|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حبًا عجيبًا ما أعجب يا رب أن تعلن عن الخيانة لتعطى مسلمك فرصة التوبة والرجوع إن أراد. وما أعجب أنك لم تذكر اسم الخائن حتى لا تجرح مشاعره وأحاسيسه لعله يرجع عن رأيه وحتى لا تجعله في عار أشد. وما أعجب أنك لم تصمت تماما عن الخيانة لئلا يظن اليهود أن أمره غير مكشوف فيسرع بالأكثر لعمل الخيانة بجسارة. وما أعجب أنك يا رب تركته لينضم إلى المائدة حاسبا وكأنه مستحق للطف الإلهي حتى النهاية وبهذا صارت دينونته أعظم. وما أعجب يهوذا الإسخريوطى الذي سلمك أنت الأسد الخارج من سبط يهوذا. وما أعجبه وهو يتقدم بقبلة غاشة كعلامة غش مميت من شفتيه التي هي أكثر مرارة من الأسلحة والعصى. وما أعجب هذا التلميذ البشع في خطئه بينما كنت يا رب تحذره بكل وسيلة، لكنه لم يكف عن خيانته لهذا صارت داره خراب وأسقفيته أخذها اخر، فأى شيء يمكن يا رب أن تقدمه أكثر فائدة للعالم كله من بركات آلامك المخلصة المحيية، بينما هذا الخائن سلمك للآلام ولم ينتفع شيئا من خيانته، لذلك ويل له لأن به سلم ابن الإنسان وكان خيرا له لو لم يولد. وهو جنى حسب ما أراد هو واعتقد. وما أعجب أن يغمس يده معك في الصحفة بينما هو قد تسلم فعلا أجرة تآمره بذات اليد التي تآمرت عليك أيها السيد. وما أعجب طول آناتك على الخائن وضمك له إلى مائدة محبتك المترفقة اللانهائية مع أنه كان قد خانك بعد أن وجد فيه الشيطان موضعا له، وبعد أن كانت جريمة تسليمك قد صارت منه، وصار هو وسيلة لتسليمك إلى الصليب. وما أعجب أن تتحدث عن خائنك وسط الجماعة دون تشير إليه لأنك مهتم بخلاص نفسه دون أن تجرح أحاسيسه لأنه ماض كما هو مكتوب عنه بحسب التدبير الإلهي. ما أعجب أن يسلمك أحد الإثنى عشر بقبلة، فجعل علامة المحبة والشركة علامة للخيانة والقتل، بينما مسلمك هذا لقبته بالصاحب "يا صاحب لماذا جئت؟" (مت 26: 49) فصدق فيه المزمور "ألين من الزيت كلماته وهي سيوف مسلولة" (مز 55: 21). وما أعجب أن يلقوا عليك الأيادى ليمسكوك ومعهم السيوف والعصى بينما أنت كنت معهم كل يوم في الهيكل تعلم وتشبع وتبرأ وتقيم وتشفى المحتاجين إلى الشفاء. ما أعجب أن الذي يأكل خبزك برفع عليك عقبه بعد أن دخله الشيطان وزرع في قلبه فكر الخيانة ليبيعك بالفضة الغاشة، بينما أنت الفضة الحقة كلمة الله المتجسد وكلمتك هى الأصلية المصفاة سبع مرات، إلا أن يهوذا تعاهد وفرح طامعا في فضة العالم مخالفا للناموس، وبشره الشخصي وبطمعه صار ما هو عليه. ما أعجب إشارتك عن يهوذا بقولك "أنتم طاهرون ولكن ليس كلكم" مشيرا إلى فعلته الغاشة لئلا يعتقد التلاميذ أنك لم تكن على دراية بأعمال خيانته. وما أعجب أن تغمس له اللقمة وتعطيها له، بل وتقول له "ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة" (يو 13: 27). فذهب الخائن سائرا في غيه وأكمل خيانته التي نوى عليها. ما أعجب احتمالك يهوذا ثلاث سنوات ونصف، فهذا إعلان بوداعتك وحلمك ونسيانك للخطايا وصفحك للإساءة. وما أعجب سر تعليمك بل سر علمك الذي لا يوصف، والذي قدمته مثالا لنا كقياس السماء في صفائها وكطبيعة النور في وضوحها وكطبيعة البهاء في إشراقها وكطبيعة المحبة في فيضانها. ما أعجب أن تحسب كلص "كإنه على لص خرجتم" (مر 14: 48) بينما أنت الذي ناديت للمأسورين بالإطلاق (لو 4: 18) واخيرا لم تتساو باللص بل حسب باراباس اللص أفضل منك فأطلقوه عندما صلب البار وإطلاق مثير الفتنة، فحتى في محاكمتك أنقذت بموتك باراباس المجرم