الجُباة والبغايا هم أشخاص آخرون، مختلفون ويعيشون في ذات المجتمع الّذي نحيا فيه، قد يخيفوننا نحن المتدينين والمترددين على الكنائس! لكن في الكتاب المقدس العبري (العهد الأوّل)، هناك أمر أساسي لا نفكر فيه كثيرًا ويمكن أن يساعدنا في فهم لّاهوت هذا النص وهو "قيمة الآخر" الّذي بجوارنا في ذات المجتمع. هنك عبارة تتكرر لخمس مرات في سفر التثنية: «اذكُرْ أَنَّكَ كنتَ عَبْدًا في أَرضِ مِصر» (تث 5 :15 ؛ 15: 15 ؛ 16: 12 ؛ 24: 18 ؛ 24: 22). العشارين والبغايا، في مقطع إنجيل اليوم، يذكروننا اليّوم وفي جميع الأوقات بأننا غرباء مثل آبائنا في مصر. نحن أيضًا نعيش في بلاد غريبة وعلينا بالعودة إلى أرضنا الّتي أعدّها الله لنا والّتي منحنا إياها كنعمة. العشارون والبغايا هم الآخرون الّذين يسمحون لنا اليّوم بتذكر المنطق الإنجيلي للتطويبات، ضد أي إغراء للشعور بالراحة والوصول إلى الله بقدرتنا بل بالتوبة إليه وبالإنتماء لأبوته.