|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والدنا صنع له بيت في السماء وكان همه بناء كنيسة بئر العبد والدنا كان يقوينا في اتصالاته معنا وتعرض لتعذيب من الإرهابيين سيناء كانت جنة وخير لا ينتهي قبل ظهور الإرهابيين وتحويلها لساحة حرب ثلاثة أسر تعيش في شقة صغيرة بعد أن تركوا منازلهم ومتاجرهم ببئر العبد، ذهبنا لهم قدمنا العزاء لاستشهاد والدهم الشهيد نبيل حبشي ، دخلنا في شقتهم وكانوا يستقبلون العزاء من جيرانهم ، تجلس النساء على الأرض يتشحن بالملابس السوداء، واستقبلنا ابنه الأكبر بيتر والابن الآخر فادى ، عندما قلنا لهم ” البقية في حياتكم ” كان ردهم اليوم فرح وليس عزاء لأن أبونا شهيد في السماء نفتخر به ، وهو كان يرتب لهذا اليوم منذ فترة طويلة عندما كان يعمل للسماء وكان همه الأكبر منذ أن ذهب لبئر العبد أن يبنى كنيسة العذراء وهي الكنيسة الوحيدة بالمدينة وتحدي كل الظروف مقابل بناء كنيسة ولم نعلم أنه كان يبني بيت له في السماء . تحدث في البداية ابنه بيتر وقال ” مع الظروف الاقتصادية التي كنا نعيش فيها انتقلنا إلى مدينة بئر العبد بشمال سيناء، لأن رزقها كان كبير ومدينة جديدة ، وذلك في بداية عام 2000 ، وقمنا بفتح عدة متاجر ، واتسعت حياتنا وكانت الحياة في شمال سيناء بشكل عام قبل 2012 ووصول الإخوان للحكم ، حياة تمتلئ بالخير وعلاقاتنا طيبة بجميع القبائل ولم نعرف كلمة مسيحي ومسلم ، وانا شخصيا متربى وسط المسلمين، ولم نشعر في يوم بفرق معهم . كان والدي يعمل في محل ” ذهب ” ولدينا محل أجهزة محمول وملابس وحصلت على قرض من صندوق تحيا مصر لدعم تجارتنا، ووالدي كان يفكر في بناء الكنيسة وبالفعل نظرا لصعوبة بناء الكنائس في فترة ما قبل 2011 تحمل والدي المخاطرة وقام ببناء مبنى كنسي بداية من 2007 ، وكان دائما يقول الكنيسة قبل متجري حتى وان كانت الظروف المادية صعبة ، وبالفعل انتهى من بناء الكنيسة ، التي تم تدشينها في 2016 ، ووقتها تم اخذ بعض الصور أمام لافتة الكنيسة ومع حرس الكنيسة وهي الصور التي ظهرت في فيديو الإعدام علما أن والدي لم يكن يحتفظ بهذه الصور ولا نعلم كيف حصلوا عليها وهو أمر غريب . وتابع بيتر ” قبل خطف والدي بيومين كان والدي قام بفتح محل في التل الكبير بالشرقية، وكان يأتي على فترات لبئر العبد ، وقبل الخطف بيومين طلب منى الراحة وقال انه سيقف في محل الصاغة ، وقال انه سوف يظل يومين قبل العودة للتل الكبير ، وفى يوم 7 نوفمبر كان والدي أمام منزله ، حيث قال انه سيبقى يوما أخر للقاء أصدقائه ، ولكن في الساعة 8 م فوجئ بثلاثة أشخاص مسلحين حسب رواية الشهود أعمارهم لا تتعدى العشرون عاما ، وقاموا بخطفه بالقوة ، و استوقفوا سيارة ” ربع نقل ” بالقوة وأجبروا سائقها على تركها وأخذوا والدي فيها ، وعندما حاول بعض الاهالى اعتراضهم أطلقوا الأعيرة النارية في الهواء لتهديدهم ، وفروا هاربين بوالدي ولا نعلم خط سيرهم . واستكمل بيتر ” بعد خمسة أيام تلقينا اتصال من الخاطفين عن طريق والدي الذي أخبرنا أنهم يريدوا مليوني جنيه ، وان هذه جزية على أقباط المدنية ، وعليهم إخبار أسقف الكنيسة ، وأعطونا مهلة 48 ساعة وبعد هذه المهلة اتصلوا مرة أخرى وقالوا إن الفدية