|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بين الرمزية Allegorism والتاوريا Theoria سبق أن تعرضنا للتفسير الرمزي لمدرسة الإسكندرية، الذي وضع منهجه القديس إكليمنضس الإسكندري، ثم جاء بعده أوريجين يستخدمه على نطاق أوسع، حتى رأى معانً رمزية عميقة تختفي وراء كل سطر من الكتاب المقدس لا يفهمها إلا الكاملين، أما المعنى الحرفي، ففي نظره، يقتل النفس ويناسب الذين عاشوا قبل المسيحية أو البسطاء من المسيحيين(38). كان لهذا المنهج جاذبيته في الكنيسة شرقًا وغربًا، كما كان رد الفعل قويًا خاصة إنطاكية حيث تزعم لوقيانوس مؤسس مدرستها حركة التفسيرية التاريخ الحرفي، مكرسًا كل طاقاته لهذا العمل... لقد رفض اللاهوتيون الإنطاكيون الرمزية Allegorism بكونها غير جديرة بالثقة، ولا هي وسيلة مقبولة في تفسير الكتاب المقدس... هذا الرفض نسبي، يخالف من لاهوتي إلى آخر، أو من دارس إلى دارس. فالقديس يوحنا مع رفضه للرمزية دانَ مدرسة إنطاكية لمبالغتها في ذلك مطالبًا بالاعتدال... في الحقيقة ظهر لدى آباء إنطاكية ما أسموه بالتاوريا أو الثيؤريا Theoria وهي نوع من الرمزية أو التأمل، قام على نوع من الرمزية وهو الـTypology يقوم على أساس نبوات صادقة وصريحة وأصلية تعلن الرمزية، وليس على اجتهاد شخصي... دون تجاهل الحقيقة التاريخية. فعلى سبيل المثال "نهر الأردن" يشير إلى المعمودية، لكن حقيقة عبوره حقيقة تاريخية لها قيمتها. وهكذا "ذبح إسحق" كرمز للصليب. والصخرة التي تابعت الشعب القديم، والحيّة النحاسية التي أقامها موسى، ودخول أرض الموعد... كلها حقائق وفي نفس الوقت رموز. لقد حذر ديؤدور الطرسوسي(39) إلا تزيل الثيؤريا الأساس التاريخي فتنقلب إلى الرمزية. هذا أيضًا ما أكده سيفريان أسقف جبالة عند تفسيره المخلوقات الحية الخارجة من المياه عند الخلقة(40) كرمز للمسيحيين الأحياء الذين يتجددون في مياه المعمودية، قائلًا(41): "استخرج الرمزية (الثيؤريا) من التاريخ هو شيء، أما بقاء التاريخ كحقيقة لا تُمس أثناء إدراك التاوريا فهو شيء آخر". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا ذهبي الفم بين الرمزية والحرفية |
القديس يوحنا ذهبي الفم ومن سمه |
نفي القديس يوحنا ذهبي الفم |
القديس يوحنا ذهبى الفم |
القديس يوحنا ذهبي الفم |