر من خيراته للملوك ولباقي الأسباط. هذا يشير لشبع أولاد الله ولفيض النعمة في حياة المجاهدين الروحيين.
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين
أية 21
" 21 نفتالي ايلة مسيبة يعطي اقوالا حسنة .

نفتالي:

أيلة: أنثي الأيل. وهي مسيبة= أي كانت ممسوكة ثم جاء من حررها وسيبها حرة وهنا نفتالي يشبه في محبته للحرية بأيلة منطلقة في برية مفتوحة تتحرك في خفة وسرعة أينما أرادت. ولكن حرية هذا السبط لم تكن فرصة للإنحلال والشر، بل إلتزم بعلاقات طيبة مع بقية الأسباط فكانت كلماته: أقوالا حسنة. وهذه صورة رائعة للكنيسة التي حررها المسيح "إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا. والذي حرره المسيح يسبح ويشهد للمسيح أي يعطي أقوالًا حسنة.
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين
الآيات 22-26
" 22 يوسف غصن شجرة مثمرة غصن شجرة مثمرة على عين اغصان قد ارتفعت فوق حائط 23 فمررته ورمته واضطهدته ارباب السهام 24 ولكن ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه من يدي عزيز يعقوب من هناك من الراعي صخر إسرائيل 25 من اله ابيك الذي يعينك ومن القادر على كل شيء الذي يباركك تاتي بركات السماء من فوق وبركات الغمر الرابض تحت بركات الثديين والرحم 26 بركات ابيك فاقت على بركات ابوي إلى منية الاكام الدهرية تكون على راس يوسف وعلى قمة نذير اخوته "

يوسف:

نال يوسف مدحا أكثر من إخوته فقد كان أمينًا مع الله ومحبًا للجميع أيا كان موقعه. ولقد كان مثمرًا: غصن شجرة مثمرة. وهذه أعلي درجات النمو أن يكون الإنسان الروحي مثمرًا مهما أصابته سهام العدو (إخوته ثم زوجة فوطيفار ثم فوطيفار نفسه) فمررته ورمته وإضطهدته أرباب السهام. ويعقوب كرر مرتين أن يوسف كان غصن شجرة مثمرة. فهو رغمًا عن الاضطهادات التي واجهته ثبت ونما وزاد ونال من ثماره الجميع، فهي ثمار محبته لله وللجميع. وهنا يوسف يشير للمسيح الذي إضطهدوه ولكن تمتع بخلاصه الجميع حتى من إضطهدوه. ثم قال يعقوب أغصان قد ارتفعت فوق حائط= كان غصن وصار أغصان، إذا هو نمو وزيادة وهكذا الكنيسة جسد المسيح. فالمسيح هو الغصن (أش 1:11 + أر 5:23 + زك 8:3) ولماذا كرر قوله غصن مرتين؟ فرقم 2 يشير للتجسد الذي جعل به الاثنين واحدًا وصار المسيح الكرمة ونحن الأغصان. فالأغصان إشارة للكنيسة جسد المسيح يو 5:15 وهذه الكنيسة مسنودة علي حائط، هو المسيح الصخرة الحقيقية. فالكروم تحتاج لحائط قوي يسندها فهي ضعيفة في ذاتها إن لم يسندها أحد. وهذه هي بركات المسيح لكنيسته المضطهدة وهذا الغصن علي عين= عين الماء هو إشارة للروح القدس الذي يروي الكنيسة فتثمر. وبالرغم من الاضطهاد ليوسف (أو للمسيح أو للكنيسة) ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه بمساعدة من الله من يدي عزيز يعقوب. فالله هو عزيز يعقوب أي ألهه المحبوب لديه، الراعي والصخر المعين له. ويعقوب يطلب لابنه المحبوب كل البركات. بركات السماء من فوق= أي مطر وندي. وبركات الغمر الرابض تحت= أي الأنهار والينابيع. وبركات الثديين والرحم= أي كثرة النسل وصحة وبركة للأطفال من لبن الثديين. بركات أبيك لك فاقت علي بركات أبوي= أي أكثر من البركات التي أعطاها أبوي يعقوب ليعقوب. هذه البركات رمز للبركات الروحية التي يعطيها الله لكنيسته وهي تزيد بكثير عن البركات المادية التي حصل عليها شعب الله في العهد القديم. إلي منية الأكام الدهرية= الأكام هي التلال العالية. والدهرية أي إلي مدي الدهر. والمعني فلتحل هذه البركات عليك وأمنيتي أن تستمر لك طالما كانت الأكام باقية وطالما هي باقية إلي الأبد. إذا فالبركات لك تكون إلي الأبد. وهذه هي بركات المسيح التي صارت للكنيسة وتستمر حتى تزول السماء والأرض.
وعلي قمة نذير إخوته= إخوة يوسف أبعدوه عنهم لكنه كان قد أفرز وتكرس وتخصص لله فالنذير يعتزل إخوته وكل الناس. ومن تكرس لله يستحق كل هذه البركات له. وقمة نذير إخوته في الإنجليزية علي تاج رأس نذير إخوته.
الأصحاح التاسع و الاربعين تفسير سفر التكوين
أية 27
" 27 بنيامين ذئب يفترس في الصباح ياكل غنيمة وعند المساء يقسم نهبا "
بنيامين:

