|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دعوة المسيحي الى القداسة دعا المعلم الالهي تلاميذه الى قداسة السيرة التي رسمها هو بذاته في حياته كلها . وتممها عندما افاض على الجميع الروح القدس الذي يدفع المؤمنين الى حب الله والقريب , اي الى الكمال . كما قال ايضا" : (( كونوا كاملين كما ان اباكم السماوي هو كامل )) . وقد اضاف مار بولص محرضا" المؤمنين ان يعيشوا (( كما يليق بالقديسين )) . فجميع المؤمنين باية حالة او درجة كانوا هم مدعوون الى كمال السيرة المسيحية والى كمال المحبة . مستفيدين من النعم التي نالوها على قدر ماشاء المسيح ان يوزعها عليهم حتى اذا ما اقتفوا اثره , وصاروا مشابهين لصورته , واطاعوا في كل امر مشيئة الآب , يتكرسون من كل قلوبهم لمجد الله وخدمة القريب وعلى هذا المنوال تأتي قداسة شعب الله بثمارها الوافرة , وهذا ما يظهر باجلى بيان في سيرة الكثيرين من القديسين في تاريخ الكنيسة . فهؤلاء كانوا بشرا" مثلنا , تجاوبوا مع النعم التي افاضها عليهم روح القدس واجتهدوا في السير بطريق الكمال , فمنهم من توحد في صومعته , ومنهم من مارس خدمة الكنيسة او التعليم او التأليف او الوعظ والارشاد او تربية الشبيبة او نشر اسم المسيح , وكل واحد في اي طريق سار حاول ان يكمل المسيرة بروح المسيح فوصل الى القداسة . ان مريم العذراء التي حياها الملاك قائلا" : (( المملوءة نعمة )) هي مثالنا الاعلى في طريق القداسة , فلنسر على خطاها ملبين دعوة المسيح للكمال الروحي . خبر في التاسع عشر من ايلول سنة 1846 , حظي راعيان صغيران احدهما مكسيميان جيرو وعمره احدى عشر سنة , والفتاة (( ميلاني ماتيو )) وقد ناهزت الرابعة عشرة من عمرها , برؤية سماوية في ناحية (( لا ساليت )) بجبال الالب . ظهرت لهما سيدتنا الكلية الطوبى , وتشكت من المسيحيين لخرقهم حرمة يوم الرب وهو الاحد وتجديفهم المستمر على اسمه القدوس , وقالت : (( اذا اصر شعبي على عدم الاصغاء الى صوتي رافضا" الخضوع والطاعة , سأضطر الى ان اترك ساعد ابني الثقيل ينزل بهم ضربات قاسية )) . قالت ذلك وانهمرت الدموع من عينيها . واستطردت قائلة : (( لقد تعذبت لاجلكم كثيرا" , كما اني لا اريد ان يرذلكم ابني , واتضرع اليه دائما" من اجلكم , غير انكم لا تقدرون ذلك , فمهما صليتم ومهما عملتم , فانكم لن تستطيعوا ابدا" مكافأة الاتعاب التي تجشمتها لاجلكم )) واردفت اخيرا" : (( لقد أعطيتم ستة ايام للشغل , واحتفظ ابني باليوم السابع , ولكنكم ابيتم ان تكرسوه لتمجيده )) . كأني بالعذراء القديسة تريد ان تعيد على مسامعنا رسالتها التي ابلغتها في (( لا ساليت )) لان جيل اليوم لا يزال يهمل حرمة يوم الرب , فيأتي نهار الاحد فلا نحترمه ولا نهرع الى الكنيسة للاشتراك بالصلاة والقداس مع جمع المؤمنين , ونتخذ لنا حججا" واهية واعذارا" وهمية لنبرر اهمالنا . فلنجدد العهد على احترام يوم الاحد ونلب رغبة العذراء ووصية الرب . وهذه خطوة في طريق قداستنا . اكرام اعط مثالا" صالحا" باحترامك يوم الرب وكمل كل ما تفعله بروح الله , فهذا طريق القداسة نافذة اجذبيني وراءك ايتها العذراء القديسة |
|