|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
علاقتي الحميمة مع الله لقد كتبت هذا الفصل خصيصاً للذين فتحوا باب قلوبهم ونفوسهم ليسوع المسيح، الذين سلموا أنفسهم له، الذين بدأوا الحياة المسيحية. ولكن أن تصير مسيحياً شيء، وأن تكون مسيحياً شيء آخر. وها نحن نقتصر في حديثنا هنا عن: {ماذا يعني أن تكون مسيحياً}؟ لقد أخذت خطوة بسيطة ودعوت المسيح لكي يدخل حياتك مخلصاً ورباً. آنئذٍ صنع الله معجزة عظيمة إذ أعطاك حياة جديدة وولدت من فوق ودخلت ضمن عائلة الله وأصبحت ابناً له. ربما لم تشعر بتغيير عند ولادتك الروحية كما لم تشعر بشيء طبعاً عند ولادتك الجسدية. ومع ذلك فإنك عندما ولدت جسدياً صرت شخصية جديدة مستقلة، وهكذا لما ولدت ثانية (من فوق) أصبحت روحياً خليقة جديدة في المسيح. ولكن (ربما يخطر لك على بال): أليس الله أباً لجميع الناس؟ أليس جميع الناس أولاد الله؟ كلا! فإن الكتاب المقدس يميز بوضوح وصراحة بين أبوة الله العامة التي تمتد إلى جميع الذين خلقهم وصنعهم، وبين أبوته الخاصة المحدودة وهي تختص بالذين ولدهم ثانية في المسيح. إن الله خالق الجميع، ولكنه آب فقط لأولئك الذين قبلوا يسوع المسيح مخلصاً لهم. ويوضح الرسول يوحنا ذلك في بداءة إنجيله بقوله: {جاء (أي يسوع) إلى خاصته، وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا… من الله} (يوحنا 11:1 – 13). هذه العبارات الثلاث وأعني بها: {الذين قبلوه} و {المؤمنون باسمه} و {الذين ولدوا… من الله}، كلها تتحدث عن الأشخاص ذاتهم، فأولاد الله هم أولئك {الذين ولدوا من الله}، والذين ولدوا من الله هم أولئك الذين قبلوا المسيح في حياتهم والذين آمنوا باسمه. فإذا أردنا إذاً أن نفهم ماذا يعني أن تكون مسيحياً، وذلك كما يعلمنا الكتاب المقدس، علينا أن نعرف امتيازات أولاد الله ومسؤولياتهم. |
31 - 08 - 2016, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: علاقتي مع الله
إن الامتياز العظيم والفريد من نوعه لأولاد الله الذين ولدوا من الله، هو أنهم ينتسبون إلى الله. ودعونا نتأمل هذه العلاقة: إنها علاقة حميمة رأينا في ما سلف كيف انفصلنا عن الله، فقد أبعدتنا خطايانا عنه وصارت فاصلة بيننا وبينه. ولكن هذا الفاصل قد تلاشى. لقد كانت الخطايا أشبه بالغيوم التي تحجب نور وجهه، أما الآن فقد انقشعت الغيوم وأشرقت الشمس. ويمكننا أن نستخدم تشبيهاً آخر ورد كثيراً في رسائل بولس الرسول بأننا كنا تحت الدينونة العادلة لديان كل الأرض، ولكن الآن قد تبررنا في المسيح يسوع الذي حمل إدانتنا والذي فيه اتحدنا بالإيمان، أي أننا صرنا مقبولين لدى الله وأصبحنا أبراراً، وأصبح الديان أباً لنا. {انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله}(1 يوحنا 1:3). {الآب} و {الابن} وهما اللقبان المميزان اللذان أعطاهما المسيح لله ولنفسه؛ وهما اللقبان اللذان يسمح لنا باستخدامهما. وبالاتحاد معه، يخول لنا أن نشاركه علاقته الحميمة بالآب. لقد أوضح أسقف قرطاجنة في منتصف القرن الثالث الميلادي في نبذته المسماة: {الصلاة الربانية} أوضح امتيازنا بقوله: {ما أعظم تسامح الرب! ما أعظم تنازله، وما أعظم جوده نحونا، كما يبدو من رغبته لنا في أن نصلي أمام الله بطريقة بها ندعوه {الله الآب} وأن ندعو أنفسنا {أولاد الله} كما أن المسيح هو ابن الله، الاسم الذي لم يكن أحد منا يتجاسر أن ينطق به في صلاة لو لم يسمح لنا هو باستخدامه في صلواتنا}. |