إذا فهمنا أن كل ما مر من نبوات لأولاد يعقوب يشير للكنيسة المجاهدة جسد المسيح والآلام التي تقع عليها والجهاد المفروض عليها، فنجد أن نهاية الأمر أن تجلس الكنيسة بعد طول جهاد عن يمين الآب فبنيامين تعني ابن اليمين، واليمين هو مكان الخراف ، بينما اليسار مكان الجداء. وبركة موسي لبنيامين تشير لنفس الشئ في تث 12:33 حبيب الرب يسكن لديه آمنًا. فبعد طول جهاد نسكن عند الرب في أورشليم السماوية مسكن الله مع الناس رؤ 3:21.
بنيامين ذئب مفترس= إشارة لشجاعة السبط في الحروب قض 16:20. وتشير لشجاعة الكنيسة المجاهدة التي هي مرهبة كجيش بألوية. وقيل هي نبوة عن شاول الطرسوسي الذي خرج كذئب في الصباح ليفترس المسيحيين المؤمنين ويقتلهم كمضطهد للكنيسة وبعد إيمانه أمن علي يده الكثيرين فقسم نهبًا= أي المؤمنين الذي آمنوا بكرازته.

الآيات 28-33:
" 28 جميع هؤلاء هم أسباط إسرائيل الاثنا عشر وهذا ما كلمهم به ابوهم وباركهم كل واحد بحسب بركته باركهم 29 واوصاهم وقال لهم انا انضم إلى قومي ادفنوني عند ابائي في المغارة التي في حقل عفرون الحثي 30 في المغارة التي في حقل المكفيلة التي امام ممرا في ارض كنعان التي اشتراها إبراهيم مع الحقل من عفرون الحثي ملك قبر 31 هناك دفنوا إبراهيم وسارة امراته هناك دفنوا اسحق ورفقة امراته وهناك دفنت ليئة 32 شراء الحقل والمغارة التي فيه كان من بني حث 33 ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضم رجليه إلى السرير واسلم الروح وانضم إلى قومه "
عند يعقوب نجد الموت أهم من الحياة. فالحياة جعلته حبيس مصر أرض العبودية. أما الموت فمركبة تحمله إلي كنعان، ويضمه إلي أبائه وإله أبائه. فهو حين يوصي أولاده بدفنه في أرض أبائه، ينظر إلي ما وراء الحياة، إلي خارج مصر. هو يوفد جسده الميت ليمتلك الميراث علي الرجاء. لذلك يوصي أولاده ويوصي يوسف بأن ينقلوا جسده إلي كنعان (30:47 + 29:49). فتبقي أيضًا قلوب أولاده متعلقة بكنعان.



رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الأصحاح الثانى و الاربعين تفسير سفر التكوين
الأصحاح الواحد و الاربعين تفسير سفر التكوين
الأصحاح الاربعين تفسير سفر التكوين
الأصحاح التاسع و ثلاثين تفسير سفر التكوين
الأصحاح التاسع و العشرين تفسير سفر التكوين


الساعة الآن 01:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024