سياسيون: دعوات ترشح السيسى للرئاسة تعبر عن رغبة المصريين فى «مُخلِّص» من حكم الإخوان أكد عدد من السياسيين أن دعوة الدكتورة هدى عبد الناصر ابنة الزعيم جمال عبد الناصر، للفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة، بالترشح للرئاسة وخوض العمل السياسى، تعبر عن رأى شريحة كبيرة من المواطنين تبحث عن الوسيلة التى يمكن من خلالها الخلاص من حكم الإخوان، مشيرين إلى أن زيادة حالة الاستقطاب والعنف والانقسام الموجودة فى الوقت الراهن هى السبب فى تنامى تلك الدعوات، مؤكدين أن السيسى يحق له الترشح للرئاسة حال خلعه زيه العسكرى، إلا أنهم فى نفس الوقت استبعدوا ترشحه، لا سيما فى ظل نفيه المتكرر ذلك. ناصر أمين رئيس المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة، قال لـ«التحرير» إن ما طرحته الدكتورة هدى عبد الناصر أستاذة العلوم السياسية فى رسالتها، والتى أفصحت فيها عن رغبتها فى تقدم الفريق السيسى للترشح لرئاسة الجمهورية، بأنه أمر متوقع وطبيعى، لا سيما فى ظل حالة التشتت والتمزق والاستقطاب التى يعيشها الوطن، مشيرا إلى أن هناك شريحة كبيرة من المواطنين تبحث فى الوقت الراهن عمن يخلصها من حكم الإخوان، قائلا «أعتقد أن أفكار ورؤى المصريين تغيرت تماما وأصبحت أقرب لفكرة بناء دولة حديثة تقوم على المبادئ والديمقراطية ولا تلجأ إلى أحد كمخلص لها من الإخوان»، مشيرا إلى أن الفريق السيسى يدرك جيدا قيمة الأطروحات ولن تأخذه حماسة من سبقوه، وسيكون حريصا على عدم الزج باسمه فى العمل السياسى. أمين، أوضح أن المطالب الحماسية لترشح السيسى للرئاسة، مبررة من بعض الشخصيات ومفهومة، نظرا للوضع السياسى الراهن الذى تمر به مصر حاليا، مؤكدا أنه يجب أن يدرك الجميع أن المؤسسة العسكرية أصبحت لديها رؤى وأفكار وأبعاد جديدة تنظر إليها عكس ما كان فى الفترة السابقة. أمين أوضح أن ما ذكرته الدكتورة هدى عبد الناصر نابع من إحساسها بالمشهد الحالى ومدى الجرائم التى يتم إرتكابها فى الفترة الراهنة، والتخبط الواقع فى الموقف السياسى الراهن، ولذلك فهى ترى أن السيسى هو البديل الأنسب للخلاص من حكم الإخوان. الكاتب الصحفى صلاح عيسى، أوضح لـ«التحرير»، أن ما ذكرته نجلة الراحل جمال عبد الناصر ودعوتها للفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع بخوض العمل السياسى وعدم الاهتمام بالتصريحات والأقاويل المغرضة، هى تصريحات تعبر عما بداخلها من إحساس بالألم والحسرة بسبب ما يحدث من قبل مؤيدى وأنصار المعزول، لافتا إلى أن هناك شريحة من المواطنين تتحمس لذلك الأمر، ويطالبون بترشيح السيسى لحكم مصر ليبسط قدرته وتطهير الدولة من الجماعات الإرهابية المتطرفة. عيسى أشار إلى أن من يطالبون السيسى بالترشح يروون أنه صاحب القدرة على إنهاء تلك الفترة، رغم النفى المتكرر من الفريق السيسى فى كل تصريحاته بعدم رغبته خوض التجربة السياسية، موضحا أن الإجابة عن التساؤلات التى تتعلق بما إذا كان يرغب فى الترشح للرئاسة من عدمه وحدود التغييرات المتعلقة بسلطات الرئيس فى الدستور هى أمور سابقة لأوانها، منوها أن السيسى حكيم ويلعب دورا واضحا فى الوقت الراهن. أمين إسكندر القيادى بحزب الكرامة والتيار الشعبى، قال لـ«التحرير»، إن الفريق السيسى من حقه الترشح فى الانتخابات الرئاسية حينما يخلع زيه العسكرى، إسكندر أشار إلى أنه رغم