هذا الأب فى محبته الكبيرة جدا قسم حياته وقسم معيشته وكأنه أراد أن يقبل الموت من أجل أولاده وأعطاهم حياته ,وهو أعطى حياته للجاحد اللى عايز يموته و للكبير اللى موجود معاه وحايبان على حقيقته فى الآخر ,يعنى قدم حياته ليهم ,فالصغير طالب بنصيبه من المال وأخذه كله بحيث أن لم يبقى له حاجة تانى عند أبوه أو أى حق تبقى له عند أبوه وعلشان كده لما فكر يرجع كان عارف كويس أنه أخذ كل حقوقه فلما فكر يرجع ,فكر يرجع كأجير أو كعامل وحايشتغل ويأخذ فى الآخر يومه بيومه والكبير أيضا كان ليه نصيبه لكن ظل جوه البيت تحت سيطرة الأب وتحت سلطان الأب ولكن بالرغم من أن كان هو جوه البيت وعارف أن كل حاجة دلوقتى متبقية هى بتاعته لكن كان طمعان فى جدى ,لما قال لأبوه فى الآخر وجديا واحدا لم تعطينى لأنه لما حايفاجأ أنه بالرغم من أن الصغير أستنفذ كل حقوقه ومع هذا لما رجع أخذ أبوه عجل مثمن وذبحه لأجله ,طيب هو فى حاجة طيب ده أنا ممكن آخذ فوق النصيب بتاعى ,طيب ما هو زى ما أنت أعطيت اللى خلص فلوسه عجل ,كان ممكن تعطينى فوق النصيب بتاعى جدى ,وهذا يوضح أن كلا من الأثنين كانت علاقتهم بأبوهم علاقة منفعة وعاوزين نأخذ منك ومش بس كده وعايزين يأخذوا فوق الحق بتاعهم أو فوق النصيب بتاعهم وكأن لسان حال الكبير لما أنت بتعطى بزيادة طيب لماذا لم تعطينى , الأبن الأصغر كان الأحقر ,طيب مين هم الأصغر والأحقر أو الأبن الأصغر ده بيمثل مين؟ طبعا العشارين والخطاة والأمم المحتقرين والصغيرين فى عينين الناس كلها ,والصغيرين فى المقام , والأبن الأكبر ده بيرمز لمين ؟ لليهود والكتبة والفريسيين ولرؤساء الكهنة اللى ليهم مقام كبير وكرامة كبيرة ونلاحظ ملاحظة عجيبة جدا أن الأبن الكبير أخذ زيادة بحكم الشريعة والناموس والأبن الصغير أخذ زيادة عن حقه بحكم النعمة بحكم الآب فحايبان لنا فى هذا المثل حاجة لطيفة جدا أن الناموس يحابى الأبن البكر بينما نعمة المسيح تحابى الأبن الأصغر ,والكتبة والفريسيين فى نظر الناموس هم الحاجة الكبيرة المدققين الأبرار اللى ما بيعملوش حاجة غلط لكن المسيح جاء فى صف الأصاغر .