الشهير،وما أعجب عريك وجلدك على ظهرك بالسياط موافقا أن تكون لكل إنسان ظهرا مضروبا لينال بواسطتك البراءة ولكي لا تقع على من يؤمن بك ضربة واحدة!!! ولكي نقول جميعا "وبجلدته شفينا" (أش 53: 3، 1 بط 2: 24). ما أعجب أن تظلم فتذلل ولا تفتح فمك. وما أعجب أن تساق كشاه إلى الذبح وكخروف داجن صامت أمام الذي يجزه بينما حمل الله الذي يرفع خطية العالم كله، حمل بلا عيب قائم وكأنه مذبوح، وبسفك دمك الكريم حصلت المغفرة. ما أعجب أنك وأنت بهاء مجد الله ورسم جوهره تتشبه بنا وتأخذ صورة العبد. ما أعجب أن تباع بثلاثين من الفضة بينما أنت لا تثمنك تلال الذهب وجبال الماس. وما أعجب أن ترتضى بظلم هيرودس وبحكم بيلاطس بينما أنت ديان الأرض كلها وقاضى المسكونة طرا. ما أعجب أنك لم تنزل من على الصليب حين تحداك الكهنة والفريسيون بينما أنت قادر على أن تزلزل أساسات الأرض كلها. ما أعجب أن تصلب بيد الأثمة الظالمين الأشرار بينما أنت إله المحبة والبر، ومما يزيد العجب عجبا أنك جعلت كل من يؤمن أنك قادر أن تغفر للفاجر يحسب له إيمانه برا. لقد باعوك أيها الرب وأسلموك للخطاة، حتى تمنحنا نحن العبيد الحرية. لقد خضعت لمحاكمة جائرة، أنت يا من تحكم كل الأرض، حتى نخلص نحن من الحكم الأبدى. تعريت حتى تكسونا برداء الخلاص. وضعوا على رأسك إكليل شوك حتى ننال إكليل الحياة. وضعت في القبر حتى تقيمنا من موت القبر. هذا فعلته من أجلنا نحن عبيدك غير المستحقين.. أيها الرب ما أعجب اسمك.. ما أعجب أنك لما كنت تشتم لم تشتم عوضا، وأنك عندما تألمت لم تكن تهدد بل سلمت لمن يقضى بعدل (1 بط 2: 23) لذا في تواضعك انتزعت قضائك وبسبب صمتك وعدم دفاعك بذلت نفسك فدية عن كثيرين وشفعت في المذنبين لأنك عجيب ومتعجب منك بالمجد. ما أعجب يا رب قول النبي الذي رأك مجروحا فسألك "ما هذه الجروح في يدك" (زك 13: 6) فأجبت بمرارة "هى التي جرحت بها في بيت أحبائى" (زك 13: 6). وما أعجب أن يسلمك الخائن أحد الاثنى عشر، فتزداد جروحك مرارة من أجل الذين خانوك وشهروا بك إلا أنك أشهرت السلاطين جهارا ظافرا بهم على الصليب، ونصبت نفسك على الصليب ملكا إلى الأبد، لأنه قد دفع إليك كل سلطان في السماء وعلى الأرض (مت 28: 8). ما أعجب رفضك للعنف لكي تكمل الكتب أنه هكذا ينبغى أن يكون، ولأنك لا تريد أن يدافع عنك أحد ضدمن جرحوك بل تريد أن تشفى الكل بهذه الجراحات عينها، فبجراحاتك شفيت كل الجروح. ما أعجب أنك تموت في الوقت المعين عن الفجار، ما أعجب أن تصالح العالم لنفسك غير حاسب لهم خطاياهم، وذلك بذبيحتك المقبولة الوحيدة، والتي صارت لله أبيك رائحة طيبة اشتمها رائحة سرور ورضى عن جميعنا. |
25 - 05 - 2014, 09:41 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: حبًا عجيبًا
موضوع جميل ورائع جداً شكراً جزيلاً أختي العزيزة مارى للمشاركة المثمر جداً تحياتي وأحترامي والرب معك يباركك ويبارك حياتك وأعمالك وخدمتك المباركة ربنا يفرح قلبك دائماً... والمجد لملك المجد ربنا القدوس يسوع المسيح دائماً .. وأبداً .. آمين |
|||
25 - 05 - 2014, 10:37 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حبًا عجيبًا
شكرا على المرور |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حبًا مقدسًا ملتهبًا حبًا شديدًا حقيقيًا لا ينفصم ولا ينطفئ |
ليس عجيبًا إذًا أن سيدنا يُدعى اسمه «عجيبًا» |
إن القلب الكبير ليس تاجرًا: يعطى حبًا لمن يقدم له حبًا |
عجيبًا في ميلاده |
عجيبًا في ميلاده |