||||
31 - 08 - 2016, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: علاقتي مع الله
والآن، أخيراً، نستطيع أن نتلو الصلاة الربانية بدون رياء. فقد كانت قبلاً كلمات خرقاء جوفاء، أما الآن فإنها فياضة بالمعاني السامية الجديدة، وحقاً أن الله هو أبونا في السماوات الذي يعرف ما نحتاج إليه قبل أن نسأله، وهو الذي يعطي أولاده عطايا جيدة (متى 32:6؛ 11:7). وقد تدعوه الضرورة إلى تأديبنا وإصلاحنا. {لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يسر به} (عبرانيين 6:12، قابل أمثال 12:3). ولكن ما يطمئننا هو أن عصا التأديب هي في يد الأب المحب، ولا شك أننا مع مثل هذا الأب الرحيم والحكيم والقوي نتخلص من كل مخاوفنا.
|
||||
31 - 08 - 2016, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: علاقتي مع الله
أنها علاقة مضمونة إن علاقة المسيحي بالله مثل علاقة الابن بأبيه أي أنها ليست علاقة حميمة فحسب، بل أيضاً علاقة مضمونة، فكيف نعرف أنها توطدت؟ إن عدداً كبيراً من الناس يعيشون في الآمال، وهم يرجون الأفضل ولكن هل يمكن التأكد من ذلك؟ نعم لأنها إرادة الله المعلنة لنا. فينبغي أن نتأكد من علاقتنا بالله، ليس فقط حباً في راحة الفكر وروح مساعدة الآخرين، ولكن لأن الله يريدنا أن نكون متأكدين. ويصرح يوحنا الرسول بأن هذه كانت غايته في كتابة رسالته الأولى، كما يقول: {كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية} (1 يوحنا 13:5).
إلا أن الطريقة للتأكد، ليست أن نشعر بالتأكيد، فإن معظم المسيحيين الحديثي الإيمان، يقعون في هذه الغلطة في بدء حياتهم المسيحية، إذ يعولون كثيراً على احساساتهم السطحية الخارجية. ففي يوم يشعرون بقربهم من الله وفي يوم آخر يشعرون أنهم غرباء عنه وبعيدون ثانية، ويظنون أن مشاعرهم وأحاسيسهم تعبر تعبيراً صادقاً عن حالتهم الروحية، ولذلك يقعون في حالة مرعبة من الشك، وتصبح حياتهم المسيحية كأنها أرجوحة ترتفع بهم تارة إلى أعلى عليين من السمو، وتهبط بهم طوراً إلى أعماق الانقباض والكآبة. ليس هذا بالأمر المستحب، ويجب أن يتعلم الإنسان عدم الاستسلام لأحاسيسه ومشاعره لأنها تتغير وتتبدل مع تغير الأحوال وتبدل الصحة، ونحن خلائق متقلبون في طبائعنا وميولنا، وليس هناك من علاقة بين احساساتنا المتقلبة وتقدمنا الروحي. فإن مشاعرنا لم تكن أساساً لمعرفتنا بأننا في علاقة مع الله، ولكن الأساس الصحيح هو ما قاله لنا بهذا الصدد، فالمحك الذي نطبعه على أنفسنا يأتي من الخارج وليس من الداخل، ولسنا في حاجة أن نبحث في داخلنا عن دليل الحياة الروحية، بل لنمد أبصارنا إلى فوق وإلى الفضاء إلى الله وإلى كلمته، ولكن أين نجد كلمة الله التي تؤكد لنا بأننا أولاده؟ |
||||
31 - 08 - 2016, 04:59 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: علاقتي مع الله