اختلافه فى الطرح إلا أنه توجد شريحة كبيرة من المواطنين تؤيد تلك الفكرة، مؤكدا أن الفريق السيسى صحح أخطاء المؤسسة العسكرية. مشيرا إلى أن للسيسى الحرية المطلقة فى اختياراته سواء بالترشح أو الابتعاد عن خوض العمل السياسى مثلما نفى مرارا وتكرارا. جورج إسحاق الناشط السياسى، استبعد فكرة تقاعد الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع وترشحه للرئاسة، لافتا إلى أنه الآن أصبح رمزا وطنيا لجميع المصريين، ولا يمكن أن يفعل ذلك، مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين وصلوا للحكم بالاتفاق مع المجلس العسكرى السابق، وقبل الشعب ذلك لأنهم كانوا يكرهون حكم العسكر ويوجد لديهم أمل فى الإخوان فى تحقيق أحلامهم لاستكمال أهداف الثورة، ولكن هذا لم يحدث، وخيبوا آمالهم فى ذلك وسقطوا فى نهاية الأمر. وكانت الدكتورة هدى عبد الناصر قد نشرت مقالا فى جريدة «المصرى اليوم» أول من أمس قالت فيه نصا «اكتب لك لأدعوك لأن تترجم ثورة 30 يونيو إلى واقع.. فلقد كان نزولك على رغبة الجماهير بتغيير نظام أثقل على الشعب المصرى لمدة عام واحد فقط؛ لهو حدث تاريخى عظيم. لقد أهمل حكم الإخوان الاقتصاد المصرى؛ وبالتالى تسبب فى مزيد من الفقر والمعاناة، كما فشل فى توفير الأمن للمواطنين الأبرياء؛ وهو ما زعزع الاستقرار المطلوب للتقدم الاقتصادى، وأكثر ما أحزن المصريين ودفعهم للثورة على هذا النظام الرجعى الفاشستى المتخلف الخائن للوطن؛ هو تفريطه فى سيناء، واستقوائه بالغرب، وتشويهه لصورة مصر». وأضافت عبد الناصر فى مقالها «ما أعنيه هو أن تتقدم بثقة إلى العمل السياسى وترشح نفسك فى الانتخابات الرئاسية، وتأكد أن الثلاثين مليونا الذين خرجوا فرحين منبهرين يؤيدونك يوم 26 يوليو، سيعطونك أصواتهم فى صناديق الاقتراع؛ فإن المواقف والمبادئ هى التى تصنع القادة. أتدرى أنك حققت فى أقل من شهرين ما لا يستطيع السياسيون أن يحققوه فى عشرات السنين؟! ألا وهو التأييد الشعبى الكاسح. انظر إلى المعارضة المصرية؛ إنها مفككة، وزعماؤها ليسوا على مستوى هذه اللحظة الفارقة العظيمة التى تعيشها مصر». مؤكدة، هنا أحب أن أشير إلى اثنين من أعظم السياسيين فى العالم، وهما الجنرال ديجول والجنرال آيزنهاور.. إن الجنرال ديجول رجل عسكرى فرنسى اشترك فى الحرب العالمية الأولى، وأنشأ المقاومة الفرنسية فى الحرب العالمية الثانية، ثم اعتكف بعد فترة حكم قصيرة من 1944 إلى 1946، ومع ذلك فعندما مرت فرنسا بظروف سياسية صعبة داخليا، ومعارك يائسة فى الجزائر، قام الجيش بانقلاب فى مايو 1958 وهرع جنرالات فرنسا إلى القائد المخلص ديجول، الذى أنقذ بلده من الانهيار المروع. ولقد كان حكم ديجول ناجحا بكل المعايير؛ غير الدستور وشكل الحكم، حقق لفرنسا الاستقرار وبالتالى التقدم الاقتصادى الذى نقلها إلى مستوى ألمانيا، خلق لبلده صورة مشرفة فى العالم. كل ذلك بالمبادئ التى أرساها خلال أحد عشر عاما من حكمه التاريخى حتى عام 1969. هل قال أحد فى العالم إن فترة حكم ديجول حكم عسكرى؟! لم يحدث. وهل كان يرضى بذلك الفرنسيون المعروفون بالتعددية والفردية؟! ومثل آخر وهو الجنرال آيزنهاور الذى كان قائدا عسكريا أمريكيا فى أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم رشح نفسه للرئاسة بعد الحرب، وكان أيضا سياسيا بارعا وعلامة بارزة فى التاريخ الأمريكى.