|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندنا كلمة جميلة جدًّا لأحد الآباء الكبار: الذهبي الفم، الذي تكلّم كثيرًا عن الفقر والفقراء، يقول على لسان المسيح “لقد بلغكَ عنّي أنّي مُتسربل بالنور كالرداء، لكنّك متى كسوتَ عريانًا أَشعر أنا بالدفء وأنّني تستّرتُ، وتعتقد بأنّي جالس عن يمين أبي في السماوات، ولكنّك متى ذهبت إلى السجن تفتقد المسجونين تراني جالسًا هناك”. يقول أيضًا الذهبي الفم عن العطاء ليحُثّ الناس عليه: “لأنّه فقير أَطعِمْه لتكون قد أَطعمتَ المسيح”. هناك توحيد كامل بين الفقير والمسيح. “إن رأيتَ إنسانًا بائسًا فاذكُر أنّه، وإن كان الظاهر أنّه ليس هو المسيح، إلا أنه هو الذي يسألك ويأخذ منك في زِيِّ ذاك”. وهكذا صارت للفقير مرتبة كبيرة جدًّا عند المسيحيّين لأنّه هو الواسطة التي بها نستطيع أن ندخل إلى ملكوت السماوات. وسنذكر بعض الصفات أو الألقاب التي يطلقها آباء الكنيسة على الفقراء. يقول الذهبي الفم: “يا لِعظَم مرتبة الفقراء لكونهم نظيرَ خِدْرِ الله –الخِدْر هو المخدَع، غرفة الله– والباري تعالى يختفي فيه. فالفقير يمدّ يده متسوّلاً، ولكنّ الله هو الذي يَقبل صدَقتك”. وهكذا صارت المسيحيّة تنظر إلى الفقير على أنّه صاحب كرامة ويجب أن يُحترم، مثله مثل أيّ إنسان آخر غنيّ. ولذلك يقول أيضًا الذهبيّ الفم في هذا المجال أنه إذا كان سيّدُنا أهّل الفقراء أن يشتركوا في مائدته (أي في مائدة الربّ، في الكأس المقدّسة، أي الإفخارستيّا)، فبأيّ حقّ أنت تمنع الفقير من أن يجلس إلى مائدتك إنْ كنت غنيًّا. حديث للمطران سابا (إسبر)، مطران بُصرى حوران وجبل العرب والجولان |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لكن الأهم أن تطبقها في حياتك لتكون مع المسيح |
اللقاء مع المسيح، لأنّه مدعاة سلام وفرح وخلاص |
المسيح اتولد فقير |
جدد عهدك مع المسيح لتكون ابنه المليح |
نصلى لتكون لنا شجاعة وقوة السيد المسيح |