1) كلمة الله مكتوبة في كتبنا المقدسة: إن الله يعد في كلمته المكتوبة، أن يعطي حياة أبدية لجميع الذين قبلوا المسيح {وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن له الحياة. ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة} (1 يوحنا 11:5، 12). ولا يعتبر حدساً وغطرسة، أن نؤمن متواضعين بأن لنا حياة أبدية، بل بالعكس فإن الإيمان بكلمة الله هو التواضع لا الكبرياء، والحكمة وليست الغطرسة، وأن الشك هو الغباء عينه والخطية ذاتها لأنه يقول: {من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي شهدها الله عن ابنه} (1 يوحنا 10:5). والكتاب المقدس مليء بمواعيد الله التي لا يألو المسيحي الواعي جهداً في حفظها واستيعابها في الذاكرة. فإذا ما أصابه سوء وسقط في هوة الانقباض والشك يتمسك بحبال مواعيد الله. وهاكم بعض الوعود التي تستحق الحفظ (يوحنا 37:6؛ 28:10؛ 1 كورنثوس 13:10؛ عبرانيين 5:13، 6 أشعياء 10:41؛ يعقوب 5:1؛ 1 يوحنا 9:1).
|
||||
31 - 08 - 2016, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: علاقتي مع الله
2) كلمة الله مسموعة في قلوبنا: اسمع هذه الأقوال: {لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا}، وأيضاً {عندما نصرخ يا أبا الآب، فإن الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله} (رومية 5:5؛ 15:8، 16). ويعرف كل مسيحي معنى هذه، فإن شهادة الروح القدس في الخارج، كما تعلمنا الكتب المقدسة، تثبتها وتؤيدها شهادة الروح القدس في الداخل في اختبارنا. ولا أقصد بذلك أن نولي أية ثقة لإحساسنا السطحي ولكن أن ننتظر اقتناعاً عميقاً في قلوبنا حينما يؤكد لنا الروح القدس محبة الله ويدفعنا لأن نصرخ قائلين: {أبانا} ونحن نطلب وجه الله في الصلاة.
|
||||
31 - 08 - 2016, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: علاقتي مع الله
3) كلمة الله تظهر في حياتنا: إن الروح الذي يشهد في الكتاب المقدس وفي الاختبار بأننا أولاد الله، يتمم شهادته في حياتنا وسلوكنا. فإن كنا قد ولدنا من فوق في عائلة الله فإن روح الله يسكن فينا، وللحال يبدأ عمله في تغيير حياتنا ومنهاجها. يستعمل يوحنا الرسول هذا المحك. فالإنسان الذي لا يطيع وصايا الله ويهمل واجباته نحو إخوانه ورفاقه لا يعتبر مسيحياً مهما كانت وظيفته، وأن العلامات المميزة لأولاد الله هي قداسة الحياة، والمحبة العملية للقريب، ولا سيما لأخوته في الإيمان.
|
||||
31 - 08 - 2016, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: علاقتي مع الله
-علاقة مأمونة لنفرض أننا دخلنا في العلاقة الحميمة مع الله والمضمونة بواسطة كلمته، فهل هي علاقة مأمونة، أم يمكن أن نولد في أسرة الله بعض الوقت، ونرفض منها في وقت آخر؟ إن الكتاب يؤكد لنا أنها علاقة دائمة، فيقول بولس الرسول: {فإن كنا أبناء فنحن ورثة أيضاً ووارثون مع المسيح} (رومية 17:8). ورب سائل يقول: {ولكن ماذا يحدث حين أخطئ؟ ألا أزيف بنوتي وأتوقف عن أن أكون ابناً لله}؟. كلا. ويمكنك أن تفكر في ما يماثل ذلك في الأسرة البشرية؛ لنفرض أن شاباً تنكر لوالديه وأخذ يقسو عليهما حتى خيمت على البيت سحابة من التوتر، فيمتنع الأب والابن عن الكلام مع بعضهما البعض. وماذا يحدث؟ هل يكف الولد عن أن يكون ابناً؟ كلا. فإن علاقتهما لم تتغير ولكن شركتهما هي التي فسدت. العلاقة تتوقف على الولادة، بينما تتوقف الشركة على التصرف والسلوك. وسرعان ما يعتذر الشاب حتى يصفح عنه الأب فيستعيد الصفح الشركة، وفي الوقت نفسه تبقى علاقته كما هي. فإن بدا الولد متمرداً أو عقوقاً، يبقى ابناً لا يتغير.
