|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد تزايد موسى جدا فى النسك وفى مقاتلته لذاته لدرجة كبيرة ولكن بالرغم من هذه الإماتات والسهر وقهر الذات لم يمكنه من أن يلاشى من مخيلته تلك الأشباح الدنسة ، بل كانت تزداد كلما إزداد هو فى محاربتها ، وربما كانت تقشفاته هذه دون إذن مرشده الروحى لأنه لما ذهب اليه يشكو حاله قال له ينبغى عليك الإعتدال فى كل شىء حتى فى أعمال الحياة النسكية ، كما قال له أيضا يا ولدى كف عن محاربة الشياطين لأن الإنسان له حد فى قوته ولكن إذا لم يرحمك الله ويعطيك الغلبة عليهم هو وحده فما تقدر عليهم أبدا ، إمض الآن وسلم أمرك لله وإنسحق أمامه وداوم على الاتضاع وإنسحاق النفس فإذا نظر الله الى صبرك وإتضاعك فإنه يرحمك ، فأجاب موسى: إنى أثق فى الله الذى وضعت فيه كل رجائى أن أكون دائما ضد الشياطين ولا أبطل إثارة الحرب ضدهم حتى يرحلوا عنى. فلما رأى منه القديس إيسوذوروس هذا الإيمان حينئذ قال : وأنا أؤمن أيضا بسيدى يسوع المسيح وبإسم يسوع المسيح من هذا الوقت فصاعدا سوف تبطل الشياطين قتالها عنك وإستمر موسى يعمل كقول القديس إيسوذوروس مواظبا على ذلك فأعطاه الله نعمة عظيمة وتواضعا وسكونا فإنحلت عنه قوة الأفكار ومن ذلك الوقت عاش موسى فى سلام وإزداد حكمة. |
|