|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صرخت إلى الرب فاستجاب الربّ
المزمور المئة والعشرون 1. المزمور المئة والعشرون هو في الأساس مزمور توسّل فردي ينشده المرتّل طالبًا من الرب أن يعاقب أعداءه بمثل ما تآمروا عليه، وأن يكافئ حبيبه بالسلام. صار مزمورَ الحجّاج بسبب ما ورد في الآية الخامسة: ويل لي فإني تغرَّبت في ماشك، سكنت في أخبية قيدار (ماشك وقيدار محلَّتان نفي اليهما شعب الله على يد البابليين سنة 587). هذا المزمور هو أول مزامير المراقي (وعددها 15 مزمورًا)، بمعنى أن الحجّاج الآتون يصعدون إلى أورشليم تاريكين بيوتهم وحقولهم ليلتقوا وجه الله الساكن في صهيون. 2. الرب ملجأ في عالم حرب لا يعرف السلم. آ 1- 2: صلاة المسكين. آ 3- 4: الله يدين الشرير بحسب نواياه، هذه هي طلبة المؤمن. آ 5- 7: يشكو المرتّل حاله لأنه يبحث عبثًا عن السلام. عرف شعبُ الله المنفى، في مصر أو في بابل، قبل أن يشتَّت في العالم المعروف آنذاك. ولكن رغم تشتّته بقي متعلقًا بأرضه وهيكله. ولهذا كان هذا المزمور نشيد الحجّاج الذين يلتقون في أورشليم بمناسبة العيد، فيفرحون باللقاء وسكون حالتهم في المنفى. وماشك وقيدار هما مكانان لم يشعر فيهما شعب الله بحسن الضيافة، لم يجدوا فيهما السلم بل الحرب (آ 7). ولكن الله وحده يعطي السلام، بعد أن كان العداء يرافق المؤمنين، فلا يجدون إلاّ لسان المكر وشفاه الزور. وهكذا عندما يأتي الحجاج إلى أورشليم، فهم يبحثون عن سلام حقيقيّ يبعد عنهم كلَّ عداء، كما أنهم يتأكدون أنهم لن يجدوا هذا السلام إلاّ في لكل أورشليم حيث يرتعون في حمى الله. 3. يتوسّل المرتّل إلى الرب وهو متأكّد أنه سيعينه في ضيقه. فالالسنة الماكرة تطلب حياته، وشفاه الزور تدفعه إلى الهلاك. فيتمنّى المرتّل أن تقع اللعنة على أصحاب هذه الالسنة الكاذبة: من أرسل بلسانه سهامًا عديدة فليُضرب بها، ومن كان لسانه ينفث النار فليُحرق بها. هذه هي صلاة المرتّل في مكان يحيط به الاعداء من كل جهة. ما أطول سُكنى نفسي مع مبغضي السلام (آ 6). 4. المرتّل هو صورة عن البار المضطهد في شعب الله، وصورة مسبقة عن يسوع الذي حاربه أعداؤه وافتروا عليه طوال حياته العلنية. جاء إلى خاصته، إلى بلده، وخاصته لم تعرفه. لم يطلب يسوع الانتقام لأعدائه، بل صلّى من أجلهم، وهو وحده من يستطيع أن يضع السلام بين الله والخاطئ التائب (كو 1: 2). ضحّى بحياته وصار سلامَنا (أف 2: 14). ولكن هذا السلام لن يظهر بجلاء إلاّ في نهاية الازمنة. الصعوبات كثيرة ولكننا نتغلّب عليها بواسطة من قال لتلاميذه: "تقوّوا، أنا غلبت العالم" (يو 16: 33). |
|