|
||||
31 - 08 - 2016, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: علاقتي مع الله
وهكذا هو الحال مع أولاد الله، فعندما نخطئ لا نقطع علاقتنا معه كأولاد أو نخسرها، مع أن شركتنا معه تفسد. وذلك إلى أن نعترف بخطايانا ونتوب عنها. وحالما نعترف بخطايانا {فإنه أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم} (1 يوحنا 9:1)، {وإن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا…} (1 يوحنا 1:2، 2). فعندما تسقط في الخطية اركع على ركبتيك واطلب باتضاعٍ غفران أبيك في الحال، واجتهد أن تحفظ ضميرك بلا عثرة أمام الله والناس.
وبعبارة أخرى يمكننا أن نتبرر مرة، ولكن نحتاج إلى غفران كل يوم. وعندما غسل المسيح أرجل التلاميذ أوضح لهم ذلك تماماً؛ سأله بطرس أن يغسل يديه ورأسه كما يغسل قدميه، ولكن يسوع أجاب {الذي قد اغتسل ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه بل هو طاهر كله} (يوحنا 9:13، 10). وإذا دعي إنسان إلى وليمة عشاء في أورشليم، كان يغتسل قبل الذهاب إلى الوليمة، كما كانت العادة آنذاك، وعندما يصل إلى بيت صاحبه لا يحتاج إلى اغتسال آخر ولكن خادماً يلاقيه عند الباب ويغسل رجليه. هكذا عندما نأتي إلى المسيح في توبة وإيمان، نحن نقبل {الاغتسال} (الذي هو التبرير والذي يرمز إليه ظاهرياً بالمعمودية} ولا حاجة أبداً إلى تكرارها. ولكن نحن سائرون في الشوارع المليئة بالأقذار في هذا العالم نحتاج دوماً إلى غسل أرجلنا (أي الغفران اليومي). |
||||
31 - 08 - 2016, 05:00 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: علاقتي مع الله
مسؤوليات أولاد الله يا له من امتياز عظيم عجيب أن تكون ابناً لله، إلا أن هذه البنوة تتضمن التزامات أيضاً. ويقول الرسول بطرس {وكأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به} (1 بطرس 2:2). إن امتياز الابن لله هو صلة انتسابه كما أن مسئوليته العظيمة هي النمو. ولئن أحب كل إنسان الأطفال، لكن ما من عاقل يتمنى أن يظل في دور المهد والطفولة. والمأساة هي أن كثيرين من المسيحيين ممن ولدوا في المسيح لا ينمون، بينما البعض يعاني من تضعضع الروح وتقهقره. من ناحية أخرى نرى أن قصد أبينا السماوي هو أن {الأطفال في المسيح} يحضرون إلى {إنسان كامل في المسيح} ( 1 كورنثوس 1:3؛ كولوسي 28:1)، إذ يجب أن يتبع ولادتنا نمو، وأن يقودنا التبرير الذي هو قبولنا قدام الله، إلى عملية التقديس أي نمونا في القداسة. هناك دائرتان رئيسيتان لنمو المسيحي، أولاهما هي دائرة الفهم، والثانية هي دائرة القداسة. |
||||
|