القديس بوناونتورا يتأمل في كيف أن النبي أشعيا كان يتشكى في أزمنته قائلاً: ها أنتَ غضبتَ يا رب فأخطأنا نحن... ليس من يدعو بإسمكَ ومن يقوم ويمسككَ: (ص64ع5وع7) أي أنكَ أنتَ يا رب مغتاظٌ بكل عدلٍ وحقٍ من الخطأة: ولا يوجد من يمكنه أن يسترضيكَ عنا ويرجوكَ بالرضى علينا. فبكل صوابٍ قال النبي هذه الكلمات من حيث أنه في ذلك الوقت لم تكن بعد جاءت مريم الى العالم. وأما الأن فاذا كان الباري تعالى مغتاظاً ضد أحد الخطأة، ومريم شرعت تستعطفه محاميةً عن ذاك الخاطئ فلا ريب في أنها تهدئ غضب أبنها الإلهي عن أن يعاقبه وهكذا تخلصه