ولمَّا أَتى السَّبت أَخذَ يُعَلِّمُ في المَجمَع، فَدَهِشَ كثيرٌ
مِنَ الَّذينَ سَمِعوه، وقالوا: "مِن أَينَ له هذا؟ وما هذهِ الحِكمَةُ
الَّتي أُعطِيَها حتَّى إِنَّ المُعجِزاتِ المُبِينَةَ تَجري عن يَديَه؟
" وما هذهِ الحِكمَةُ الَّتي أُعطِيَها " فتشير السؤال أهل الناصرة الثاني. لقد تنبأ أشعيا عن المسيح بحلّول عليه" روحُ الرَّبّ روحُ الحِكمَةِ والفَهْم " (أشعيا 11: 2).
إنّ فطرح هذا السؤال يعني عدم الاعتراف بإنّ يسوع يأتي من الله، وعدم الاعتراف بهويته كمسيح ابن الله الحي (مرقس 8: 29).
أمَّا عبارة " إِنَّ المُعجِزاتِ المُبِينَةَ تَجري عن يَديَه؟ فتشير إلى السؤال الثالث الذي لا يتعلق بتعليم يسوع، بل بأعماله. حتى الأعمال العظيمة الّتي يقوم بها يسوع، مِن أين أتت، ما هو التفويض الّذي لديه للقيام بتلك المعجزات؟ إنّه تساؤل الّذين لا يتركون لله إظهار نفسه في التاريخ.