وجد باحثون أن حل الكلمات المتقاطعة أو ألغاز لعبة "سودوكو" طوال حياتك، لا يبطئ من التدهور العقلي في سن الشيخوخة.
وتعزز هذه الأنشطة القدرات العقلية، ولذلك، فعندما يبدأ الدماغ في التدهور، هناك "نقطة معرفية أعلى" يمكن من خلالها التراجع.
ويعتقد الخبراء منذ فترة طويلة أن الأشخاص الذين يقومون بأنشطة معقدة أو يحلون ألغازا فكرية تفرض جهدا أكبر على الدماغ، محميون ضد التدهور العقلي.
كما ظن العلماء أن ممارسة الدماغ لمثل هذه الأنشطة على مدى العمر تبطئ السرعة التي يتدهور بها الدماغ في سن الشيخوخة.
إلا أن دراسة اسكتلندية جديدة وجدت أن هذا الأمر ليس واقعيا، وأن مثل هذه الأنشطة ليس لها تأثير على التدهور العقلي، وبدلا من ذلك، فإن القيام بأنشطة فكرية بشكل منتظم طوال الحياة قد يعزز القدرة العقلية ويوفر "نقطة معرفية أعلى" يمكن من خلالها التراجع.
وقام فريق العلماء من جامعة أبردين بتجنيد 498 مشاركا في عمر 64 عاما، وتتبعهم على مدار الأعوام الـ 15 التالية، ورصد قدراتهم الذهنية طوال تلك الفترة.
ووجد العلماء أن أولئك الذين مارسوا أنشطة تحفيزية فكرية على أساس منتظم، لديهم قدرة ذهنية أعلى في بداية الدراسة، ولكن لم يكن هناك فرق في السرعة التي تراجعت فيها قدراتهم خلال السنوات الـ15 التالية.
وقال العلماء إن هذه النتائج تشير إلى أن الانخراط في حل المشكلات لا يحمي الفرد من التراجع، إلا أنها تدعم نظرية "الاحتياط المعرفي"، وهي القدرة التي يحتاجها بعض الناس للحفاظ على ذاكرتهم وذكائهم على الرغم من تأثير الشيخوخة.
وذلك لأن استخدام الدماغ بانتظام من أجل المهام المعقدة يخلق عددا أكبر من الروابط بين خلايا الدماغ، وبالتالي فإنه عندما تبدأ عملية توصيل الدماغ بالتحلل مع التقدم في العمر، أو إذا بدأ الخرف في الهجوم، فإن لدى الدماغ شبكات "احتياطية" لاستخدامها كبديل.