كهنة بدرجة الدكتوراه الخدمة الكنسية لم تمنعهم من التدريس فى الجامعات
إذا كان ارتداء الزى الكهنوتى يعنى الانخراط فى خدمة الرب والابتعاد عن الحياة السابقة بكل ما تحمله من جاه أو علم أو مال، إلا أن الخدمة الكهنوتية لم تمنع القس مكارى عبد الله من استكمال عمله كأستاذ للرياضيات البحتة بكلية العلوم كأول قس يعمل بالسلك الجامعى، وهو الأمر الذى سار على دربه القمص جرجس لوقا أستاذ الفيروسات وكاهن الكنيسة القبطية بفرنسا، بينما ظل الأنبا يوحنا قلتة المعاون البطريركى للكاثوليك سابقًا نموذجًا فريدًا لرجل الدين المسيحى الذى جمع الثقافتين الإسلامية والمسيحية بعد أن حصل على دكتوراه فى اللغة العربية وآدابها وحاضر فى أكاديمية الفنون.
بدأت حكاية القمص مكارى عبد الله، الذى رحل العام الماضى من محافظة المنيا، إذ ولد فى سبتمبر 1928، وحصل على درجة الدكتوراه فى الرياضة البحتة من ألمانيا عام 1962م، عمل أستاذًا بكلية العلوم جامعة القاهرة وأصبح رئيسًا لقسم الرياضيات بالكلية ذاتها عام 1967 م واستمر لمدة 4 سنوات، وظل يدرس بالجامعة لمدة تزيد عن 40 عامًا.
ومنحه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عام 1968م جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1970م تقديرًا لمكانته العلمية ولغزارة علمه، لم يكن أستاذًا للعلوم الأكاديمية فحسب بل جمع بينه وبين العمل الكهنوتى.
وحين بدأ حياته الإيمانية الدينية لقبه القديس البابا كيرلس السادس باسم "مكارى"، ورسم بيد الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية آنذاك كاهنًا لخدمة كنيسة الملاك عام 1968م، ونال القمصية بيد قداسة البابا تواضروس الثانى فى 5 مارس عام 2013م، وتوفى العام الماضى.
أما القمص جرجس لوقا كاهن كنيسة السيدة العذراء ومارمرقس بشاتنيه مالابرى، فقد حصل العام الماضى على وسام الشرف الفرنسى برتبة "فارس"، إذ يعمل أستاذًا فى علوم الفيروسات ويدرس بالجامعات الفرنسية ويجمع بين التدريس والكهنوت أيضًا.
وفى الكنيسة الكاثوليكية، يبرز اسم الأنبا يوحنا قلتة كأشهر الذين جمعوا بين التدريس الجامعى والكهنوت فقد ولد الأنبا يوحنا باسم كمال قلته بقرية القطنة بطهطا سنة 1937م، والتحق بالمدارس الكاثوليكية، وصار كاهنًا فى سبتمبر عام 1960 م ثم حصل على ليسانس الدراسات العربية والإسلامية سنة 1965م ثم الماجستير سنة 1972م فالدكتوراه سنة 1981م من جامعة القاهرة.
تولى مسئولية الأعلام والصحافة واللجنة المصرية الكاثوليكية للعدالة والسلام ورعى كنيسة السجود بشبرا سنة 1962م، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة سنة 1981م فى "دراسات المستشرقين الفرنسيين للشعر العربى"، وقام بتدريس الأدب الفرنسى بأكاديمية الفنون خلال الفترة من 1981م إلى عام 1986م، وتولى مسئولية المعاون البطريركى للأقباط الكاثوليك سنة 1986م حتى العام الماضى.
تحرص الكنيسة الكاثوليكية على منح آباؤها الكهنة والأساقفة والمطارنة درجات علمية خاصة فى العلوم اللاهوتية والكنسية وعادة ما ترسلهم للدراسة بروما، إلا أن الانبا يوحنا يبدو حالة فريدة إذ اختار الثقافة العربية كمبحث لدراسته جعلت منه مطرانًا مثقفًا يعرف الثقافة الإسلامية ويجمع بين العلم اللاهوتى والدنيوى.
هذا الخبر منقول من : اليوم السابع