ستكون خمسة ملايين جنية ، واخبرنا والدنا انه يعيش في عيشة وسط الجبل بالنهار شديدة الحرارة وفي المساء شديدة البرودة ، وكان في البداية يقول انه متعب جدا ، واستمرت الاتصالات بيننا ومن عدة أرقام مختلفة . وأشار بيتر ” تواصلنا مع الأجهزة الأمنية وقدمنا جميع المعلومات ، وطلبت مننا الأجهزة الأمنية مغادرة منازلنا خوفا علينا وحتى يتمكنوا من العمل على مطاردة هذه الجماعات حيث كان الأمن يضع قوة أمنية لحراستنا على المنازل والمتاجر ، وهو ما كان يشتتهم ، وبالفعل في شهر يناير الماضي ، أغلقنا المتاجر والمنازل وغادرنا وسط حراسة أمنية حتى منزلنا في مدينة أخرى . وبعدها تلقينا اتصالات تهديد، وتحدثنا مع والدنا الذي اخبرنا انه مع تنظيم الدولة الإسلامية وفى هذه المرة ظل يطمئنا وانه بحالة جيدة ويتلقى رعاية جيدة منهم وهذا أمر طبيعي في ظل وجوده معهم ، واستمرت الاتصالات طول شهور الخطف وكانت أخر مكالمة مع والدنا قبل شهر من نشر فيديو الإعدام ، وكان يتحدث بلغة قوية ويسأل على اخواتى ووالدتي وتحدث مع والدتي وكأنها مكالمة الوداع ويؤكد أنه لا يخاف شيء ، وانقطع الاتصال معهم حتى ظهور فيديو الإعدام . وأضاف بيتر : ” إن إعدام والده تم خلال شهر من قطع الاتصال الذي كان في منتصف مارس ، وانه عندما شاهد الفيديو ، علم أن والده اختار السماء وأنه قرر حضور العيد في السماء ، وإنهم فخورون به ، وأن رسالة تهديد داعش لا تؤثر فيهم لأنهم أقوياء ولا يخافون شيء ، وان حبهم لوطنهم ليس خيانة بل فخر، وإنهم في عيد لان والدهم شهيد للمسيح ولوطنه . وكشف بيتر عن وضعهم السىء منذ مغادرة منازلهم قائلا” ثلاثة أسر تعيش في شقة واحدة وتركنا رزقنا وليس لنا مصدر رزق أخر ونحن علينا قيم إيجار المحلات وأيضا قرض تم الحصول عليه من صندوق تحيا مصر ، فضلا على أننا غير قادرين العودة لمنازلهم و ممنوعين من دخول بئر العبد ، خوفا علينا حيث ان داعش ترسل رسائل تهديد لنا ولا شقائى وتشير أن الدور علينا بعد استشهاد والدنا ، ولا تعلم كيف نعيش بهذا الوضع . وتابع أن إعدام والدى سبب حالة حزن بين أقباط بئر العبد ولا نعلم وضعهم الآن فى ظل مخاوف من استهدافهم ، رغم ما قامت به الشرطة من قتل ثلاثة ارهابيين وحددت اخرين ونعلم ان الامر ليس بالامر السهل ولكن نريد ان نعرف مصيرنا وحياتنا وهل سنظل فى هذا الأمر لفترة طويلة تحت تهديد هذه الجماعات الارهابية التى لا تعرف شىء عن الدين . وأكد على أن الكنيسة اخرجت ابطال ، والفيديو لم يهزنا بل يزيدنا قوة ، ونحن نفتخر اننا نحب بلادنا والجيش والشرطة هم اهالينا ، ونحن نفخر بحب بلادنا ولكن ما قدموه فى فيديو لا يمثل اى دين ، ونحن نعيش فى دولة قانون، وكل ما نطلبه الآن أن تساعدنا الدولة على أن نبدأ حياتنا فى مكان اخر لان عودتنا لبئر العبد اصبحت صعبه ونحن لا نريد أن نكون عبء على الشرطة فى تأميننا هناك ، لاسيما اننا نستقبل تهديدات حتى الآن . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( 1مل 18: 45 ) وكان من هنا إلى هنا أن السماء |
طوبيا العبد العموني الذي قاوم بناء السور على يد نحميا |
واغفر لنا خطايانا وامحوا كل ماضينا |
( يو 18: 10 ) وكان اسم العبد ملخس |
بناء أول كنيسة تحت الماء |