هل الله غائب عن عن مسرح التاريخ البشري وحياة الانسان ؟
أم أن عيوننا وأذهاننا عاجزة عن أن تراه يتحرك في وسطنا ؟ . لقد أقمنا الله من عرشه وأقعدنا الظروف مكانه ، حتى صرنا نقول إن الظروف هي التي فعلت كذا وكذا . صرنا نعيش وكأن الله ميت حقا ً . هل غريب بعد إن كان الجيل القادم جيلا ً ملحدا ً ؟ ماذا ورث عنا ؟ سمعنا نتحدث عن الله ولكنه لم يره في حياتنا . أولادنا وبناتنا يسمعوننا نتحدث عن الله بضمير الغائب ، دائما ً بضمير الغائب . لكنهم لم يسمعونا نحدثه بالمخاطب . لقد سد الانسان أذنيه عن سماع صوت الله وأعمى عينيه عن رؤيته . ويا لبشاعة مصير الانسان والانسانية في الاجيال القادمة . وإن كان الانسان يلبس ثيابا ً بيضاء أو زاهية اللون الا أن قلبه متشح بالسواد طول ايام السنة لبعده عن الله وبعد الله عنه .