|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يمكنني تنمية التواضع كما يعلمنا الكتاب المقدس التواضع فضيلة ثمينة، فضيلة تكمن في صميم الحياة المسيحية. إنها لا تعني أن نفكر في أنفسنا أقل، بل أن نفكر في أنفسنا أقل، بينما نوجه أنظارنا إلى الله وإلى احتياجات الآخرين. يقدم لنا الكتاب المقدس إرشاداً غنياً حول تنمية هذه الصفة الأساسية، فعلينا أن ندرك اعتمادنا الكامل على الله. وكما يذكّرنا القديس يعقوب: "كل عطية صالحة وكاملة هي من فوق، نازلة من عند أبي الأنوار السماوية" (يعقوب 1: 17). عندما نستوعب هذه الحقيقة حقًا، يصبح من المستحيل أن نتباهى بإنجازاتنا (فيدركهر-بولاك، 2007، ص 179). ربنا يسوع المسيح هو النموذج المثالي للتواضع. فمع أنه كان إلهًا متجسدًا، إلا أنه "لم يجعل من نفسه شيئًا إذ أخذ طبيعة العبد" (فيلبي 7:2). نحن مدعوون أن نقتدي بهذه المحبة التي تبذل ذاتها، واضعين احتياجات الآخرين قبل رغباتنا الخاصة. تشمل الخطوات العملية نحو التواضع ما يلي: فحص الذات والاعتراف المنتظم: إن الاعتراف بأمانة بأخطائنا وخطايانا أمام الله ووثوقنا بالآخرين يجعلنا نرتكز على الواقع. تنمية الامتنان: الاعتراف بكل ما أُعطي لنا بنعمة الله يقاوم الكبرياء والاستحقاق. خدمة الآخرين، وخاصة أولئك الذين غالباً ما يتجاهلهم المجتمع: وذلك اقتداءً بمثال المسيح في غسل أرجل تلاميذه. التماس الملاحظات وقبولها: يعد الانفتاح على التصحيح ووجهات النظر المختلفة علامة على التواضع الحقيقي. دراسة حياة القديسين المتواضعين: يمكن لأمثالهم أن تلهمنا وترشدنا. تذكّروا أن التواضع لا يتحقق من خلال جهودنا وحدنا، بل هو هبة من نعمة الله. عندما نفتح أنفسنا لهذه النعمة، نجد أن التواضع يجلب الحرية - الحرية من الحاجة المستمرة لإثبات أنفسنا، والحرية في أن نحب ونخدم دون السعي إلى الاعتراف. طريق التواضع ليس سهلاً دائمًا. فذاتنا تقاوم. لكن بينما نثابر، بعون الله، نكتشف حقيقة كلمات يسوع: "لأن الذين يرفعون أنفسهم يكونون متواضعين، والذين يتواضعون يكونون مرفوعين" (متى 23:12). في التواضع نجد كرامتنا الحقيقية كأبناء الله المحبوبين. |
|