|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
انتظر الرب وقت الشدة يلجأ الناس إلى الله بالصلاة متلهفين ومنتظرين إجابة صلواتهم في الحال، لكن فرج الله بالاستجابة له ميعاد محدد عند الله، كقوله: "لأَنَّهُ يَقُولُ: "فِي وَقْتٍ مَقْبُول سَمِعْتُكَ، وَفِي يَوْمِ خَلاَصٍ أَعَنْتُكَ". هُوَذَا الآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا الآنَ يَوْمُ خَلاَصٍ" (2كو 6: 2). لقد سعى فرعون وجيشه بكامل معداته الحربية وراء شعب الله الأعزل، حتى تمكن من حصارهم، ففزع الشعب جدًا، وصرخوا لله ظانين أن ميعاد النجاة قد فات، لكن الله كلم موسى، قائلًا: "... مَا لَكَ تَصْرُخُ إِلَيَّ؟ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَرْحَلُوا" (خر 14: 15). فاضطرب موسى، وصرخ لله، طالبًا النجاة، ولكن حاشا لله من الاضطراب، لأنه دائمًا عالم بما سيفعله مسبقًا، كقول الكتاب عن الرب يسوع: "وَإِنَّمَا قَالَ هذَا لِيَمْتَحِنَهُ، لأَنَّهُ هُوَ عَلِمَ مَا هُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يَفْعَلَ" (يو 6: 6). القارئ العزيز... لا يضعف قلبك بسبب الضيق، انتظر الرب في إيمان، لأن كل وعود الله صادقة، حتى لو تأنى. ثقّ أنه سيأتي في الميعاد المناسب، كقول حبقوق النبي: "لأَنَّ الرُّؤْيَا بَعْدُ إِلَى الْمِيعَادِ، وَفِي النِّهَايَةِ تَتَكَلَّمُ وَلاَ تَكْذِبُ. إِنْ تَوَانَتْ فَانْتَظِرْهَا لأَنَّهَا سَتَأْتِي إِتْيَانًا وَلاَ تَتَأَخَّرُ" (حب 2: 3). إن انتظار الرب هو دليل إيمانك الصادق بحبه لك، ورعايته لك. لا يكفي أن تصلي فقط، لكن الصلاة لا بد أن يصاحبها تسليم وإيمان، وانتظار لموعد تدخله، ليكن لسان حالك قول المرنم: "انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي، وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ" (مز 130: 5). لا تصدق أن الرب قد تخلى عنك بسبب خطاياك، بل قل لنفسك في إيمان، ما قاله إشعياء النبي: "فَأَصْطَبِرُ لِلرَّبِّ السَّاتِرِ وَجْهَهُ عَنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ وَأَنْتَظِرُهُ" (إش 8: 17). تمسك بالرب في إيمان، كما تمسكت المرأة الكنعانية، التي لم تكفّ عن الصراخ، فرحمها الرب يسوع، وشفى ابنتها، لقد حدد المرنم زمن انتظاره باستجابة الرب له، قائلًا: "... هكَذَا عُيُونُنَا نَحْوَ الرَّبِّ إِلهِنَا حَتَّى يَتَرَأَّفَ عَلَيْنَا" (مز 123: 2). إن أولاد الله يُثَبَّتونَ وجوههم نحو الله، منتظرين تدخله. لأنهم يعلمون أن الضيقة هي امتحان إيمان ينتهي ببركات عظيمة. أما غير المؤمنين فلا ينتظرون الله، بل ينصرفون عنه، فياليتنا ننصت لوعد الرب، القائل: "هَا أَنَا آتِي سَرِيعًا. تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ" (رؤ 3: 11). |
|