|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بعد موت تيريزا الأفيلية عاينوا قلبها المثقوب بسهم ملاك
رأت الشاروبيم للمرة الأولى يُعرف عن القديسة تيريزا الأفيليّة انها اختبرت عددا كبيرا من التجارب الصوفيّة وتوصلت الى الاتحاد باللّه على الأرض وهو أمر يصعب فهمه. دوّنت أغلب اختباراتها وعبّرت بالكلام عن ما شعرت به. ومن بين هذه الاختبارات اختراق سهم محبة اللّه قلبها فعلاً. وتصف القديسة تيريزا ذلك في سيرتها الذاتيّة: “كان ربنا راضٍ على حصولي، بين الفترة والأخرى، على رؤية من هذا النوع: رأيت ملاكا بالقرب مني، على الجانب الأيسر، على شكل انسان. لست معتادة على رؤية ذلك إلا في حالات نادرة جداً. على الرغم من أنني غالباً ما أرى في الرؤى ملائكة لكنني أراها فقط في الرؤية الفكريّة، كما أخبرتكم في السابق. كانت مشيئة ربنا ان أرى الملاك بهذا الشكل. لم يكن كبيراً بل صغير القامة وجميل – وجه متوّهج وكأنه من أرفع أجناس الملائكة وكأنه كلّه من نار: من من يُطلق عليهم اسم الشاروبيم. لم يقل لي يوماً اسمه لكنني أدرك ان في السماء فرق كبير بين ملاك وآخر وبين هؤلاء والآخرين، فرق لا أستطيع تفسيره. رأيت في يده رمح ذهبي طويل وكأن نار تخرج من عند النقطة الحديديّة. بدا لي وكأنه يُدخله الى قلبي ويخترق أحشائي وعندما سحبه، بدا وكأنه يسحبها أيضاً فتركني في النار وفي محبة كبيرة للّه. تألمت كثيراً لدرجة انني بدأت بالأنين ومع ذلك كانت عذوبة هذا الألم الكبير تتخطاني لدرجة انني لم أتمكن من طلب التخلص منه. فالنفس لا ترضى الآن بأقل من اللّه.لم يكن الألم جسدياً بل روحياً علماً ان الجسد تكبد جزءاً من هذا الألم، جزءاً كبيراً. انه حب عذب ينبثق بين النفس واللّه وانا أصلي للّه بأن يسمح لكلّ من يعتبر انني أكذب باختبار الأمر نفسه. خلال الأيام التي دام خلالها هذا الاختبار، شعرت انني في محاذاة نفسي. رغبت بأن لا أرى ولا أتحدث مع كائن من كان بل ان أتغنى فقط بألمي الذي كان بالنسبة لي بركة أهم من كلّ ما من شأن الأمور المخلوقة ان تقدمه لي.” اعتُبر ذلك كلّه في البداية اختبار روحي لكنه تبيّن بعدها ان القلب مثقوب فعلاً. عندما تم استخراج جثة القديسة تريزا عام ١٥٨٢، تبيّن انه خالٍ من الفساد. وفي مرحلة من المراحل، استُخرج قلبها من جسمها وذُهل الناس لرؤيتهم جرحا واضحا خلفه رمح الملاك. ويُعرض اليوم قلبها غير الفاسد في بلدة ألبا دي تورميس في اسبانيا ويقول البعض انهم لا يزالون يرون الجرح الناتج عن الرمح. بلغت القديسة تيريزا أسمى درجات القداسة خلال حياتها وتمكنت من استقبال محبة اللّه بطريقة رائعة. أراد اللّه أن تفهم عمق محبته. انه حدث عجائبي يُعطينا فكرة عن البركة التي تنهال علينا ما ان نتحد باللّه للأبد. |
|